ظلت المفكرة الالكترونية الرقمية حتى الأمس جهازاً هامشياً جداً على الصعيد المهني، الغاية منه تعويض المفكرة الورقية والآلة الحاسبة، غير ان الاشهر القليلة الماضية شهدت تبدلاً جذرياً في المعطيات بسبب حاجة الكوادر والتقنيين الى التنقل الدائم لمقابلة زبائنهم وبالتالي ضرورة التزود بأجهزة خفيفة الوزن صغيرة الحجم سهلة الحمل وتتمتع بفعالية الاجهزة المعلوماتية الثقيلة. واستفادت المفكرة الالكترونية من قفزة نوعية تقنية اهلتها لأن تكون البديل بامتياز لجهاز الكومبيوتر النقال، ومكملاً للهاتف النقال وتحولت من مجرد مفكرة "ذكية" الى قنوات متفرعة قادرة على الاتصال بشبكات الشركات اللوجستية والاندماج فيها ومواكبتها، بما في ذلك استقبال الصوت والصورة. ومرة اخرى كان المحرك والمحرض في هذا الميدان عملاق المعلوماتية مايكروسوفت الذي دخل حلبة سباق المفكرة الالكترونية متأخراً عندما اطلق هذا العام كومبيوتر الجيب المزود بنظام استخدام اكثر قوة وفعالية من ذاك الذي يتمتع به منافساه Palm وPion. وبما ان شركة مايكروسوفت دخلت هذا الميدان مدعومة بشراكة Compaq Hp,Casio,Toshiba، فقد بدأ عدد الشركات الذي يعتزم الانتقال الى هذه التقنية بالتزايد. واضافة الى مايكروسوفت التي تتمتع بشبكة واسعة من الشراكة مع مطوري البرامج وتملك انظمة استخدامات خاصة بها، فان المصنعين الآخرين للمفكرة الالكترونية شرعوا بالتعاون مع مطوري البرامج لاستنباط حلول جديدة للشركات تعتمد على تقنية المعدات المعلوماتية من دون أسلاك. ومنذ اشهر قليلة بدأت اسماء جديدة تقتحم ميدان المفكرة الالكترونية مثلإNiafone وهي شركة اميركية في كاليفورنيا تسوق برامج معلوماتية مخصصة للبيع وهندسة الهواتف. ومما دفع هذه الشركة الى اختراق مجال المفكرة الالكترونية عدد العقود التي تم توقيعها في الولاياتالمتحدة لاعتماد هذه التقنية. وتشير التقديرات الى ان العام الحالي سيشهد مراوحة بالمكان بالنسبة الىPalm os وPocket Pc اذا علمنا ان نسبة مبيعات المفكرة الالكترونية التي بلغت حوالى 80 في المئة في الولاياتالمتحدة هي التي انقذت مخازن الالكترونيات من الكساد في حين تراوحت بين 40 في المئة و60 في المئة في القارة الاوروبية. غير ان مفكرة مايكروسوفت ستنال حصة الاسد من السوق هذا العام بسبب البرامج التي تمتلكها والقادرة على جذب الافراد والشركات على حد سواء. وأكد مدير الانتاج لدى مايكروسوفت ان بعض الشركات طلب آلاف النماذج من اجهزة كومبيوتر الجيب لنشرها في المكاتب بغية ترشيد فعاليات كوادره وتقنييه واضفاء نوع من الاوتوماتيكية على سير العمل