يسعى من استدرج الولاياتالمتحدة الى الحرب على العراق الى شن حرب استباقية على إيران. ويتغاضى هؤلاء عن فشل مخططهم في العراق، وعن معاناة العراقيين جراء خيارات سياسية اميركية. وهم يزعمون ان ايران هي مصدر خطر داهم، وأن ضربة عسكرية قمينة بتبديد هذا الخطر. ولا شك في ان هؤلاء الاشخاص يقترفون خطأ كبيراً، على ما فعلوا بالعراق في 2003. ويستند مشروع الحرب على ايران الى ثلاث حجج: - الخوف من امتلاك إيران أسلحة نووية تخول قيادتها تدمير إيران، وتهديد الولاياتالمتحدة ودول الخليج التي لا تمتلك أسلحة نووية. وعلى رغم أن حيازة إيران سلاحاً نووياً أمر غير مستساغ، لا يهدد هذا السلاح الإيراني، الولاياتالمتحدة ولا حلفاءها ولا إسرائيل. فقوة الردع الأميركية والإسرائيلية النووية تحول دون توجيه إيران هذا السلاح ضدهما مخافة رد نووي مدمر وساحق. والحق ان صقور الإدارة الأميركية يتذرعون بعبارة منسوبة الى الرئيس الإيراني، احمدي نجاد، لشن الحرب على ايران، ويغفلون ان غلطة في الترجمة أفضت الى سوء تفاهم. فنجاد لم يقل"ازالة اسرائيل عن خريطة العالم"، بل"يجب أن تمحى اسرائيل من صفحة التاريخ". وهذه عبارة مأخوذة عن آية الله روح الله الخميني، وليست دعوة الى تدمير اسرائيل. - إيران تتدخل في الشؤون العراقية. ولكن طهران غير مسؤولة عن هذا التدخل. فإدارة الرئيس الاميركي جورج بوش اجتاحت العراق، وحملت إيران على الدفاع عن مصالحها في هذا البلد. - دعم إيران"حزب الله"وپ"حماس". وهذا الدعم هو رد تكتيكي إيراني على محاولاتنا المستمرة عزل طهران عن المجتمع الدولي، والحؤول دون تنامي نفوذها الإقليمي. وتأييد إيران القضية الفلسطينية يرمي الى ثني جيرانها العرب عن الانضمام الى حلف معاد لها. ويلحق توجيه ضربة عسكرية الى إيران الضرر بالمصالح الغربية، ويعزز مكانة المتشددين في النظام الإيراني من أمثال احمدي نجاد. عن جون شايمير أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو وستيفين والت أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفرد، "لوفيغارو" الفرنسية، 9/11/2007