حذر السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد من حرب طائفية في العراق"تستقطب الدول المجاورة وتشعل حريقاً اقليمياً يعطل امدادات النفط"من الشرق الأوسط. ودعا الحكومة العراقية الى التحرك لكبح الاحتقان الطائفي خلال ستة شهور، فيما أكد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ان حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي"غير جاهزة لتسلم الملفات الأمنية كي نقرر خفض قواتنا". وفيما يسود القلق القيادات العسكرية والسياسية الاميركية من التصعيد الطائفي، اذ قتل أمس 34 عراقياً بينهم 22 شيعياً رمياً بالرصاص في المقدادية، وإذ ساوى قائد القوات المتعددة الجنسية الجنرال جورج كايسي بين"فرق الموت"الشيعية وتنظيم"القاعدة"في المسؤولية عن تدهور الوضع، أكد المالكي إحباط محاولة للتنظيم"لاحتلال غرب بغداد". وحذر خليل زاد في كلمة ألقاها في واشنطن الاميركيين من أن"الانسحاب المتعجل قد يغرق العراق في حرب أهلية"، وطالب السياسيين بألا يعرقلوا عروض العفو عن المسلحين الذين قتلوا جنوداً اميركيين"إذا أريد للمصالحة الوطنية أن تتحقق". وتابع:"قبل عام كان الارهاب والتمرد على قوات التحالف وقوات الامن العراقية المصدر الرئيسي لزعزعة الاستقرار، واليوم أصبحت أعمال العنف الطائفية هي التحدي الرئيسي ...، على الحكومة العراقية الجديدة التعامل مع هذا التحدي خلال الشهور الستة المقبلة". وأضاف أن"الهدف الرئيسي"لخطة المالكي للمصالحة لتجاوز الانقسام الطائفي هو دمج المقاتلين السنة في العملية السياسية، اي العفو عنهم". وحذر من الضغط في واشنطن لإعادة القوات"لأن في هذا مخاطرة بإثارة حرب طائفية بين السنة والشيعة في أنحاء حقول النفط في الشرق الاوسط وبحرب انفصالية عرقية تشمل الاكراد". واكد انه"للأسف في بعض الأحيان سمحت قوات الامن وحتى تعاونت مع ميليشيات طائفية"، مضيفا ان قائد قوات التحالف الجنرال جورج كايسي"يقود جهود التحالف لتعديل الاستراتيجية العسكرية لتركز على احتواء العنف الطائفي". وفي هذا الاطار أكد كايسي بعد اجتماع مع رامسفيلد الذي وصل فجأة أمس الى بغداد ان"فرق الموت"الشيعية باتت تشارك تنظيم"القاعدة"مسؤولية تصاعد العنف الطائفي. والتقى رامسفيلد المالكي وقال بعد الاجتماع ان المصالحة بين الشيعة والسنة أساسية لمواجهة العنف. واضاف ان"جهود رئيس الوزراء في عملية المصالحة ستكون بالغة الاهمية لتحقيق نجاح اكبر في المجال الامني". واعتبر كايسي ان تنظيم"القاعدة"سعى دائما لإثارة العنف الطائفي لكن"فرق الموت"انضمت اليه الآن في تعريض أمن العاصمة للخطر. وتابع:"ان ما نفعله وكنا نفعله باستمرار هو تعديل الخطط لاستهداف فرق الموت وما زلنا نلاحق أعضاء تنظيم الزرقاوي بعد موته وسيستمر هذا". وكان رامسفيلد أبلغ الصحافيين الذين يرافقونه انه تمت زيادة عدد قوات التحالف في العاصمة من 40 الفاً الى 55 الفاً. واكد ان التعامل مع الميليشيات الشيعية"مهمة سياسية". أما المالكي فأكد أمام البرلمان أن لدى بعضهم نية"لاحتلال الكرخ غرب بغداد ولكن كل محاولاتهم ستبوء بالفشل والقوات الامنية"ستتصدى لهم. يذكر ان الشيعة يقطنون في مناطق بغدادالشرقية والشمالية فيما يشكل السنة الغالبية في مناطقها الغربية والجنوبية. ولم يحدد المالكي الطرف الذي يتهمه بالسعى الى السيطرة على المنطقة الغربية، ولكنه شدد على ان"احداً لن يتمكن من ان يسقط منطقة من مناطق العراق". وأثارت تصريحات المالكي استهجانا من رئيس جبهة"التوافق"العراقية ائتلاف يضم الاحزاب السنية المشاركة في العملية السياسية النائب عدنان الدليمي، الذي قال:"أريد ان اسأل: من يريد ان يحتل الكرخ، هل هم أهل الكرخ ام الذين يأتون من الخارج لمهاجمتهم وإثارة النعرات الطائفية". واضاف:"الصور التي نشرت في الاعلام تشير الى الميليشيات المسلحة بالقاذفات والشرطة تقف الى جوارها". وقال مقربون من المالكي إنه كان يشير بتصريحاته الى تنظيم"القاعدة"الذي سبق وضبطت وثائق تعود اليه تحض على احتلال المناطق ذات الغالبية السنية وانهاء دور القوى الامنية فيها.