في عصر النهضة الفرنسية القرنان 15 و16 بدأت زوجة الامبراطور الفرنسي هنري الرابع أكل الخرشوف أرضي شوكي فاعتبر شعبها تصرفها أمراً مشيناً، لماذا؟ أترك لكم البحث عن الجواب لأنني لا أملك سوى جزء منه! لكن العرب عرفوا الخرشوف قبل النهضة الفرنسية ونقلوه معهم الى الاندلس ومنها الى أوروبا حيث اصبح اسمه "أرتي شو Artichaut" محرفاً من كلمة "حرشف" العربية. وللخرشوف مزايا وخصائص صحية وغذائية مهمة نلخصها في الآتي: يعتبر الخرشوف من أهم الأغذية الحليفة للتخسيس، وسبب ذلك يرجع الى عوامل عدة هي: 1- احتواؤه على طاقة حرارية متوسطة اذ أن كل 100غ منه تعطي 40 حريرة فقط. 2- نصف السكريات المتواجدة في الخرشوف يتألف من "الانولين" وهو من السكاكر النادرة التي يصعب امتثالها وامتصاصها من قبل الأمعاء، وهذا ما يقلل من كمية الطاقة الناتجة عنها. 3- الخرشوف يعد من أهم الخضروات الطازجة الغنية بالبروتين ما يعزز من قيمته الغذائية المفيدة في تسريع عملية الشبع عند الانسان. 4- استهلاك الخرشوف ورقة ورقة يجبر الشخص على أخذ وقت طويل نسبياً يساعد في مجيء الشبع لآكله. يحتوي الخرشوف على مجموعة مهمة من المعادن في مقدمها البوتاسيوم والفوسفور، اضافة الى معدن الكالسيوم 26 ملغ لكل 100غ خرشوف وهذه النسبة الأخيرة تجعل الخرشوف من أغنى الخضروات بالكالسيوم. أيضاً هناك الحديد بمعدل 1ملغ في كل 100غ ولهذا يوصى به للمراهقات والنساء الحوامل واللواتي يعانين من حيض غزير. في الخرشوف فيتامينات مهمة مقوية للجسم ومضادة للتعب، من بينها الفيتامين "ث" المضاد للأكسدة والمناهض للجذور الحرة الضارة المدمرة. وتؤكد دراسات عدة ان امتصاص كمية عالية من الفيتامين "ث" يساهم في تعزيز دفاعات الجسم ضد الجراثيم والفيروسات، وفي اعطاء الجلد صحة جيدة. واضافة الى الفيتامين "ث"، يحتوي الخرشوف على الفيتامين "ب1" المهم جداً لامتثال السكر واستعماله من قبل الخلايا، خصوصاً العصبية منها والتي يعد السكر الغلوكوز غذاءها الأساسي، لذلك فإن نقص هذا الفيتامين يؤثر، أول ما يؤثر، على الخلايا العصبية. عدا الفيتامين "ث" والفيتامين "ب1"، هناك الفيتامين "ب9" الذي يلعب دوراً على أكثر من صعيد، فهو ضروري لتطور الجنين ونموه، ومفيد للبالغين في حمايتهم من الأمراض القلبية الوعائية، ومن اصابتهم ببعض السرطانات. ان نقص الفيتامين "ب9" يشاهد بكثرة في أيامنا هذه لأن الانسان لا يتناول كفايته من الأغذية الغنية به، مثل الخرشوف والسبانخ والملفوف والسلطة وغيرها. يتمتع الخرشوف بخاصة لا تضاهى هي غناه بمادة معقدة اسمها "سيليمارين" التي أثبتت التجارب عليها في المختبر أنها واقية من سرطان الجلد لدى الفئران، أما فعالية هذه المادة المضادة للسرطان فترجع الى صفاتها المضادة للأكسدة التي تقف حجر عثرة أمام الشوارد الكيماوية التي تلحق الأذى بالمادة الوراثية وما يعقبها من تحولات مشبوهة تنتهي بنشوء السرطان. ان خرشوفة واحدة تؤمن للجسم 20 في المئة من حاجته اليومية للفيتامين "ث". يعج الخرشوف بالألياف، فرأس واحد منه يعطي 6 غرامات من الألياف، وهذه تمثل تقريباً ربع حاجة الشخص اليومية. ان اضافة الخرشوف الى قائمة الطعام مسألة ضرورية، خصوصاً أننا نعيش في زمن انتشر فيه الأكل المصنّع والسريع الذي يفتقر الى وجود الألياف، وكما هو معلوم فإن للألياف فوائد جمة، اذ تزيد من حجم الكتلة البرازية وتسهل عملية طردها من الأمعاء جارّة معها ما هب ودب من المخلفات الضارة، ومن بينها السموم والكوليسترول السيئ، وهذا له أكبر الأثر في الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية وداء السكري والسرطانات. يحض الخرشوف بجدارة على إفراغ المادة الصفراوية للكبد، اذ أن هذه تتضاعف ما يعادل الأربع مرات بعد ساعتين من أكل الخرشوف، وبناء على ذلك يصفه الأطباء لعلاج بعض الأمراض الكبدية المترافقة بالاحتقان. ويجب أن لا يغيب عن البال بأنه ليس لب الخرشوف هو المفيد فقط، بل ان أوراقه تتمتع بخصائص دوائية عالية فغليها مفيد في در صفراء الكبد، وفي انقاص كوليسترول الدم، وفي تنشيط "همة" الكبد، وفي التخلص من السموم والمركبات الآزوتية الضارة. أيضاً تفيد الأوراق في در البول وفي الوقاية من تصلب الشرايين وارتفاع الضغط الشرياني. مسك الختام، بقي أن نعرف شيئين عن الخرشوف: الأول هو عدم المبالغة في أكله في وقعة واحدة، لأنه يولد الكثير من الغازات في البطن. والثاني أكل الخرشوف خلال 24 ساعة من طهيه لأنه إذا تُرك طويلاً فإنه يتأكسد مؤدياً الى تكوّن مركبات ضارة لها نتائج سيئة