حض الأوروبيون طهران على التحلي بالمرونة في تعاطيها مع الغرب بشأن أزمة ملفها النووي، ووعدوا بإظهار مرونة مماثلة، بهدف إطلاق المفاوضات وصولاً إلى حل. جاء ذلك إثر اجتماع للدول الست التي قدمت عرض الحوافز لطهران، عشية اجتماع السبت بين الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني المكلف الملف النووي لبلاده. ودعا وزير الخارجية الإسباني ميغال أنخل موراتينوس لاريجاني خلال لقائهما في مدريد أمس، إلى التحلي بروح التفاوض والحوار واتخاذ المواقف المرنة مع المجموعة الدولية التي تبرز قلقها بسبب المفاوضات الخاصة بتطوير الطاقة النووية في إيران. وعقد المسؤول الإيراني لقاء في مقر رئاسة الوزراء مع موراتينوس، في محاولة من الجانب الإسباني"لتسهيل المهمة التفاوضية"التي يقوم بها سولانا. وطلب الوزير الاسباني من لاريجاني"التجاوب مع قلق المجموعة الدولية ووقف برنامج بلاده النووي"بسبب مخاوف من ألا تكون دوافعه سلمية كما تؤكد إيران. وفي حين ان لقاء لاريجاني مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو اقتصر على المصافحة والسلام فان الاجتماع مع موراتينوس استمر أكثر من ساعة. وهذا اللقاء الثاني الذي يعقده لاريجاني في مدريد مع الوزير موراتينوس منذ السابع من تموز يوليو الماضي، ما يشير إلى أن العلاقات بين البلدين ودّية وأن إيران ترغب في إطلاع إسبانيا على تفاصيل المفاوضات بدقة. ولم تجر الإشارة إلى الوساطة التي يقوم بها رئيس الوزراء السابق الاشتراكي فيليبي غونزاليس مع إيران والتي أكد ثاباتيرو اطلاعه عليها ودعمه لها، كما لم تؤكد مصادر الحكومة سبب إجراء اللقاء بين لاريجاني وموراتينوس في مركز رئاسة الوزراء وهل حضره غونزاليس الذي قضى أياماً عدة في طهران منذ نحو أسبوع التقى خلالها الرئيس أحمدي نجاد أو لم يحضره، لكن وزارة الخارجية الاسبانية أكدت أن"الديبلوماسية الاسبانية تهدف من تحركاتها المساهمة في تسهيل مهمة المفوض الأوروبي". وأعلن لاريجاني أنه سيلتقي سولانا في مكان ما من أوروبا، خلال 48 ساعة. وتجدر الإشارة إلى أن وجود لاريجاني في مدريد"تزامن"مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان و"تصادف"نزول المسؤولين في فندق واحد اأجرى فيه أنان بعض لقاءاته التي كان بينها اجتماع مع غونزاليس. ولوحظ خروج المسؤول الإيراني من الفندق باتجاه رئاسة الوزراء عندما كان أنان مجتمعاً بغونزاليس. انفتاح فرنسي وفي باريس، أشار وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أمس، إلى أن القوى العالمية تتحلى بقليل من المرونة بشأن مطالبة إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم قبل بدء محادثات عن طموحاتها النووية. وأصرت القوى العالمية دوماً على أن إجراء محادثات مع طهران مشروط بتجميد إيران برنامج التخصيب أولاً. لكن دوست بلازي قال للصحافيين إن من الممكن مناقشة توقيت التعليق. وتابع في تصريحاته:"المسألة هي معرفة في أي مرحلة يحدث هذا التعليق في ما يتصل بالمفاوضات. أنها مسألة مهمة وربما تأخذ أهمية في الأسابيع القادمة". وقال دوست بلازي إن من المهم أن يحافظ المجتمع الدولي على منهج موحد تجاه برنامج إيران النووي، مضيفاً أن الغرب لا يستطيع التعامل مع طهران من دون إشراك روسياوالصين. وتابع أنه يجب معاملة إيران باحترام. وزاد:"يجب النظر إلى إيران كحضارة عظيمة، نحتاج إلى استقطابها في حوار يظهر احتراماً لهذه الدولة". اجتماع الدول الست في برلين، اجتمع ممثلون عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الولاياتالمتحدةوالصينوروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أمس، لتحديد استراتيجية جديدة لمواجهة رفض إيران تعليق برنامجها النووي في حين تمارس الولاياتالمتحدة ضغوطاً متزايدة لفرض عقوبات على طهران. وقبل الاجتماع، قدمت الدول الاوروبية الثلاث إلى الدول الثلاث الأخرى ملخصاً من صفحتين يتناول رفض إيران احترام المهلة التي حددها مجلس الأمن لها في 31 آب أغسطس. وقال ديبلوماسي طالباً عدم كشف هويته أن"هذا الملخص يعرض الشروط التي تفرضها إيران للمشاركة في مفاوضات وخصوصاً عدم اتخاذ خطوات لفرض عقوبات عليها في مجلس الأمن، وهذا بالطبع غير مقبول بالنسبة إلى الغرب". سولانا - لاريجاني في كوبنهاغن، أكد سولانا أنه سيلتقي لاريجاني غداً السبت. وقال للصحافيين عقب محادثات مع رئيس الوزراء الدنماركي أندرس فوغ راسموسين، رداً على سؤال عن موعد اللقاء:"قلت يومين... ويومان يعنيان السبت". وأضاف سولانا:"أفضل عدم كشف مكان اللقاء بسبب المفاوضات". وكان لاريجاني أكد خلال توقف قصير في أنقره في طريقه إلى مدريد مساء أول من أمس، أن"خلال لقائي في الأيام المقبلة مع سولانا سنناقش نقاط الالتباس من الجانبين حول عرض القوى الكبرى ورد إيران". بكين واستبقت الصين اجتماع الدول الست في برلين أمس، بدعوتها مجدداً أمس، إلى حل تفاوضي مع طهران. وقال كينغ جانغ الناطق باسم الخارجية الصينية خلال لقاء صحافي دوري إن"موقفنا لم يتغير". وأضاف أن"الصين تدعو إلى حل الملف الإيراني من خلال التفاوض والحوار".