منذ ثلاث سنوات يتساءل الأسرائيليون بقلق عن الطريقة التي يستطيعون بواسطتها التخلص من نفاياتهم النووية، في البداية كانت اسرائيل تنكر حقيقة امتلاكها مفاعلاً نووياً لكنها سرعان ما بدأت تتحدث عنه بنوع من الضبابية. بداية فعلت ذلك بهدف تخويف العرب. ثم بدأت تستغل الموضوع في المعارك الحزبية الداخلية. وعمد رجال حزب العمل الى الحديث عنه بشيء من التباهي، حيث ان رئيس الحزب شمعون بيريز، هو بطل التسلح النووي. الا ان الموضوع الذي لا يزال في باب المحرمات، هو مصير النفايات النووية. فعملية تشغيل فرن ذري، لاي هدف كان، تسفر عن خروج نفايات ذات إشعاعات نووية خطيرة جداً على حياة الناس والحيوانات والنبات في كل منطقة. وكل الدول النووية تعاني من هذه المشكلة وتحاول ايجاد حل لها خارج حدودها، وغالباً في أراضي الدول ذات الأنظمة الديكتاتورية، لقاء مبالغ من المال. في اسرائيل أذيع للمرة الأولى ان النفايات النووية تدفن في مكان قريب من المفاعل النووي في ديمونة. ثم قيل انها ترسل الى بلدان افريقية عدة، بينها موريتانيا. ويقول يوسي سريد، زعيم حزب "ميرتس" المعارض، انه عندما كان وزيراً في حكومة ايهود باراك، حاول التعرف عن كثب على طريقة التخلص من النفايات النووية، فطلب زيارة المفاعل، لكنه اكتشف بعد الزيارة انه كان مغفلا فقد كشف عمال في المفاعل النووي ان المسؤولين طلبوا منهم تنظيف المنطقة حول المفاعل وحرثها تماماً وزرعها بأشجار من الاحجام الكبيرة لتظهر انها كانت مزروعة منذ فترة طويلة من الزمن، وكله كان موقتاً الى حين انتهاء زيارة سريد. وبعدها لا يعلم احد ماذا حدث، هل بقيت الاشجار أم اختفت. هذا الامر جعل النقاش حول مصير النفايات يتزايد. واليوم يطرح الموضوع للنقاش بين سكان منطقة الجولان السورية المحتلة الذين يعيشون يوميا المحاولات الاسرائيلية في استغلال أراضيهم المحتلة الشاسعة وغير المستعملة. فاسرائيل لم تكتف بما اقامته من مستوطنات في هذه المنطقة والتي ضغطت على حياة السكان السوريين، بل راحت تبحث عن مشاريع اخرى، وكل المؤشرات تدل على انها حفرت نفقاً في قاع قطعة شاسعة من الاراضي السورية الواقعة على الحدود يصر الاهالي هناك على انها مقبرة للمفاعل النووي. وقد لمسنا هذا القلق لدى الكثير من الجولانيين الذين يراقبون المنطقة عن كثب ويدركون التغيرات التي تحدث على كل شبر من ارضهم المحتلة. في البحث الذي حاولنا من خلاله معرفة التغيرات التي طرأت على الاراضي السورية المحتلة الشاسعة تبين ان اسرائيل استغلت قطعة شاسعة من الاراضي المحاذية للحدود السورية، ترتفع عن قمة جبل الشيخ حوالى مئة متر. هذه المنطقة المعروفة لدى أهالي الجولان ب"نشبة المقبلة" وبعضهم يطلق عليها "عيون الدولة"، بالنسبة الى الاسرائيليين هي اكثر المناطق الاستراتيجية اهمية. فاحتلالها أخذ وقتاً من الزمن بعد احتلال الاراضي السورية في الجولان. من يقف على قمة هذه المنطقة إذا كان الطقس صافياً تبدو دمشق امامه بوضوح، وهذا ما شجع اسرائيل على السيطرة عليها. منذ فترة ظهرت تحركات على احدى قممها ووصلت اليها آليات، بينها آليات للحفر يقال انها من الآليات التي استحضرتها اسرائيل من بيروت عند احتلالها لبنان وهي كما يؤكد عارفون استعملتها التنظيمات الفلسطينية لحفر الانفاق في بيروت. عندما وصلت هذه الآليات الى المنطقة السورية المحتلة بدأت الحفر على الفور، وهي انجزت حتى الآن ما يشبه النفق أو المقبرة. وفي الحالتين فإن الآليات الاسرائيلية كبيرة الحجم ولا تستطيع الدخول الى النفق الذي يبلغ عمقه 95 متراً وقطره خمسة امتار و70 سنتمتراً، وفي داخله مصعد كهربائي ودرج على شكل لولبي يصل الى قمة النفق. هذه المنطقة غير خاضعة لاي نوع من الرقابة. من الخارج يظهر سور من الاسمنت وكل بضعة اشهر تصل اليها سيارة لنقل المواد. احدى الصور التي كانت صودرت دلت على ان السيارة كانت تحمل قطعة كبيرة مشيدة بالاسمنت. أهالي الجولان يتساءلون بقلق عما يتم اخفاؤه في هذه المنطقة، ويستبعدون جداً ان يكون الأمر مجرد مخزن للاسلحة مثلاً، كما ادعى بعضهم، ويبحثون اليوم عن الجهة التي من شأنها ان تلزم اسرائيل الكشف عما يدور هناك حيث ان كل تحقيق في الموضوع يشير الى وجود مقبرة للمفاعل النووي. المعروف ان هناك طرقاً مختلفة لدفن النفايات، لكن التكاليف باهظة جداً. بعض عمليات الدفن يتم بواسطة صناديق زجاجية مستديرة يمكن لها ان تصمد مئات السنين وتمنع تسرب المواد المشعة، فهذه المواد تدمر الارض والمياه الجوفية والهواء، والتخلص منها بواسطة براميل عادية او وسائل اخرى قد لا يصمد الا سنوات معينة، لأن اختراق البراميل سهل جداً. ويكمن القلق في اسرائيل على مصير هذه النفايات في عدم تخصيص الموازنات الطائلة لاستعمال الوسائل الاكثر أمناً وعدم السماح للجمهور والكنيست والتنظيمات البيئية بالاطلاع على اشكال التخلص من النفايات النووية، ما يعطي الفرصة للحكومة لتتخلص منها بأرخص الاشكال، وهذه تشكل خطراً على المنطقة كلها وأحد الاشكال الرخيصة دفنها في المقابر. تاريخ التسلح النووي قبل الحديث عن قلق السوريين من النشاطات الاسرائيلية في تلك المنطقة لا بد من الحديث عن تاريخ التسلح النووي في اسرائيل. فحسب وثائق اجنبية بدأت اسرائيل في سنة 1958 التفكير بامتلاك سلاح نووي. ففي حينه كان رئيس الوزراء الاسرائيلي الاول، دافيد بن غوريون استقال من الحكومة لفترة معينة ثم اعيد انتخابه. فجاء الى الحكم متحمساً لما يسمى ب"سلاح الآخرة". وخرج بنظرية تقول ان العرب لن يرتدعوا عن مهاجمة اسرائيل بالحرب إلا اذا عرفوا ان حرباً كهذه ستكون مدمرة لهم ولكل المنطقة. والسبيل الى ذلك السلاح النووي. وطرح الفكرة العالم الاسرائيلي البروفسور ارنست دافيد بيرغمن، الذي كان اصدقاؤه يعتبرونه رجل الفانتازيا المهووس. وهو خبير في الذرة. ورأى ان بالإمكان الحصول على هذه الخبرة من فرنسا، بعدما قدمت لها اسرائيل خدمة جلى في العدوان الثلاثي فرنسا- بريطانيا- اسرائيل على مصر سنة 1956. وتولى هذه المهمة المدير العام الشاب لوزارة الدفاع، شمعون بيريز، الذي كان يعتبر أقرب المقربين من بن غوريون. سافر بيريز الى فرنسا ونجح في تجنيد حكومتها. ثم توجه الى النرويج، حيث حصل على 20 طناً من الماء الثقيل. كانت تلك صفقة خطيرة استخدمت فيها اسرائيل جملة من اساليب الاقناع والإغراء والرشاوى، وأقامت لها جهاز مناصرين في فرنسا علماء الذرة وأوروبا الماء الثقيل والنقل بطرق سرية والولاياتالمتحدة إدارة قوى بشرية وكوادر مدربين. وأقام بيريز جهازاً قوياً من الخبراء المخلصين للمشروع، الى درجة انه عندما اعترض الرئيس الفرنسي شارل ديغول على الصفقة وأمر بوقف تنفيذها، لم تتوقف للحظة واحدة. وقام الخبراء الفرنسيون برفع وتيرة العمل فيها، بدعم من وزير الطاقة الذرية في بلادهم، جاك سوسنيل المعروف بدعمه لاسرائيل. واكتشفت الاستخبارات الاميركية هذا التطور في اسرائيل، لكنها غضت الطرف عنه. وهناك من يقول انها لم تدرك بالضبط حقيقة ما يجري. وهناك من اعتبر الموضوع عملية تشجيع خفية من الرئيس الأميركي دوايت ايزنهاور. ومرت سنوات على هذه الحال الى ان أدركت الولاياتالمتحدة ما يدور بالضبط إذ لم يعد ممكنا اخفاء الموضوع. وراح الرئيس الاميركي جون كيندي يضغط لمعرفة التفاصيل ووقف بناء الفرن الذري. وكتب رسالة شديدة اللهجة الى بن غوريون ثم الى رئيس الحكومة الذي خلفه، ليفي اشكول. وكانت النتيجة ان قتل كيندي وبقي المشروع الاسرائيلي. ولم يثبت ان كانت هناك علاقة لاسرائيل بهذا الاغتيال. بيد ان المعارضة الحقيقية للفرن الذري جاءت من داخل اسرائيل نفسها. فهناك عدد من الخبراء العاملين فيه لم يضبطوا ألسنتهم. فوزير المال، بنحاس سبير، اعترض على المشروع بسبب تكاليفه الباهظة بن غوريون حسب ان التكاليف 30 مليون دولار، بينما هي في الواقع 300 مليون. فعندما حاول أحد كبار الموظفين إخبار بن غوريون بذلك، خلال جلسة بحضور بيريز في مكتبه، داس بيريز بقدمه قدم ذلك الموظف من تحت الطاولة لمنعه من الكلام. لذلك صادق بن غوريون على المشروع. ولا توجد حتى اليوم تقديرات معلنة لتكاليفه. وحسب الباحث الاسرائيلي افنير كوهن انظر الاطار فإن فكرة الردع في الفرن الذري الاسرائيلي تقزمت وأصبحت ثانوية بعدما تنامت في اسرائيل مطامع القوة. فالردع، الذي يهدف في الظاهر الى منع الحروب ضد اسرائيل، جعل اسرائيل في مرحلة معينة تبادر الى شن الحرب. وكما يقول فإن حرب 1967 هي نتيجة مباشرة لهذا المفاعل النووي، حيث ان اسرائيل لاحظت ان طائرات تجسس مصرية وسوفياتية حامت فوق المفاعل وراحت تصوره. فاعتقدوا ان هذه مقدمة للقيام بغارة حربية عليه بالطائرات بهدف تدميره. وقررت ان هذا هو الوقت لتحطيم قوة مصر العسكرية وكذلك من معها من العرب. فشنت حرب 1967. وهذا الردع، كما هو معروف، لا يوقف سباق التسلح في المنطقة بل العكس، فإنه يزيده ويضاعفه. لذلك فالكل يبحث عن ردع. وعندما جاء دور العراق، قامت اسرائيل بتدمير المفاعل النووي قرب بغداد. وعودة الى المنطقة السورية حيث ان اسرائيل تسعى الى فرض هيمنتها على المنطقة. وكما يقول النائب العربي في البرلمان الاسرائيلي عصام مخول، فإن اسرائيل تطور انواعاً وكميات هائلة من السلاح النووي ولديها ترسانة ربما تفوق الترسانة البريطانية، فهي تطور صواريخ اميركية بحرية قابلة لحمل رؤوس نووية على مسافات مختلفة وهي بهذا المعنى ليس فقط لديها قنبلة نووية انما صواريخ تستطيع ان تنقل القنبلة النووية جواً وبراً وبحراً. وامتلكت اسطولاً من الغواصات الالمانية القادرة على حمل رؤوس نووية والمعدة للانتشار في اعماق الابحار وما تسميه اسرائيل "البحث عن عمق استراتيجي في البحار". ويضيف مخول: "الحديث لا يدور فقط عن البحر الابيض المتوسط الذي تعتبره اسرائيل بحراً غير ودود لها انما تحاول ان تصل الى اعماق المحيط الهندي من خلال التعاون الاستراتيجي مع الهند، فزيارة شارون الاخيرة الى الهند ليست بعيدة عن هذا الفكر الاستراتيجي، لتعزيز تعاون مشترك بين اسرائيل والولاياتالمتحدة حتى يتاح لاسرائيل توجيه ضربة من اعماق البحر الى ايران والى العراق في حينه واليوم ربما الى سورية". ويأتي حديث مخول في وقت يتزايد فيه قلق سكان الجولان من الاهداف الاسرائيلية في منطقتهم، فإلى جانب تساؤلاتهم حول مقبرة النفايات النووية فإنهم تخوفوا من زرع الألغام النيوترانية بعدما باشرت اسرائيل قبل ثلاث سنوات زرع ألغام نيوترانية، رافضة الاعتراف بذلك، بل انها تجاهلت استجواباً تقدم به النائب مخول، قبل سنتين، حول زرع الألغام النيوترانية والأهداف الاسرائيلية التي تكمن وراء ذلك، إلا ان أحداً لم يرد عليه بعد ويتجاهل المسؤولون الاسرائيليون التطرق الى هذا الموضوع. وكما يقول مخول، فإن اسرائيل زرعت المناطق الفاصلة بين اسرائيل وسورية على امتداد هضبة الجولان ألغاماً نيوترانية تحمل مواد مشعة وقابلة للانفجار، من شأنها ان تفتك بكل ما هو أمامها من بشر وطبيعة من دون ان تمس الآليات. ويرى مخول ان هذه التحركات النووية في منطقة الجولان تشكل تطوراً خطيراً، فاسرائيل تهدف ان تكون هذه المخططات عاملاً مساعداً لها، اذ تدعي باستمرار ان مشكلتها مع السلام سببها خوفها الامني من الدول العربية. وهي بدأت تسعى الى ضمان قدرتها على تفعيل مثل هذه الاسلحة اذا طرأ اي خطر عليها كما حدث العام 1973، اضافة الى انها تحاول اعطاء الشعور بأنها حتى عندما تحاول ان تنسحب تخلق وضعاً رادعاً ضد أي قوى أخرى في المنطقة البروفسور الذي يزعج الاستخبارات الاسرائيلية عندما وصل البروفسور افنير كوهين الى مطار اللد، وفي زيارته قبل الاخيرة، سحبه رجال الاستخبارات من بين كل المسافرين القادمين من الولاياتالمتحدة وأقتادوه الى غرفة تحقيق صغيرة في المطار وراحوا يهددونه. هذه الغرفة تستخدم عادة للتحقيق مع مسافرين عرب، من فلسطينيي 48 او فلسطينيي 67، ومع "مشبوهين" آخرين من مختلف دول العالم. قالوا له: "انت تتجاوز الخطوط الحمر في عملك. نحن نحذرك. كف عن التورط في هذا العمل وإلا..." فهم كوهين تماما الرمز، وقرر ان تكون هذه زيارته الاخيرة لاسرائيل، لكنه فيما بعد غير رأيه، وحضر مرة أخيرة غيرها سنة 1996 لهدف واحد فقط، كما يقول، هو التصويت لمصلحة بيريز ضد بنيامين نتانياهو. ومن يومها لم يزر اسرائيل ولا ينوي زيارتها طالما انها تحت حكم اليمين. فما هي قصة كوهين مع الاستخبارات؟ ولماذا هددوه؟ وبماذا يهددهم؟ الرجل باحث علمي في السياسة النووية وليس في علم الذرة، مواقفه السياسية ليست بعيدة عن مواقف السلطة. يؤيد التسلح النووي كخطوة رادعة في اسرائيل في مواجهة العالم العربي. يؤمن ان على اسرائيل ان تستخدم السلاح النووي في حال تعرضها لخطر الدمار. معجب بشخص بيريز، الذي قاد اسرائيل الى التسلح النووي عندما كان مديراً عاماً لوزارة الدفاع سنة 1958 وقادها الى السلام مع الفلسطينيين سنة 1993اتفاقات اوسلو ويقول: "التسلح النووي هو الذي أقنع بيريز بإمكان تقديم التنازلات للفلسطينيين والذهاب في مشروع سلام معهم يؤدي الى اقامة دولة مستقلة لهم". لكن مشكلة كوهين، التي تزعج الاستخبارات، تتعلق بالابحاث العلمية التي يجريها لمصلحة جامعة جورج واشنطن، حول التسلح النووي في اسرئيل، وأهمها كتاب بعنوان "اسرائيل والقنبلة". وهذا الانزعاج غريب وغير مفهوم. فأبحاثه تستند الى معلومات منشورة في اسرائيل والولاياتالمتحدة وغيرهما ولا توجد وثيقة او معلومة واحدة سرية. ومع ذلك فإن الرقيب العسكري الاسرائيلي ألغى البحث وحظر نشره. والسبب في هذا الموقف العدائي حيال الرجل يعود الى استنتاجاته الشخصية ازاء التسلح النووي الاسرائيلي ورأيه القائل أن على اسرائيل ان تنضم الى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية وان تشارك مع دول المنطقة كلها العربية والاسلامية، في اتفاق حظر شامل لاسلحة الدمار الشامل والاسلحة غير التقليدية. ويقول ان على اسرائيل، في هذه الحال، ان تدمر اسلحة الدمار الشامل الموجودة لديها. وتوجه الى الخائفين من هذه الخطوة قائلاً: "التسلح النووي ليس سلاحاً بالضرورة، بل هو ايضاً معلومات وقدرات. فاسرائيل تستطيع ان تحتفظ بخبراتها النووية والمواد التي تحتاجها لصناعة السلاح النووي. فيكون لديها سلاح نووي نظرياً. وفي هذه الحال يمكنها ان تطمئن جيرانها وتكون بنفسها مطمئنة. ومن يدري فربما تؤدي خطوة كهذه الى تحقيق سلام شامل مع العرب". اذن، فنظرية الردع هذه فشلت. لكن كوهين لا يكتفي بالاشارة الى انها فشلت. وهو يطرح لها بدائل في احداث تغيير جذري في السياسة النووية الاسرائيلية، فتصبح شفافة وموضوع نقاش حر ومفتوح، على ان تباد الاسلحة النووية والاسلحة غير التقليدية من الطرفين ويحتفظ بالمواد الاساسية، وهذه هي "جريمة" كوهين. لكن اذا كان مصير كوهين كل هذا الحصار المفروض عليه بسبب بحثه الذي اعتمد فيه على معلومات مكشوفة، فماذا سيكون مصير اولئك الذين كشفوا عن تحركات مشبوهة ضد من يؤيد الاستمرار في البحث من أجل الحقيقة والشفافية؟ وماذا سيفعلون بهم عندما يكشفون على الملأ مكان وجود مقبرة للنفايات اليومية؟!