عاد التوتر مجدداً الى الحدود العراقية - التركية مع تجدد المواجهات بين المتمردين الأكراد والقوات التركية. وفيما قُتل أربعة عسكريين أتراك، بينهم ضابط، وأصيب أربعة آخرون في اشتباكات مع مقاتلين من"حزب العمال الكردستاني"، قصفت مقاتلات ومروحيات تركية قرى ومواقع داخل الحدود في شمال العراق، وفقاً لمسؤولين عراقيين وقناتي"أن بي في"و"سي أن أن ترك"التلفزيونيتين التركيتين. وأوضحت القناتان أن مروحيات تركية قصفت قرى في شمال العراق، إلا أن قناة"سي أن أن ترك"نقلت عن مسؤولين عراقيين أن هذه القرى كانت خالية ولم يُصب أحد فيها بأذى. وأوضحتا أن المروحيات استهدفت مركزاً مهجوراً في منطقة فانسورا قرب مدينة زاخو الأقرب للحدود مع تركيا، تستخدمه عناصر من"حزب العمال الكردستاني"الانفصالي. وكان الموقع الذي دُمر في الهجوم، قائماً في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وفقاً للمصادر العراقية ذاتها. وقال مسؤولون في الجيش التركي إن أربعة عسكريين أتراك قُتلوا وأُصيب أربعة آخرون في اشتباكات مع مقاتلين من"حزب العمال الكردستاني"في جنوب شرقي تركيا. وقُتل ضابط برتبة لفتنانت وثلاثة جنود في اقليم سيرناك القريب من الحدود مع العراق. وفي رد على أسئلة الصحافيين، أعلن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أنه"ليس على علم"بذلك القصف. لكن رئيس الوزراء التركي كان أكد أمام البرلمان أن"النضال ضد هذا العدو العمال الكردستاني سيتواصل حتى ازالته". وقال مصدر أمني كردي - عراقي إن الطائرات التركية قصفت ثلاث قرى حدودية قرب مدينة زاخو في اقليم كردستان شمال العراق من دون وقع ضحايا. وأضاف أن"القصف استهدف قرى تقع في منطقتي باطوفة ودركار التابعة لزاخو 470 كلم شمال بغداد من دون أن يؤدي إلى وقوع ضحايا". وتابع أن"المناطق التي استهدفت تمثل نقاط مرور لعناصر حزب العمال الكردستاني التركي"، مشيراً الى سقوط قذيفة مدفعية تركية على موقع مهجور كان يستخدم نقطة تفتيش حدودية ويقع شمال زاخو من دون أن تؤدي إلى وقوع ضحايا. وأفاد شهود لوكالة"أسوشييتد برس"بأن القصف التركي استمر لنصف ساعة واستهدف قرى"نزدوري وكاشاني وباشيش". وقال الراعي ابراهيم مازوري 53 عاماً:"كنت على الجانب الآخر من الجبل عندما سمعت انفجارات قوية وشممت رائحة تي أن تي في المنطقة". وبعد ساعات من القصف فجر أمس، انطلقت مقاتلات ومروحيات من قاعدة جوية في دياربكر جنوب شرقي تركيا. وكانت تركيا حشدت مئة ألف جندي على حدودها مع العراق استعداداً لتوغل عسكري محتمل لملاحقة مقاتلي"حزب العمال الكردستاني"المحظور المتحصنين في جبال وعرة شمال العراق.