ناشد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس الثلثاء المجتمع الدولي تخصيص أموال اضافية ل"تعزيز"قوة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في دارفور. وأعلن في مؤتمر صحافي على هامش المؤتمر الدولي المنعقد في بروكسيل حول إقليم دارفور في السودان:"آمل أن نحصل اليوم على أموال إضافية لدعم قوة الاتحاد الأفريقي". وأضاف:"اجتماعنا مهم جداً ليس فقط لتحليل ما يحصل في دارفور ولكن ايضاً للبحث عن مساعدات من أجل تعزيز قوة الاتحاد الأفريقي على الأرض". وتتعرض القوة الأفريقية في دارفور المؤلفة من سبعة آلاف جندي، لانتقادات لافتقادها للإمكانات والفاعلية. ووافق الاتحاد الأفريقي في بداية تموز يوليو على مبدأ التمديد ثلاثة أشهر لقوته، أي حتى آخر كانون الأول ديسمبر قبل حلول قوات الأممالمتحدة محلها في بداية 2007. ولكن المفوض الأوروبي للتنمية لوي ميشال يتوقع أن تفتقد القوة للمال اللازم اعتباراً من منتصف آب أغسطس أو بداية أيلول سبتمبر المقبلين. وإلى جانب هذه المشكلة المالية، سيواجه المجتمع الدولي رفض الحكومة السودانية لنشر قوات دولية في دارفور. وقال أنان"ما زلت آمل أن نحصل على التعاون والدعم من الحكومة السودانية لهذه القوة لأننا ذاهبون الى هناك لمساعدة الحكومة، لمساعدتها على حماية شعبها". وأشار الى ان الخرطوم"معتادة"على التعاون مع الأممالمتحدة. وينتشر أكثر من ثمانية آلاف جندي دولي في مهمة حفظ سلام في جنوب السودان منذ 2005. وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي يستضيف المؤتمر،"في اللحظات التي نعيش، مع كل هذه المشاكل في العالم، لا يمكننا ولا يفترض فينا أن ننسى مشاكل دارفور". وسيبحث المؤتمر الذي يشارك فيه 72 وفداً، في موضوع تنفيذ اتفاق السلام حول دارفور الذي وقعته الحكومة السودانية وقسم من المتمردين في الخامس من أيار مايو في أبوجا. وقال أنان، في هذا الإطار،"نواصل الضغط على المتمردين الذين لم يوقعوا بعد الاتفاق ... وعلى الذين وقعوا ليطبقوه فوراً وبفاعلية". الى ذلك، اتهمت"حركة تحرير السودان"برئاسة مني أركو مناوي بعثة الاتحاد الأفريقي بالتباطؤ والعجز في تنفيذ اتفاق أبوجا، وحذرت من مغبة عدم تعاون لمسته من موظفين نافذين في البعثة إثر فشل الاتحاد في توفير طائرة لنقل زعيم الحركة وقياداتها من الفاشر، كبرى مدن الإقليم، إلى نيالا. وقال القيادي في"حركة تحرير السودان"علي دوسة ان الاتحاد الأفريقي تسبب في صدمة كبيرة عندما فشل في نقل رئيس الحركة مناوي وقياداتها السياسية والعسكرية من الفاشر الى نيالا التي يزورها للمرة الأولى لتدشين النشاط السياسي للحركة هناك والتوسط بين قبيلتي الرزيقات والهبانية العربيتين لوقف المواجهات بينهما والتي أدت إلى مقتل أكثر من مئة من الطرفين. لكن الناطق باسم الاتحاد الأفريقي نورالدين المازني أكد تعاونهم مع كل الأطراف خصوصاً جناح مناوي لأنه الطرف الذي وقع اتفاق السلام. واعتبر حادث عدم توفير طائرة لرئيس الحركة سوء تفاهم وتقصير يمكن تلافيه. وعلى الصعيد ذاته، أكد الناطق باسم"حركة/جيش تحرير السودان"محمد حامد دربين تمركز قوات تشادية في شمال دارفور في منطقة شقيق كارو. وقال ان الحكومة التشادية تحشد مقاتلين منذ أيام في منطقة باهاي وبامينا وفوراوية الحدودية استعداداً لهجوم على مناطق في ولاية شمال دارفور بالتنسيق مع"جبهة الخلاص الوطني"التي تناهض اتفاق السلام. وتوقع معارك طاحنة بين القبائل في شمال دارفور وشرق تشاد. في غضون ذلك، أكد نائب الرئيس علي عثمان محمد طه عزم حكومته على دحض"مؤامرات التدخل الأجنبي"في البلاد عبر الحوار مع القوى السياسية، مبيّناً أن إجماع الصف الوطني ساعد في سد الثغرات أمام أي محاولات للتدخل الخارجي. ودعا طه لدى مخاطبته أمس لقاء جماهيرياً في مدينة بورتسودان الساحلية على البحر الأحمر، إلى ضرورة تسريع إنهاء المفاوضات بين حكومته ومتمردي"جبهة الشرق"الجارية حالياً في العاصمة الاريترية أسمرا بغية الالتفات الى قضايا التنمية والإعمار.