ثمة معضلات واجهت الفنان العراقي حسين نعمة، فكانت من بين المسببات التي دعته إلى قرار الاعتزال بعد ان كان نجمه ساطعاً في سماء الغناء العراقي والعربي منذ سبعينات القرن الماضي. إلا أنه في السنوات الأخيرة وعلى رغم عطائه المتميز، راح يندب حظه الذي يصفه بالعاثر على تهميشه وإبعاده عن الوسط الفني ما يجده قد تسبب له بخسائر معنوية وجد نفسه معها يعتذر عن عدم تلبية الدعوات الفنية التي توجه إليه من خارج العراق. وفي حديثه ل"الحياة"، قال نعمة إنه لا يرغب بمغادرة بلده، أو الهجرة منه الى بلد آخر على رغم كل السبل المفتوحة أمامه. وعن آخر اعماله أو أين هو الآن من كل هذه الأزمات، قال انه يتقاضى راتباً تقاعدياً قدره 150 ألف دينار قرابة مئة دولار. ومع ذلك، وضمن هذه الظروف التي قال عنها إنها"صعبة للغاية"، فهو يتمرن الآن على آلة العود ويرسم ويقرأ الصحف اليومية وبعض دواوين الشعر للجواهري والسياب ونزار قباني، كما يكتب يومياً مقاطع شعرية قريبة من مدرسة الشاعر الراحل محمد الماغوط. أما عن أوقات الفراغ، فقال:"أمارس التفكير بألم وحسرة وأندب حظي على تهميشي وبعدي عن الوسط الفني من مجالاته جميعها"، مؤكداً انه ما زال"مصراً على قرار الاعتزال". واضاف:"سواء اعتزلت الغناء ام عدلت عن قراري فالمحصلة واحدة، والسؤال الذي يواجهني هو: لمن أغني، وأين أغني وأنا بعيد وشبه سجين؟ فهذا الوضع الذي أنا عليه يمثل أكثر من حصار وقراري إزاءه لا يزيد ولا ينقص". وأضاف مستدركاً:"ما زلت أملك أروع وأثمن كنز هو حب الناس ومتابعتهم لي فضلاً عن أني أعطيت الغناء ما يجعلني أفخر دائماً حتى وان انتهى عمري في الظل لأني قريب من مشاعر أهلي الطيبين في العراق وكثير من أهلي في الوطن العربي". وأكد نعمة أنه سجّل ثماني أغنيات جديدة،"وهي امتداد لروحية الفن الغنائي السبعيني"، مضيفاً:"سجلتها في استوديوات دمشق على نفقتي الخاصة قبل سنتين، وصوّرت واحدة منها على طريقة الفيديو كليب وأهديتها الى قناة"الشرقية". أما الأغاني السبع الأخرى، وهي لشعراء وملحنين معروفين أمثال طالب القرغولي، ومحسن فرحان، وكاظم فندي، وغيرهم، فتنتظر شركة إنتاج لشراء حقوق تسجيلها وتسويقها. وتابع نعمة:"حتى اليوم لم يطرق بابي أحد، ولا أعرف الأسباب". بعض الأسباب التي تقف وراء هذا كله، بحسب نعمة هي"الفن الرخيص والتجاري الذي يساهم بتشويه ذوق الجيل الجديد بالأغاني السريعة والهابطة في الغناء التهريجي الذي يعتمد المفردات الممسوخة".