سبق أن كتبت مقالاً بعنوان «العملاء المعتدون... أحفاد ابن سبأ» جراء اعتداء فئة ضالة على حدود بلادنا الجنوبية، دحرت بفضل الله ثم بقوة إيمان جنودنا البواسل، وولائهم لدينهم ثم لوطنهم وقيادتهم، ثم أعقبته بمقال آخر بعنوان «عوداً على بدء.. أيها الشيعة العرب انتبهوا للخطر!» أوضحت فيه جهل الشيعة العرب لمخطط الشيعة الفرس، وأوضحت فيه أن الفئة المرادة بالمقال الأول، هم أولئك المأجورون الذين باعوا أنفسهم للفرس الصفوية، وأن الأخيرين أرادوا استخدامهم كأدوات لتحقيق أهدافهم الدنيئة، لتعكير أمن واستقرار الوطن، واليوم والعالم العربي يشهد ثورات تصحيحية - إن صحت العبارة - تتدحرج من دولة لأخرى، وتسقط أنظمة، في حقيقتها «دكتاتورية متسلطة» هذا هو قدرها. بلادنا بفضل الله هي بمنأى عن هذه الثورات بسبب ما تعيشه من أمن وارف، ورغد عيش ضاف، في ظل قيادة تحكم شرع الله، التف شعبها حولها ولاءً ووفاءً، يثمنون هذا الإرث العظيم الذي خلفه المجاهد البطل المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيب الله ثراه» وحافظ عليه أبناؤه البررة إلى هذا العهد الزاهر، عهد ملك الإصلاح عبدالله بن عبدالعزيز، وفي مثل هذه الأيام من كل عام، وبمناسبة اليوم الوطني للمملكة، هب الشعب برمته، رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً، يجسد الفرح وينثر رياحينه، في أجواء مفعمة بالحب والولاء والوفاء للقيادة وللوطن، مستحضرين جهاد الأبطال، عبدالعزيز ورجاله البواسل رحمهم الله جميعاً، ومستشعرين قيمته، لكن ونحن نعيش هذا الأمن والاستقرار، ثمة من يريد زعزعته وخلخلته، وجرجرة هذه البلاد لعالم الثورات. لا مجال للاختيار بين الولاء لله ثم الوطن أو الولاء والعمالة لدولة أخرى ومرجعيتها أياً كانت، لا نريد أن نستخدم أسلوب التورية، ولا بد من تسمية الأشياء باسمها، فقد بلغ السيل الزبى، «إيران»، تعيش منذ «الخميني» إلى «نجاد» صراعات داخلية وقلاقل، نتيجة لظلمها وقمعها لشعبها، لكنها تريد أن تغطي جرائمها. وفي نظري أن حادثة «العوامية» التي حاول فيها بعض مثيري الشغب، الاعتداء على رجال الأمن هي أمر متوقع لم تكن لتحدث لولا وجود أيد خفية خبيثة تحرك هؤلاء العملاء، وتقود الجهلة وضعاف النفوس منهم لإثارة الفتنة والبلبلة والشغب في وطن آمن وهبهم الأمان في عالم يعج بالثورات والاضطرابات، والحمد لله أن أجهزة الأمن لدينا، تعاملت مع الحدث كما ينبغي، ما ولد شعوراً مطمئناً لدى المواطن، يؤكد لهم أن أمن الوطن ووحدته «خط أحمر» لا يفكر في مسه أو تجاوزه إلا هالك، وعلى الباغي تدور الدوائر، وشتان بين من يعمل لدينه ووطنه وقيادته، ومن يسعى لتحقيق أهداف عنصرية ونشر أفكار شريرة ومعتقدات باطلة لدولة عدوانية، نعم وألف نعم لليد الحديدية لمن تجاوز الحدود، فأمن الوطن خط أحمر... ودام عزك يا وطن. [email protected]