يبحث وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اليوم نتائج المشاورات الجارية بين الدول المانحه لوضع الآلية الدولية من اجل تحويل المعونات للفلسطينيين، وكذلك الوضع السياسي المتغير في كل من اسرائيل واراضي السلطة الفلسطينية. وينتظر ان تقدم عضو المفوضية، مسؤولة العلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنير تقريراً الى الوزراء في شأن المشاورات التي تجريها الدوائر المعنية في المفوضية مع الشركاء والدول المانحه حول الآلية الدولية بموجب توصية اللجنة الرباعية في التاسع من الشهر الجاري. ورجح ديبلوماسي اوروبي استكمال وضع الآلية في غضون اسابيع"بسبب التعقيدات السياسية والقانونية والمالية"، فيما تتزايد مخاطر الكارثة الصحية والانسانية جراء وقف المعونات الدولية والحصار الاسرائيلي واغلاق المعابر. من جهة ثانية، ينتظر ان تكون مسألة دعم الفلسطينيين عبر الآلية الدولية والصعوبات التي تشهدها، قيد بحث في المحادثات التي يجريها وزراء خارجية بلدان الاتحاد الاوروبي مع نظرائهم لدول مجلس التعاون الخليجي الست مساء اليوم في بروكسيل، وكذلك في زيارة الرئيس محمود عباس غداً الى ستراسبورغ. ومن المقرر ان يعقد عباس اجتماعات مع رؤساء اللجان السياسية في البرلمان، وكذلك مع عضوة المفوضية بينيتا فيريرو فالدنير ليل الثلثاء - الاربعاء. وابرزت المفوضة العامة الفلسطينية في بروكسيل ليلى شهيد تطور الموقف الاوروبي مقارنة مع"اضطراب الموقفين الاميركي والاسرائيلي امام تدهور الاوضاع المعيشية". وذكرت بأن الولاياتالمتحدة"وافقت خلال اجتماعات الرباعية على انشاء الآلية الدولية بعد ان تأكدت من عزم الاطراف الدولية الاخرى، خصوصا الاتحاد الاوروبي وبعض الدول العربية، على انشاء الآلية لتحويل المعونات وتفادي الكارثة الانسانية"التي ستتحمل اسرائيل وواشنطن مسؤولية تفجرها في حال تأخرت المعونات الدولية واستمر اغلاق المعابر. وتحدثت المفوضة الفلسطينية ل"الحياة"عن رفض الاوروبيين انتظار انهيار الوضع الفلسطيني بالكامل"لأن عواقبه ستطاول الفلسطينيين والاسرائيليين وسياسات الاتحاد الاوروبي في المنطقة. فمحاولات اسرائيل الغاء الشريك الفلسطيني ستؤدي الى اعدام خطة الشراكة الاوروبية - المتوسطية". ويلقي الرئيس عباس خطابا الثلثاء في ستراسبورغ تلبية لدعوة من رئيس البرلمان جوزيب بوريل. وسيتحدث من على المنبر المخصص لرؤساء الدول، ما يؤكد الدعم السياسي الاوروبي للرئيس الفلسطيني، خصوصا في ظل المتغيرات الجارية. وتوقعت المفوضة الفلسطينية ان"يستعجل الرئيس عباس انشاء الآلية الدولية لتحويل المساعدات الدولية لأن بعض المستشفيات يعاني من نقص فادح في الدواء، كما ان نقص الغذاء يتهدد السكان. كما سيدعو الرئيس الفلسطيني النواب الاوروبيين الى الضغط على اسرائيل من اجل تحويل العوائد التي تحتجزها والمقدره بين 50 و60 مليون دولار في الشهر والكفيلة بتغطية ثلث كلفة رواتب الموظفين". واكدت شهيد ان جوهر المشكلة يظل سياسياً و"سيدعو الرئيس عباس الاتحاد الاوروبي بصفته طرفا فاعلا في اللجنة الرباعية الى العمل على حمل اسرائيل على التخلي عن الخطة الاحادية الجانب والعودة الى طاولة المفاوضات. ورأت أن الخيارات الاحادية الجانب التي اعدتها حكومة اسرائيل من خلال ضم المستوطنات وغور الاردن وتهويد القدس ورسم الحدود عبر بناء الجدار تقود كل يوم الى"خطر تفجر بركان الانتفاضة الثالثة". وقال مصدر في المجلس الوزاري الاوروبي ل"الحياة"ان الاتحاد"يتمسك بخيار قيام الدولتين عبر تنفيذ خريطة الطريق، ولا يعترف بالحلول الاحادية الجانب". وتوقع ان تقتصر المحادثات السياسية على استعراض تطورات الوضع في مقابل تأكيد انشاء الآلية الدولية لتحويل المعونات في أقرب وقت ممكن. واكدت المفوضية الاوروبية ان الآلية الدولية ستكون مفتوحة امام الدول المانحة، ومنها البلدان العربية واسرائيل التي تحتجز العوائد الفلسطينية من الضرائب والرسوم. وقالت الناطقة ايما ادوين ان قرار استخدام اسرائيل الآلية الدولية لتحويل العوائد الفلسطينية"يعود الى حكومة اسرائيل". وستخضع الآلية لاجراءات الشفافية والمحاسبة للتثبت من انفاق المعونات الدولية. واكدت ادوين وجود معونات اوروبية مجمده بقيمة 31 مليون يورو كانت مقررة لتمويل مشاريع انمائية وما قيمته 17.5 مليون يورو في صندوق ائتمان تحت اشراف البنك الدولي. واوضحت ان الآلية الدولية"ستتركز على تغطية الحاجات الاساسية للفلسطينيين في مجالات التعلم والصحة، ولا يعرف بعد انها ستكون قابلة لتحويل معونات سداد رواتب الموظفين". ويفسر ديبلوماسيون الغموض الذي يحيط المشاورات في ما بين الدول المانحة، بانعدام وضوح الموقف الاميركي والاسرائيلي حيال الآلية الدولية.