عرف العرب الخرشوف منذ امد بعيد، ويقال انهم نقلوه الى اوروبا من طريق الأندلس، ومن هنا اصبح ينادى"أرتي شو"محرفاً من كلمة"حرشف"بالعربية. وفي عصر النهضة الفرنسية القرنان 15 و16 بدأت زوجة الامبراطور الفرنسي هنري الرابع اكل الخرشوف ارضي شوكي فاعتبر شعبها تصرفها امراً مشيناً. المهم ان الخرشوف يملك مزايا صحية وغذائية مهمة نجملها على الشكل الآتي: يعتبر الخرشوف من الأغذية الفقيرة بالطاقة فكل 100 غرام منه لا تعطي سوى 40 سعرة حرارية وهذا ما يجعل منه طعاماً مهماً يمكن اضافته الى انظمة التخسيس، خصوصاً ان نصف السكاكر الموجودة فيه هي من نوع"انولين"الذي يصعب امتثاله وامتصاصه من قبل الأمعاء وهذا ما يقلل من كمية الطاقة الناتجة منه، عدا هذا وذاك، فالخرشوف يعتبر من اهم الخضار الغنية بالبروتين وهذا ما يعزز من قيمته الغذائية المسرعة لعملية الشبع، كما ان أكل الخرشوف ورقة ورقة يجبر صاحبه على اخذ وقت مديد نسبياً وهذا ما يفسح المجال لمجيء الشبع. يحتوي الخرشوف على مجموعة مهمة من المعادن في مقدمها معدن البوتاسيوم والفوسفور اضافة الى معدن الكلس، وهذا الأخير يوجد بنسبة تعتبر الأعلى بين الخضروات. ايضاً يحتوي الخرشوف على الحديد 1 ملغ لكل 100 غرام ولهذا يوصف للمراهقات والحوامل والنساء اللواتي يشكين من غزارة في العادة الشهرية. توجد في الخرشوف فيتامينات مهمة لها خواص مضادة للأكسدة ومضادة للتعب، ومن بينها الفيتامين"ث"، وقد كشفت دراسات عدة ان لهذا الفيتامين اهمية كبيرة في دعم وتعزيز دفاعات الجسم ضد الميكروبات، وهو ايضاً مفيد في إعطاء الجلد صحة جيدة. وإلى جانب الفيتامين"ث"هناك الفيتامين"ب1"المهم لامتثال السكاكر واستعمالها من قبل الخلايا وبخاصة العصبية منها، لذا فإن نقص هذا الفيتامين قد يعرض صاحبه لخلل في عمل الخلايا الدماغية التي يعد سكر الغلوكوز غذاءها الأساس. ايضاً فالخرشوف يحتوي على الفيتامين"ب9"الذي يملك مكانة مهمة على اكثر من صعيد. يتمتع الخرشوف بخاصة لا تضاهى هي غناه بمادة معقدة اسمها"سيليمارين"التي أثبتت التجارب في المختبر انها واقية من السرطان. وترجع هذه الفائدة الى امكانية تلك المادة في الوقوف نداً عنيداً امام الشوارد الكيميائية الضارة التي لا هم لها سوى إلحاق الضرر بالمادة الوراثية وما يعقبها من تحولات مشبوهة قد تنتهي بنشوء السرطان. يعج الخرشوف بالألياف، فرأس واحد منه يعطي 6 غرامات من الألياف وهذه تعادل تقريباً ربع حاجة الإنسان اليومية. إن اضافة الخرشوف الى الوجبات مسألة مهمة خصوصاً اننا نعيش في مجتمع انتشر فيه الأكل المصنّع والسريع الذي يفتقر اكثر ما يفتقر الى وجود الألياف فيه، وكما هو معلوم فإن للألياف فوائد جمة اذ يزيد من حجم الكتلة البرازية ويسهل من طرد هذه الأخيرة التي تحمل معها الكثير من المخلفات والسموم ومن بينها الكوليستيرول السيئ الضار للقلب والشرايين، وفي تجربة اجريت على عدد من المصابين بارتفاع في الكوليستيرول وجد البحاثة ان الذين اخذوا خلاصة الخرشوف استطاعوا ان يحصلوا على هبوط في نسبة الكوليستيرول في دمائهم مقارنة مع آخرين تناولوا عقار البلاسيبو الوهمي. يفيد الخرشوف في تهدئة عوارض عسر الهضم، ففي دراسة شملت اكثر من ألف شخص يعانون منه عسر الهضم اعطوا خلالها خلاصة من اوراق الخرشوف ولمدة 4 الى 6 اسابيع استطاع هؤلاء ان يرتاحوا كثيراً من عوارض عسر الهضم المزعجة من دون ان يعانوا من اية تأثيرات جانبية تذكر، وفي دراسة مماثلة طالت 6 اشهر حصل الباحثون على النتيجة نفسها. ان الخرشوف يحض على إفراغ المادة الصفراوية الكبدية بغزارة وهذا ما يجعله فعالاً في معالجة احتقان الكبد. ويسهم الخرشوف ايضاً في لجم ثورة القولون المتهيج الذي يعانيه الكثيرون، فبعد تحريات جرت على 279 شخصاً يعانون منه فإن 96 في المئة منهم اعتبروا ان اخذ الخرشوف مفيد. مسك الختام بقي ان نضيف الى معلوماتنا 3 اشياء: الأول ان الخرشوف مفيد بأوراقه ولبه، والثاني، عدم المبالغة في اكله في وجبة واحدة لأنه يولد الكثير من الغازات، والثالث، هو ضرورة اكل الخرشوف خلال 24 ساعة من طهيه لأنه اذا ترك طويلاً فإنه يتأكسد مؤدياً الى تكون مركبات اقل ما يقال عنها انها ضارة.