اتفقت مجموعة الدول الست الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن زائداً المانيا أمس، على إعادة الملف النووي الايراني الى مجلس الأمن، لاتخاذ قرار يُرغم إيران على التجاوب مع مطالب الأسرة الدولية، وذلك رداً على"رفضها"وقف تخصيب اليورانيوم، وهو الشرط المسبق ل"عرض الحوافز"الغربي الذي قدمته الدول الست الى ايران قبل الموافقة على الدخول في مفاوضات معها. وجاء في بيان تلاه وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أن ليس هناك خيار سوى العودة الى مجلس الأمن لاستئناف المسار الذي جُمد قبل حوالي شهرين. وأضاف البيان:"قررنا العمل من أجل قرار يرغم ايران على تعليق التخصيب المطلوب منها، من وكالة الطاقة الذرية الدولية". وتابع أن"في حال رفضت ايران ذلك، سنعمل على تبني اجراءات على أساس البند 41 من الفصل السابع لميثاق الأممالمتحدة". وقال دوست بلازي إن ممثلي الدول الست توافقوا على هذا التحرك ضد طهران في اجتماعهم في باريس بحضور الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي أطلعهم على نتائج محادثاته مع سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني. وعلى رغم التوافق على معالجة القضية في مجلس الأمن، ظهر تباين في موقفي واشنطن وموسكو، ففي وقت ضغطت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في اجتماع باريس، في اتجاه التشدد مع طهران، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن فرض عقوبات على ايران"يقوض إمكان تحقيق تقدم إيجابي بدأت ملامحه بالكاد تظهر". واتهم بوتين الجانب الأميركي بارتكاب"أخطاء جسيمة"ودعا الى تحرك منسق في التعاطي مع إيران، بما في ذلك في إطار مجموعة الدول الثماني الكبرى التي تعقد قمتها في سان بطرسبورغ السبت المقبل. راجع ص 10 وبعد ساعات من تحفظ لاريجاني عن إعطاء رد إيجابي على استعداد طهران لتعليق التخصيب، واعتراف سولانا أن محادثاته مع لاريجاني كانت مخيبة للآمال، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن بلاده لن تتراجع عن"حقوقها الوطنية"، مبدياً في الوقت ذاته استعداد طهران للتفاوض حول برنامجها النووي"مع كل الأطراف"، اذا توافر"جو نزيه"لذلك. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس استبقت اجتماعها مع نظرائها في باريس، بالقول ان امتناع ايران عن قبول عرض الحوافز الهادف الى وقف برنامجها النووي، سيدفع القوى الكبرى الى اتخاذ قرار بالتعامل مع طهران من خلال مجلس الأمن. وأضافت:"آن الأوان لأن تعطي إيران إشارة واضحة على اننا على طريق التفاوض لا على طريق مجلس الأمن، والبوادر تشير الى ان القرار سيتخذ قسراً الليلة أمس". واستطردت رايس:"علينا ان نقرر اي طريق سنسلك، اذا لم نتلق ما يفيد"برد ايراني ايجابي. وزادت:"اعتقد حينها انه سيكون واضحاً بعد استبعاد الاحتمالات الاخرى اننا على طريق مجلس الأمن". ودعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان إيران الى الرد"سريعاً"على العرض الدولي، الذي سبق ان اعتبرته"بناء".