حرارة الجسم ثابتة، مستقرة بفضل التوازن الاستراتيجي بين انتاج الحرارة وضياعها، وهذا التوازن يتولى أمره مركز يتموضع في قاعدة الدماغ بحيث يعطي تعليماته اللازمة الى العضلات والأوعية الدموية والغدد العرقية كي تقوم بما يكفل الحفاظ على حرارة الجسم. في الصيف ترتفع الحرارة، ولمواجهة هذا الوضع يقوم الجسم بانتاج العرق حاملاً معه الحرارة المفرطة الى الجو المحيط، محافظاً بذلك على حرارة الجسم الطبيعية، لكن آلية التعرق هذه قد تصاب بالخلل مؤدية الى جملة من الاضطرابات الحرارية هي: الغشي الحراري. وفيه يفقد الشخص وعيه بشكل مفاجئ وينتج عن توسع طارئ في الأوعية الدموية للجلد مؤدياً الى هبوط الضغط الدموي جهازياً ودماغياً. يكون جلد المصاب رطباً، بارداً ونبضه ضعيفاً. أما المعالجة فتقوم على الاستراحة المطلقة في مكان بارد، واعطاء السوائل شرباً أو حقناً. التشنج العضلي الحراري. يمكن لآلية التعرق أن تضع الجسم في وضع حرج للغاية، إذ أنها تحرمه من الأملاح المعدنية اللازمة لتحقيق التوازن الكيميائي الطبيعي، فينتج عن ذلك حدوث تقلصات عضلية مؤلمة، ويكون الجلد بارداً رطباً، والعضلات موجعة بعض الشيء. تكون حرارة المصاب طبيعية أو مرتفعة قليلاً، لكنه أي المصاب يكون واعياً، انما يعاني من التهيج والألم. ويتم علاج هذه الحالة باتباع النصائح الآتية: - نقل المصاب الى جو قليل البرودة. - اعطاء السوائل والأملاح. - الاستراحة التامة لمدة يومين الى 3 أيام. - نظام غذائي يعوض الملح قبل العودة الى العمل. الانهاك الحراري. ويحدث عقب القيام بنشاط فيزيائي شديد مع وارد غير كافٍ من الملح في جو قائظ. يعاني المصاب من تصبب عرقي غزير، وعطش قوي، وضعف عام وانهاك وغثيان، اضافة الى عوارض عصبية مثل الصداع والقلق والهلوسة. أما معالجة الانهاك الحراري فتعتمد على الأسس الآتية: - وضع المريض في الظل وفي جو بارد قليلاً. - تعويض السوائل والأملاح الضائعة فموياً أو حتى وريدياً إذا اقتضى الأمر. وإذا كان نقص الصوديوم شديداً، فإن التعويض وريدياً يصبح أمراً لا مفر منه. الضربة الحرارية. وهي حالة اسعافية قد تقود الى الموت إذا لم يتم تدبيرها جيداً وفي الوقت المناسب، وهي تضرب الشخص في مكان شديد الحرّ، حيث يكون الهواء ساكناً والرطوبة قوية. وفي هذه الحالة تنهار آلية إفراز العرق، فلا يستطيع المصاب تصريف العرق للتخلص من حرارة الجسم الداخلية، وهنا يشكو المصاب من العوارض والعلامات الآتية: 1- حمى عالية إذ قد تتجاوز الحرارة ال40 درجة مئوية. 2- جفاف الجلد وغياب التعرق. 3- الدوخة والضعف وعدم الاستقرار. 4- النبض السريع والضعيف مع هبوط في الضغط. 5- الغثيان والتقيؤ. 6- تشوش الرؤية. 7- الاختلاجات، التخليط، الهذيان. 8- فقدان الوعي. يتم علاج ضربة الحر باتباع النصائح الآتية: - نقل المصاب بأقصى سرعة الى مكان شديد البرودة. - نزع ثياب المريض وتبريد جسمه باسفنجة متشربة بالماء البارد أو باستعمال مروحة إذا أمكن. - الحاجة الى الطبيب قد تكون ضرورية لأن أخطار الضربة كثيرة، منها الصدمة والفشل الكلوي. ويجب النتباه هنا الى أن الحدود مابين الانهاك الحراري والصدمة الحرارية واهية جداً، فأحياناً قد يكون من الصعب الفصل بينهما. ان كل مريض لا يستجيب للعلاجات المذكورة اعلاه خلال 30 دقيقة يجب نقله بسرعة الى أقرب مركز إسعاف لاتخاذ الاحتياطات اللازمة. ولكن كما يقول المثل، درهم وقاية خير من قنطار علاج، من هنا فإن أفضل شيء لتفادي الوقوع في مطب الحر وعواقبه الثقيلة على الجسم اتباع النصائح الآتية: - اللجوء الى الظل عندما يكون الجو حاراً ثقيلاً. - تجنب العمل تحت الشمس الساطعة. - شرب السوائل باستمرار. - ارتداء ثياب خفيفة فاتحة اللون، لأنها تعكس أشعة الشمس. - الإكثار من أكل الفواكه والخضار، لتزويد الجسم بالأملاح اللازمة له. - الإقلال من المشروبات المنبهة الحاوية على الكافئين، لأن هذا الأخير يزيد من التعرق ويعرض للجفاف. - اتباع أسلوب تدريجي لخلق التأقلم الحراري أي تعريض الجسد تدريجياً للحر. - تحاشي الوجبات الثقيلة والمدهنة. - تجنب التعرض للشمس بين الظهيرة والساعة الثالثة بعد الظهر. - ارتداء طاقية تسمح بالتهوية وتقي الرأس والعنق