ان التقنيات التي تعكف بعض المختبرات المتطورة على وضع اللمسات الأخيرة عليها، بدأت تضيّق الهوة بين العالم الافتراضي والواقعي لتجعل ممارس الألعاب الألكترونية يشعر أكثر فأكثر بالديكور المحيط باللعبة، ان كان على صعيد البصر او السمع او اللمس او الشم. صحيح ان غالبية الألعاب الالكترونية يتم تعميمها اليوم وبناؤها بالأبعاد الثلاثة لكن ما يظهر على الشاشة لا يتحلى الا ببعدين، لذلك يدأب بعض المختبرات على تحسين وتطوير مفهوم التفاعل بين الانسان والآلة وإنتاج معدات تخوله الغوص أكثر فأكثر في الأبعاد الثلاثة. ويقتصر استخدام التقنيات المتوافرة للغوص في أعماق الأبعاد الثلاثة اليوم على قطاعات مهنية محدودة كالطيارين الذين يتدربون بواسطة تقنية "المحاكاة" المعتمدة على برامج معلوماتية توفر للمتدرب شروط الطيران الواقعية بأبعادها الثلاثة ، والمهندسين الذين يتمكنون افتراضياً من مراقبة جريان الوقود في المحركات كما لو كانوا قابعين داخل المحرك، ومهندسي العمارة الذين يستطيعون التجوّل افتراضياً داخل المباني أمام الزائرين والمالكين مستقبلاً للوقوف على تفاصيل الشقة وأروقة الحدائق والمداخل. وبدأ الجمهور الواسع بالاستفادة من هذه التقنية حيث أصبح بالامكان زيارة موقع أثري مثل جبل الأولمب اليوناني بواسطة النظارات بالأبعاد الثلاثة ولواقط التموضع حيث ترتسم فوق الأنقاض او الأطلال صور المكان كما كانت في الزمن الغابر، وقد اصطلح على تسمية هذه التقنية بالواقع المحسن حيث يختلط الواقع والافتراض على نحو متجانس. وتسند آلية عمل القبعة البصرية على بث صورتين تبعد الواحدة عن الأخرى قليلاً على شاشتين صغيرتين توجد كل منهما أمام العين ما يجعل مساحة كبيرة جداً من حقل النفط مغطى على نحو 180 درجة مئوية أفقياً و120 درجة مئوية عمودياً مما يولد لدى الزائر شعوراً بأنه يرى كل شيء متعرجاً وبتضاريسه الحقيقية، أما السماعات فتزود الأذنين بأصوات معالجة بواسطة الكومبيوتر تعزز الانطباع برؤية الأشياء بالأبعاد الثلاثة في بنية طبيعية. أما بالنسبة الى اللمس فهناك المقابض ذات القوة المرتدة او الارتجاعية التي تزود بعض أجهزة الألعاب الالكترونية وتتيح محاكاة بعض الظواهر مثل تحرك الروبوت واطلاق النار والتراجع وارتجاجات صوت المحرك في العربة او الآلية الموجودة في اللعبة وما الى ذلك. ويتألف هذا المقبض من قفاز الكتروني مزروع باللواقط الالكترونية التي تقيس بالوقت الحقيقي تنقلات الأصابع وراحة اليد التي يتلقاها جهاز الكومبيوتر ويأخذها بالحسبان في البيئة الافتراضية مما يسمح لحامله بالتفاعل والتقاط الأشياء وتحريكها، كسحب السيف من غمده والتلويح به. ويقترن هذا القفاز بجهاز آخر يتولى تقديم إجابات تتعلق بحاسة اللمس يمكن تثبيته على اليد أو فوق الذراع فإذا أراد اللاعب لمس موزة مثلاً تقوم اللواقط المزروعة في هذا الجهاز بحساب القوة الصادرة عن الأصابع. وفي المقابل يقوم جهاز الكومبيوتر بحساب القوة الناتجة عن حركة الموزة في الطبيعة ثم يغذي هذا الجهاز بكل هذه المعلومات عن طريق لعبة متقنة الصنع ومحركات دقيقة جداً فيشعر اللاعب بمقاومة الموزة لأصابعه لدى محاولته قطفها. وهناك أيضاً البدلة الكاملة المصنوعة على مثال القفاز الالكتروني او قفاز المعلومات من نسيج صناعي يلتصق بالجسم تماماً على غرار بدلة الغطاس وتتيح للابسها التقاط أي حركة مهما صغرت أهميتها في أي جزء من أقسام الجسم