ينتظر المزارعون ومربو المواشي الأميركيون بداية العام الجديد بفارغ الصبر للبدء بتسويق لحوم الحيوانات المستنسخة وألبانها وأجبانها بعدما أعطت السلطات العلمية الأميركية الضوء الأخضر لتمهيد الطريق أمام وكالة الأمن الغذائي لإعطاء شارة الانطلاق الرسمية لتسويق هذه اللحوم في الولاياتالمتحدة، غير أنه لا توجد ضمانات بعدم تصدير هذه البضاعة إلى أماكن أخرى من العالم، على رغم تردد المستهلكين حيال المنتجات الزراعية الموضوعة جينياً. لقد أظهرت دراسة لحساب منظمة الأمن الغذائي الأميركية أن لحوم الحيوانات المستنسخة لا تنطوي على أية مشكلة. وأسهمت نتائج هذه الدراسة في خروج الشركات المتعاملة في استنساخ الحيوانات من الظل، حيث يبلغ عددها اليوم أكثر من 14 شركة في كل من الولاياتالمتحدة واليابان وكندا واستراليا، يعمل معظمها ضمن اتفاقات شراكة مع الجامعات. ويعكف على وضع اللمسات الأخيرة على عملية تسويقها. كما كشفت شركة Prolomia أنها توصلت إلى استنساخ ثور حتى بعد ذبحه بغرض اتاحة الفرصة أمام المنتجين لاختيار أفضل الحيوانات خدمة لصحة المستهلك. وإذا كانت قطعان الأبقار والأغنام المستنسخة تنتظر بأعداد كبيرة في الحظائر القرار الرسمي الأميركي بتسويقها، فإن المزارعين يتلفون حليبها موقتاً بسبب ارتفاع كلفة حفظه وتخزينه، لكنهم ينوون تسويقه قريباً على شكل زبدة وأجبان وبأسعار تضاهي وتنافس ثمن المنتجات التقليدية لتشجيع المستهلك وكسر الحاجز النفسي ودفعه لاحقاً إلى الإقبال على اللحوم المستنسخة. لكن هذا الانتاج الصناعي من اللحوم قد يحدث انخفاضاً حاداً في أسعار اللحوم في الأسواق العالمية، ويدفع بعدد كبير من مربي المواشي إلى التخلي عن هذه المهنة بسبب انخفاض المردودية. ويلتحق هذا القطاع بنظيره الزراعي الذي يشهد انسحاب المزارعين رويداً رويداً من الساحة، تاركين المكان للانتاج الصناعي الذي بات علامة مميزة للعولمة. ولكن من يدري ربما تكون هذه الحيوانات مصابة أيضاً ببعض الأمراض على غرار النعجة دوللي التي تبين أنها مصابة بالتهاب المفاصل. ولا شك أن غياب القوانين العلمية في العالم المتعلقة بلحوم الحيوانات المستنسخة من شأنه أن يؤدي إلى فوضى في الأسواق العالمية.