استفاقت اسبانيا من يقظتها الفنية لتستعيد أمجاد كبار فنانيها. وشهد الشهر الجاري نشاطات ثقافية يتم خلالها تدشين سنة سالفادور دالي في مسقط رأسه في مقاطعة كاتالونيا الشرقية، وأقامت مؤسسة خوان ميرو معارض فنية مهمة. وبالنسبة الى ثالث مشاهير اسبانيا، بابلو رويث بيكاسو، فقد تم انشاء اول متحف له في مدينته مالاغا الاندلسية. وفجأة اصبح بإمكان رواد الانترنت القيام بزيارة افتراضية لمتحف بيكاسو في هذه المدينة الجنوبية الاسبانية عبر صفحة "ويب" تقدم معلومات حول مجموعة أعمال الفنان المعروضة والمبنى التاريخي الذي يحتضنها الى جانب اعمال شقيقته "لولا". وسينشر جزء من "سيرة حياة بيكاسو منذ ولادته حتى وفاته" عن عمر ناهز الثانية والتسعين، على رغم انه كان يخاف الموت منذ كان في الاربعين كما برز في عدد من لوحاته. هذا الجزء يتضمن طفولته في مالاغا 1881-189 و"حياته الزرقاء" 1881 - 1901. ويقوم الباحث رافايل انغلادا منذ عام 1996 بكتابة هذه السيرة، التي زاد حجمها حتى الآن على 3500 صفحة، بغية التعرف على شخصية الفنان. إلا ان المؤلف يشك في قدرته على رؤية عمله مكتملاً يوماً ما. وقد كتب مقدمة السيرة الباحث الفرنسي "بيار داي" صديق بيكاسو ورفيقه خلال مراحل "ما بعد الحرب" و"الزرقاء" و"الزهرية" و"المكعبة". وبفضل هذا العمل سيكون بوسع القارىء ان يعرف تفاصيل عن يوميات بيكاسو مثل زيارته طبيب الاسنان في 26 شباط فبراير عام 1968 وفي اليوم التالي تناوله الغداء في مطعم للخدمة الذاتية سيلف سيرفس اضافة الى اليوم الذي استقل فيه الطائرة للمرة الاولى وحادثة السير التي تعرض لها. وأبدت عائلة بيكاسو "اهتماماً فائقاً" ازاء هذا المشروع، ولا سيما نجله كلود، الذي سافر عام 2000 الى باريس ، حيث أقام والده، لجمع المزيد من المعلومات. وعلى عكس سالفادور دالي، كان لأعمال بيكاسو معان فنية خصوصاً لوحة لاغيرنيكا التي قال فيها الخبراء انها "أهم عمل فني في القرن العشرين" والتي اعتبرت في الخمسينات شعار المعارضة ضد نظام فرانكو في الوقت الذي اعتبرتها منظمة الاونيسكو شعاراً للسلام.