عشية بدء الاستشارات النيابية اللبنانية الملزمة لتكليف رئيس للحكومة العتيدة، سجل لقاء سياسي بارز ليل اول من امس، بين الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله ورئيس تكتل «لبنان اولاً» النيابي سعد الحريري، انتهى وبحسب بيان مشترك المضمون صادر عن «حزب الله» ومكتب الحريري، الى «الإتفاق على مواصلة النقاش مع الإشادة بأجواء التهدئة الإيجابية السائدة والتأكيد على تغليب منطق الحوار والتعاون والإنفتاح». وحضر اللقاء الذي كشف عنه امس، وعقد في مكان لم يفصح عنه لاسباب امنية، المعاون السياسي للأمين العام حسين الخليل ومصطفى ناصر ونادر الحريري. وجرى خلال اللقاء بحسب البيانين، «تدارس الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة واستعراض مختلف الأوضاع المحلية في ضوء نتائج الإنتخابات النيابية، كما جرى بحث الترتيبات المفترضة للمرحلة المقبلة والخيارات المطروحة للحكومة العتيدة». وقالت مصادر المجتمعين ل «الحياة» أن نتائج الاجتماع كانت إيجابية وتحولت الى جلسة استماع للنيات من قبل الطرفين أكثر منها البحث في التفاصيل، وانتهت الى إبقاء الأبواب مفتوحة للتفاهم. ومع تكتم الفريقين حول ما جرى بحثه خلال الاجتماع المطوّل بين الحريري ونصر الله، فإن المصادر أوضحت أن النقاش تميّز بالصراحة الكاملة في تناول كل المواضيع والعناوين. وعما إذا تطرقا الى تركيبة الحكومة المقبلة أشارت المصادر نفسها ل «الحياة» الى أنه تم التطرق الى موضوع الحكومة وأن نصر الله طرح تصوره، مشيراً الى مفهوم الحزب للشراكة فيها، عبر الثلث + 1، فيما عرض الحريري تصوره المقابل الذي يستبعد فكرة الثلث المعطّل باعتبار أن اتفاق الدوحة انتهى مفعوله... لكن المصادر نفسها أكدت ل «الحياة» أن الجانبين لم يسترسلا في الموضوع الحكومي ويمكن القول إن التفاوض حوله بدأ ويفترض أن يستكمل لاحقاً ومن الطبيعي ألا تحسم الأمور خلال الجلسة الأولى من التفاوض وأن تحتاج الى المزيد من التداول بعد التكليف وبدء الاتصالات والمشاورات حول التأليف. ونفت المصادر أن يكون البحث تطرق الى الضمانات التي قيل إنها قد تكون بديلاً من الثلث المعطّل. وذكرت المصادر ل «الحياة» أن نصر الله والحريري تناولا الأوضاع على صعيد الحساسيات السنّية - الشيعية وتوافقا على أن مسؤوليتهما المشتركة العمل من أجل تهدئة الأوضاع على الأرض وتنفيس حالة الاحتقان التي نشأت في المراحل الماضية وشددا على أهمية الوحدة الإسلامية. وغداة اللقاء وقبل ساعات من توجه كتلة «المستقبل» النيابية التي يرأسها الحريري الى القصر الجمهوري للمشاركة في الاستشارات النيابية، اجرى الحريري سلسلة لقاءات في قريطم، فاستقبل السفيرة الاميركية لدى لبنان ميشيل سيسون، في حضور نادر الحريري، وعرض الجانبان التطورات السياسية الراهنة اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين. والتقى ايضاً السفير التركي لدى لبنان سيردار كيليك، وتناول البحث الاوضاع في لبنان والمنطقة. ثم التقى السفيرة البريطانية فرانسيس ماري غاي، وجرى عرض المستجدات الراهنة والعلاقات الثنائية بين البلدين. واستقبل ايضاً الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة لدى لبنان مايكل وليامز، وجرى عرض تطور الاوضاع في لبنان وتطبيق القرار 1701. ورحب عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية ياسين جابر في تصريح بلقاء نصرالله - الحريري، وأمل في تصريح ب»أن تترجم الاجواء الايجابية التي تحدث عنها البيان الصادر عن اللقاء بسرعة في التكليف والتأليف، لأن البلد في حاجة ماسة الى الاستقرار، وان ترجمة هذه الاجواء التوافقية خطوات عملية سيكون لها انعكاساتها في تبريد الاجواء السياسية وإطلاق العجلة الاقتصادية».