أكد قيادي سابق في «جيش المهدي» ان عودة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى النجف، الاثنين الماضي، جاءت في ظل اجواء ملبدة داخل الحوزة العلمية بسبب افتتاح مكتب المرجع الديني القادم من ايران آية الله محمود الشاهرودي، الاسبوع الماضي، اضافة الى مشاكل داخل التيار مثل تعيين قائد جديد للواء «اليوم الموعود»، الجناح المسلح للتيار وتنفيذ خطة موضوعة لاعادة هيكلية هيئات قيادية جديدة. وقال الشيخ ابو محمد الساعدي، وهو قيادي سابق في «جيش المهدي» في تصريح الى»الحياة» ان «عودة السيد مقتدى الصدر هذا الاسبوع لها دلالات كثيرة كونها تأتي في ظل توتر داخل حوزة النجف بعد افتتاح مكتب اية الله محمود الشاهرودي». وكان الصدر وصل الاثنين الماضي برفقة مساعده عون الموسوي الى منزله في حي الحنانة وسط النجف، قادماً من قم، حيث يقيم فيها منذ سنوات. وأشار الساعدي الى ان»الشاهرودي واحد من اثنين اوصى بهما الصدر الثاني (اي والد مقتدى محمد محمد صادق الصدر) مع اية الله كاظم الحائري لقيادة مرجعية اتباعه لكن الاول له اعتبار اكبر وأرجحية في العلوم الدينية». وأضاف: «خلال الشهور الماضية حصل الشاهرودي على تأييد عدد من المراجع في النجف مثل اية الله محمد اليعقوبي الذي يعد احد طلبة الصدر الثاني». وأضاف: «كون المرجع الشاهرودي يؤمن بولاية الفقيه المتمثلة بآية الله علي خامني في ايران يثير قلق الصدر وكل المراجع الكبار في النجف. ولد الشاهرودي في النجف، وتتلمذ على يد آية الله محمّد باقر الصدر والامام ابي القاسم الخوئي والامام الخميني. وأُعتقل في سبعينات القرن الماضي وبعد الافراج عنه غادر إلى إيران، بإيعاز من محمد باقر الصدر، ليكون وكيله العام وممثله لدى الخميني، واختير هناك رئيساً للسلطة القضائية وعضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام ثم عضواً في مجلس صيانة الدستور. ولفت الساعدي الى وجود «مشاكل داخل التيار الصدري في حاجة الى حل مثل تعيين قائد جديد للواء اليوم الموعود (الجناح المسلح للتيار) وتنفيذ خطة لاعادة هيكلية هيئات قيادية على مستوى مكتب مرجعية والده. وكان من المفترض ان يعلن التغييرات في تنظيمه خلال احياء ذكرى وفاة والده السيد محمد محمد صادق الصدر التي مرت قبل نحو اسبوع الا ان عوامل فنية أخرت الإعلان. وتتمثل خطة اعادة هيكلة مكتب الصدر في تشكيل مكتبين رئيسيين في النجف، احدهما شرعي والآخر اداري، على ان يتم تشكيل ثلاثة مكاتب مركزية اخرى في بغداد والبصرة وسامراء او بلد او تلعفر تكون مسؤولة عن ادارة شؤون التيار التنظيمية في جنوب العراق ووسطه وشماله». وزاد انه «سيتم تغيير الهيئة السياسية للتيار، استعداداً لمواجهة تحديات المرحلة الحالية والاستحقاقات المترتبة عليها من بينها الانسحاب الاميركي من العراق». وكان الصدر اعلن قبل ايام شروطاً للموافقة على ابقاء مدربين اميركيين منها «ان يكون التدريب بعقد جديد غير مباشر مع الاميركيين» وان يكون «بعد طلب التعويضات من الجيش المحتل».