اعرب المجلس الوزاري الاوروبي عن قلقه الشديد حيال استمرار التوتر بين اسرائيل والفلسطينيين وما يترتب عليه من خسائر بشرية، ودعا الطرفين في بيان اصدره امس في بروكسيل الى"وقف كل عمل من شأنه انتهاك القانون الدولي... وحل الازمة الراهنه بوسائل سلمية". وطغت على اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد دوامة الحرب الاسرائيلية على لبنان وقصف المقاومة الاسلامية مدن وبلدات في اسرائيل. ويضع الاوروبيون الافراج عن الجنود الاسرائيليين المحتجزين في كل من غزةولبنان شرطاً مسبقاً لتوفير ظروف وقف اطلاق النار. وطالب الوزراء الاوروبيون، في بيان منفصل، الفلسطينيين ب"الافراج فورا ومن دون شروط عن الجندي الاسرائيلي المختطف"، ودعوا القيادة الفلسطينية الى"وضع حد للعنف والنشاطات الارهابية، ومنها اطلاق الصورايخ على التراب الاسرائيلي". في المقابل، دعا الاتحاد اسرائيل"الى اقصى درجات ضبط النفس وتفادي العمل غير المتناسب"و"الافراج فورا عن اعضاء الحكومة والمجلس التشريعي"ووجوب ان يتمتع المعتقلون بحقوقهم الشرعية وفق مقتضيات القانون الدولي. وحذرت المفوضية الاوروبية من عواقب تدهور الوضع الانساني جراء استمرار العقوبات الجماعية بعد ان كانت اسرائيل دمرت جزئيا محطة توليد الكهرباء والشلل الذي نجم بالنسبة الى المرافق الحيوية مثل محطة تحلية المياه وادارة شبكات الصرف الصحي. وقالت عضو المفوضية، مسؤولة العلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنير ان الوضع في غزه"بلغ حافة الكارثة"، واعلنت امس قرارا بتقديم معونات بقيمة 20 مليون يورو في نطاق آلية دعم الفلسطينيين. وستنفق المعونات عنه طريق"وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"اونروا وبرنامج الغذاء العالمي من اجل توفير الاغذية وتقديم منح مالية لفائدة نحو 200 الف عائلة من المعوزين جدا في اراضي السلطة الفلسطينية. واستعجل المجلس الوزاري الاوروبي اسرائيل"تسهيل اعادة تأهيل البنى التحتية المدنيه وفتح معبر رفح ومعبر كارني وابقائهما مفتوحين اقله من اجل تأمين دخول المنتجات الاساسية الانسانية الى غزة، وكذلك تأمين عودة الفلسطينيين الموجودين حاليا في الجانب المصري من الحدود". كما ستبدأ المفوضية تمويل برنامج اعادة تشغيل محطات توزيع مياه الشفه التي تعطلت جراء انقطاع التيار الكهربائي. وكانت اعلنت الاسبوع الماضي معونات بقيمة 600 الف يورو لتمويل تزويد المستشفيات الوقود. ويدعم الاتحاد الاوروبي الجهود التي يبذلها الرئيس محمود عباس"من اجل تأمين وفاق واسع يدعم اهداف خريطة الطريق"ويبدي استعداده لعمل الحكومة الفلسطينية"التي تستجيب وتنفذ المبادىء الثلاثة المتمثلة في وقف العنف والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود والقبول بالاتفاقات المبرمة والالتزامات السابقه، ومنها خريطة الطريق". ويعتقد الاتحاد الاوروبي في ان الازمة الراهنة تبرز مرة اخرى الحاجة الى"مفاوضات سياسية تقود الى حل عادل ودائم". ويطالب الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني ب"ان يبرزا بشكل عاجل التزاماً ناشطاً من اجل الوصول الى حل الدولتين". ولا يوافق الاوروبيون على الاستنتاجات التي توصلت اليها اجتماعات جامعة الدول العربية السبت في القاهرة، وقالت عضو المفوضية الى"الحياة"ان"المتطرفين كانوا دائما يعترضون على عملية السلام وينصبون العراقيل امامها". وذكرت بأن"عملية خطف الجندي الاسرائيلي في غزة أتت في وقت كان الرئيس عباس توصل مع رئيس الوزراء اسماعيل هنية الى اتفاق كان من المفترض ان يقود الى تشكيل حكومة وطنية". وقالت:"لا يمكن ترك الامور تسير وفق اجندة المتطرفين".