تونس - أ ف ب - يتوجه سبعة ملايين تونسي الى صناديق الاقتراع اليوم لاختيار 217 عضواً، من بين 11 ألف مرشح، في المجلس التأسيسي ومهمته الاساسية وضع دستور جديد «للجمهورية الثانية» في تاريخ تونس المستقلة وسط توقعات بان يُحقق حزب «النهضة» الاسلامي افضل نتيجة فيه. ومع اختتام الحملة الانتخابية في تونس يبقى الجميع في تونس وخارجها في انتظار «امتحان» الاحد في مهد الربيع العربي وقرار الشعب الذي اطلق شعار «الشعب يريد». ونظمت مختلف القوائم الحزبية والمستقلة ليل الجمعة اجتماعاتها الجماهيرية وعملياتها الدعائية لحشد الانصار تمهيداً للاقتراع الذي سيشكل فرزاً تاريخياً للقوى السياسية في تونس ووزنها الحقيقي. وذكرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في بيان لها الجمعة ان أمس كان يوم «الصمت الانتخابي» وان خرق هذا الصمت «جريمة انتخابية يعاقب عليها القانون». وفي بلد اعتاد، منذ استقلاله في 1956 على انتخابات معروفة النتائج سلفاً، يرى بعض المراقبين في انتخابات المجلس التاسيسي اليوم «قفزة في المجهول» في حين يعتبرها آخرون «فصلا بين عهدي» الاستبداد والديموقراطية. ووسط حشد من آلاف من انصاره قال المنظمون ان عددهم ناهز 30 الفا في بنعروس جنوب العاصمة، دعا راشد الغنوشي زعيم حزب «النهضة» في اختتام الحملة الانتخابية انصاره الى الفرح واليقظة قبل موعد الاحد التاريخي. وأكد الغنوشي «سنهنئ الفائزين لأن تونس كلها ستكون قد فازت بقطع النظر عن النسبة التي اخذتها النهضة قليلة ام كثيرة ونحن معتقدون ان النهضة منصورة باذن الله». ودعا الى التصويت ل «احزاب الثورة» في صورة عدم التصويت للنهضة في اشارة على ما يبدو الى تحالفاته مع قوى سياسية اخرى لم يكشف تفاصيلها. ووعدت النهضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية حتى لو حازت الغالبية في المجلس التاسيسي. وحضّ الحزب الديموقراطي التقدمي في اختتام حملته التونسيين خصوصا النساء على التصويت بكثافة لتعكس الانتخابات للعالم صورة بلد متفتح ومعتدل. وقالت مية الجريبي الامينة العامة للحزب والمراة الوحيدة التي تقود حزباً كبيراً في تونس: «ان النساء بامكانهن باصواتهن قلب الموازين. ونحن بحاجة الى اصوات كل الذين هم مع الاعتدال وضد التطرف والقوى الرجعية». ونظم «القطب الديموقراطي الحداثي»، وهو تجمع من خمسة احزاب حول حزب التجديد (الشيوعي سابقا) بزعامة احمد ابراهيم، اجتماعاً حاشداً في قصر الرياضة في المنزه بالعاصمة تميز بحضور نسائي كثيف. من جهته اختار حزب التكتل الديموقراطي من اجل العمل والحريات بزعامة مصطفى بن جعفر اختتام حملته الانتخابية في قاعة رياضية بباردو بالعاصمة في اجواء احتفالية عائلية حضرت فيها العاب الاطفال وشارك فيها عدد من الفنانين الملتزمين. وبدا «الحداثيون» القلقون من المساس بالحريات ومن سرقة نصر على الديكتاتورية بعد نضال استمر سنوات ضد بن علي، منقسمين قبل اقتراع الاحد. ولم ينجح التكتل من اجل العمل والحريات بزعامة مصطفى بن جعفر والحزب الديموقراطي التقدمي بزعامة أحمد نجيب الشابي، في الاتفاق على اقامة جبهة ضد الاسلاميين. ويراهن انصار الحزب الحاكم الذي حُل في آذار (مارس) الماضي بقرار قضائي، على وجودهم لعقود بلا منازع في دواليب الدولة وشكلوا عدداً من الاحزاب التي يقول متابعون للساحة التونسية انها تناهز الاربعين من حوالى 120 حزباً سياسياً في تونس يشارك اكثر من نصفها في الانتخابات.