حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    الشيباني يحذر إيران من بث الفوضى في سورية    رغم الهدنة.. (إسرائيل) تقصف البقاع    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    تعزيز التعاون الأمني السعودي - القطري    المطيري رئيساً للاتحاد السعودي للتايكوندو    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    جدّة الظاهري    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    ارتفاع مخزونات المنتجات النفطية في ميناء الفجيرة مع تراجع الصادرات    وزير الطاقة يزور مصانع متخصصة في إنتاج مكونات الطاقة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    أمير الشرقية يرعى الاحتفال بترميم 1000 منزل    الأزهار القابلة للأكل ضمن توجهات الطهو الحديثة    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    وهم الاستقرار الاقتصادي!    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    البحرين يعبر العراق بثنائية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    التشويش وطائر المشتبهان في تحطم طائرة أذربيجانية    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    حرس حدود عسير ينقذ طفلاً مصرياً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    ملك البحرين يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدد الشعراء يزداد ومساحة الشعر تضيق والابداع يحتاج إلى تسامح وحرية . حرمان العشق كان طريقه إلى القصيدة وصدمة الوعي حولته إلى الرواية علي الدميني : الجمهور العربي تخلص من "الدهشة" حيال الثقافة السعودية !
نشر في الحياة يوم 17 - 09 - 2001

ما ان يطالعك وجه ذلك البدوي المتحضر حتى ينهمر عليك مطر الكلمات، وحيويّة النهر الذي عاش الشاعر علي الدميني في ضيافته. فهو الشاعر الذي يسافر دائماً نحو الجزيرة، وينتعش بعطش البحر وارتواء الصحراء، وهو "البدوي الذي يعرف الشط والأنهر"... إنّه الشاعر الذي يبحث عن الجذور، وينحاز للماء وينقل ظعن البداوة ويحتمي بالصحراء، ويشتهى تلك الفاتنة كما يشتهي الحليب، ثم يمد الغصون الصغيرة نحو ذراعيها وتأخذه الريح صوب عرائس الجاهلية. وجه أسمر، وفؤاد معشوشب أخضر، ينفتح العشق نحو حورية النهر التي ترفع عن وجهها البرقع ليرسم على وجهها قبلة. يدهشك علي الدميني حين تكتشف بين ثنايا كلماته الشعر وسحر القصيدة: "لقلبي على الماء مملكة يستريح فيها المتعبون، الكلام، الجراح، الاساطير، مملكة ينفذ الحزن من صدرها، ينفذ الضوء منها، وما نفد القلب، ان على القلب أوردتي وخيولي... وما يرد الظعن حول البحيرة، ما تشرب الطير، لي كل ما ينبت العشب، ذي انهر القلب سيدتي مستقاك القديم ومرتعك الرحب، افسحت مملكة الماء فلتدخلي بسلام، كما يدخل الطيبون". هذا بعض شعره في "أناشيد على باب السيدة العظيمة"، منه ندخل إلى اعماق الشاعر السعودي المعروف علي الدميني لنخوض في تجربته وحساسيّته ومراجعه الجماليّة.
قرية المحضرة، الجدة الحنون وحكاياتها، الثقافة الأولى... محطات مهمّة في حياة الشاعر علي الدميني.
- من المحضرة، قريتي في جنوب السعودية، ورثت الخيال الشعبي في الحكاية والخطاب الشعري بلهجاته الشعبية، والأمثال في استخداماتها اليومية وفي استرسال الحكاية. فالمثل يختصر كل الأفكار. وكلّ ذلك ساهم في تكوين ثقافتي الأولى، وهي دائماً الأسس المكونة لأي ذائقة ثقافية أو فنية بالنسبة إلى الإنسان الذي يعيش في القرية. أما الشرارة التي أشعلت الرغبة في الكتابة والانتماء الى الفصحى، فيمكن ان أقول إنها أتت من المدرسة الابتدائية، ومن الأساتذة الذين كانوا يكلفوننا إعداد جرائد الحائط.
وتلقيت تعليمي في مدرسة متميزة ومعروفة بين قرى الجنوب اسمها بني محمد في العطاردة. كان فيها عدد من المدرسين المتميزين الذين استطاعوا ان يغرسوا في نفسي حبّ اللغة، وحبّ الأدب. أما بالنسبة إلى الشعر، فكنت استمتع بالمشاركة في الحفلات واللقاءات الشعبية. كان يأسرني الشاعر الذي يكتب نصه بشكل عفوي وشفاهي، وكنت احضر المجالس الشعرية التي تستمر ساعات. في هذا المناخ تذوّقت جمال المجاز، لأن الشعر الشعبي يعتمد على المقابلة والمطابقة، خصوصاً حين تستمع إلى شاعرين دخلا في مقارعة أو مبارزة. منذ ذلك اليوم بدأت أميل إلى الشعر الشعبي، لكني وجدت نفسي تائهاً، وسرعان ما بدأت كتابة القصيدة العمودية. كتبت قصائد بسيطة في صياغاتها القديمة. كانت أولى قصائدي في اجتماع مؤتمر القمة العربي الأول في القاهرة، في 1961 على ما أعتقد. هكذا بدأت اكتب الشعر. وعزز هذا المنحى التعبيري العلاقات الوجدانية المبكرة أيام الصبا، إذ تعلقت بصبية دفعتني عبر حرائق الحرمان وومضات العشق القليلة، إلى اللجوء إلى الشعر مجال تعبير عن تلك المشاعر المخنوقة والمكبوتة.
ماذا عن التيارات الفكرية والسياسية التي سادت في الستينات، وتأثيرها في ثقافتك وشاعريتك ؟
- أنتمي ثقافياً إلى بيئة كان جل أفرادها يعملون في شركة الزيت العربية - الأميركية ارامكو سابقاً. وكانت تتأجج فيها المشاعر وتزدهر الأفكار والتيارات. وكانت أجواء العاملين في تلك الشركة تتميّز بمستوى ثقافي مختلف. ومن خلال تفاعلي مع اولئك، وتعرفي إلى بعض التيارات والأفكار الجديدة، تبلورت ثقافتي.
وماذا عن تأثير أدباء الخليج وشعرائه في ثقافتك الشعرية ؟
- لم استفد في البداية من الشعر الخليجي، ومن الحياة الثقافية عامة. ربما لأنني كنت طالباً مجتهداً أخذتني الدراسة، وكنت منعزلاً عن العالم الخارجي. لكنني تنبهت لاحقاً إلى بعض الأسماء الكبيرة في المملكة والخليج، مثل الشيخ حمد الجاسر، وذلك من خلال العناوين العابرة في الصحف. أتذكر إنني تابعت جزئياً المعركة المشهورة حول ضم الجيم في اسم مدينة جدّة بين بعض الأدباء. حتى أن جيزان حُوّلت إلى جازان، وكانت إحدى المعارك الأدبية الكبرى والمشهورة. وكانت الجرائد تسلّط الأضواء على من يكتب في تلك القضية "العظمى".
كيف وصلت إلى الكتابة إذاً؟
- صحيح أنني لم أتفاعل مع تلك الأجواء الثقافية، لكنني واصلت كتابة القصائد بوحي من العاطفة والوجدان. وكنت أرسل القصائد عن طريق أحد الأصدقاء الى الصحف، ولا أظنّ أنني نجحت في لفت الأنظار. هذا الرجل البسيط أعطاني نصيحة مهمّة جداً. قال لي: "يجب ان تتعب على نفسك، وان ترسل النص الذي تثق بأنه سيفرض نفسه على الآخرين، لحظتها لن تركض وراء الصحف لتتأكد من أنها ستنشر نصوصك أم لا". وأنا مدين بهذه النصيحة لرجل بسيط اسمه مسفر بن شنقور.
أعتقد بأن علاقتك بالشعر توطّدت عندما انتقلت الى المنطقة الشرقية للدراسة في جامعة البترول والمعادن.
- هذا صحيح. خلال فترة الدراسة الجامعية اختمرت تجربتي وحُسمت خياراتي. لذلك لم تعد الدراسة الهم الأول. كنت طالباً متميزاً في السنوات الثلاث الأول، لكنني وجدت أن اتجاهي إلى الشعر والقراءة والأدب طاغٍ على اتجاهي الهندسي، فأصبحت طالباً عادياً في السنة الرابعة، ومنحت جزءاً من وقتي لمتابعة التجربة الشعرية الجديدة، أي قصيدة التفعيلة، وللقراءات النقدية والأدبية. في تلك المرحلة تعرفت إلى الأصدقاء في جريدة "اليوم"، كان ذلك في 1971. وكان هناك مناخ من التفتح، ومن البدايات المحملة بأحلام قد تكون اكبر من واقعها في ذلك الوقت. لكن تلك الأحلام أثمرت عن تلاقح بين أفكار مجموعة من الأصدقاء. وكان الأستاذ الكبير محمد العلي هو الرائد والمرجع، فكان موجهاً، وكان يثير فينا حب الشعر والتأمل، ويفتح أمامنا طاقات كبيرة من الأحلام الجميلة.
في هذا المناخ تكونت مجموعة أسماء، وكان محمد رضا نصرالله من الأسماء البارزة بالاشكالات الثقافية التي يثيرها. وكذلك جبير المليحان وخليل الفزيع ومحمد الصويغ وعبدالكريم حسين. وبالطبع كان الطابع الثقافي التجديدي هو الغالب، ما جعلنا نفكر في إصدار ملحق أدبي تابع لجريدة "اليوم". وكان الملحق بدأ تحت إشراف محمد العلي لكنه لم يستمر، فرأى الزملاء ان نصدر ملحقاً مختلفاً. استعرنا الاسم من مربد الشعر العربي المعروف، فأصدرنا ملحق "المربد" في 1975. وقد وضعنا أمامنا أهدافاً رئيسة، منها فتح النافدة على المدارس الأدبية المختلفة في الشعر والقصة، وفي الكتابة النقدية. وفتح الباب لقصيدة النثر مبكراً. وكان محمد العلي رائداً في ذلك ومعلماً، والمعلم لا يخذل أهله.
كيف تحدد ملامح هذا التيار الذي بدأ في المنطقة الشرقية أواسط السبعينات، وخفت قليلاً في الثمانينات ؟
- كنّا جزءاً من تيار عام يدافع عن قصيدة التفعيلة. تجربة قصيدة التفعيلة والقصة القصيرة بدأت مع محمد العلي وغازي القصيبي، وجاء الجيل التالي، لينحاز مبكراً إلى قصيدة التفعيلة. نذكر بين هؤلاء: سعد الحميدين وإبراهيم الفوزان وأحمد الصالح... وكانت تفصلني عنهم فترة قصيرة، كوني استفدت من نصيحة صديقي، فكنت دائماً اقرأ نصي وأقارنه بمستوى ما يقدم من قصائد التفعيلة، وأطرح على نفسي ذلك السؤال: هل نصي بذلك المستوى أم لا؟ وحين وجدت نفسي في ذلك المستوى أرسلت قصائدي للنشر بكل ثقة.
تحدثنا عن الشعر... ماذا عن القصة القصيرة ؟
- في مجال القصة القصيرة كانت هناك أصوات مختلفة، مثل عبدالله السالمي في جدة، والسندي وفهد الخليوي وعبدالله باخشوين وحسين علي حسين. كانوا يشكلون تياراً تأسيسياً. وكانا جبير المليحان وعبدالعزيز المشري جزءاً من هذا التيار. لكن الذي يميزنا في المنطقة الشرقية، اننا كنا نملك رؤية وبوصلة تربط بين الإبداع والمعنى، معنى ان تكون مواطناً وانساناً وذا رؤية متقدمة للواقع وللحياة وللمجتمع. كان هناك حس وطني وعروبي، ربما توغل في دواخلنا اكثر منه في المناطق أخرى. فصبغ ذلك اتجاهنا بلون انساني ووطني.
ما العوامل التي أدت إلى ازدهار تيار الحداثة في الثمانينات، وتفاعل بقية الشعراء معه أكثر من الجيل السابق؟
- هناك مشكلة تعريف. قد تعرف الحداثة من منطلق تاريخي، ولكن تعريفي لها يختلف عن التعريف التاريخي لجذورها الفلسفية والفكرية. الحداثة هي محاولة ارتياد مجاهل جديدة والتعبير عنها بلغة مختلفة، من خلال نصّ خارج عن السائد من الناحية الجمالية. ولكنّها، بالنسبة إلينا أيضاً، قامت على ارتباط هذا النص بالقضايا الوطنية والقومية والإنسانية التي كانت تعتمل في ضمائرنا ووجداننا خلال السبعينات. فقد كنا نرنو إلى الوحدة العربية، إلى شكل من أشكال العدالة الاجتماعية، إلى حرية الانسان، إلى انتصار المرأة الطالعة من ليل الإهمال والتهميش. من ينتمي إلى مجموعة هذه القيم جمالياً ودلالياً في نصه، كنا نعتبره حداثياً. من هذا المنطلق يمكن أن تتحدّث عن وجود تيار، أو نسق، اجتمع في اطاره جيل كامل، بين أواسط السبعينات وأواسط الثمانينات، من المنطقة الشرقية إلى جدة إلى الرياض. وكنت تستطيع ان تقول ان لدينا تياراً أدبيا محدد الملامح، يستند إلى مشاغل ومنطلقات مشتركة. وهذا الجيل خفّ تأثيره على الأجيال التالية التي لم تلعب الدور التاريخي نفسه. لم نعد نتحسس مجرى تيارنا، أصبحنا إلى حد ما نشكل تجمعات صغيرة يجمعها نسق عام.
ومنذ ذلك الحين بدأت تيارات جديدة في التشكل ربما تنتمي إلى ما بعد الحداثة في أفق تعاطيها مع النص الإبداعي، في تجريب قصيدة النثر، وفي احتفائها باليومي والهامشي والجسدي، وتخليها عن الاهتمام بالقضايا الوطنية والقومية والإنسانية المشتركة... ربّما لأن الذين أتوا بعدنا وجدوا أن تلك القضايا وصلت إلى المأزق، وغرقت تحت ركام الديماغوجيّة. أما صياغاتها فخضعت، بشكل أو بآخر، لعمليّة اجترار وأصبحت نمطية. هكذا راح الجيل اللاحق يبحث لنفسه عن مجرى آخر، في تيّار ما بعد الحداثة، ومن سماته التشتت، والتشظي، وعدم وجود رؤية محددة ترتفع قيمة الذات فيها بشكل أساسي، بحيث توازي الواقع وأحلامه. ذلك التيار الجديد ربما أدى رسالته حتى بداية التسعينات. وبعد ذلك بقي منه أفراد ولم يعد تياراً. اليوم تتعايش في الحياة الثقافيّة السعوديّة، تيارات تنتمي إلى الحداثة وما بعد الحداثة، إضافة إلى المدارس والاتجاهات التقليديّة طبعاً.
لماذا؟ كيف يمكن ذلك؟
- لأننا، ببساطة، مجتمع لم يصغ مزاجه بطريقة عقلانيّة، ولم نواجه اللاوعي الجماعي بالنقد والتحليل، ولم نصغ مشروعنا الثقافي صياغة كاملة، بحيث تتعايش ضمنه التناقضات، ويكون مرجعاً ونقطة ارتكاز.
أتعتقد أن عطاء جيلكم ما زال مستمراً بشكل من الأشكال؟
- كأفراد نعم، لكن لم تعد تتلمس فيه كلمة تيار. ولا يزال كل فرد يعمل بطريقته وإمكاناته. وجاءت أسماء جديدة عملت على صياغة ملامح مختلفة.
هل يمكننا اعتبار مجلة "النص الجديد"، المخصصة للإبداعات السعودية، إفرازاً لتلك المرحلة التي تنتمي إليها أنت ورفاقك ؟
- "النص الجديد" ظهرت في فترة كانت الطرق شبه مسدودة، نتيجة للمعارك الثقافية التي حدثت في وسطنا الثقافي أواخر الثمانينات. فقد كان هناك تضييق على تيار التجديد والحداثة. وأنت تذكر ان كتاب الشيخ عائض القرني، أخذ حجماً كبيرا من الترحيب، فيما أغلقت أبواب النشر في وجه كلّ من كتب معارضاً له، أو مدافعاً عن وجهة نظر مختلفة. هكذا برزت الحاجة إلى أيجاد منبر لهذه الثقافة التي تتعرض للوأد والإقصاء. وجاءت المجلّة تلبية لضرورة مرحلية، وأرادها أصحابها منبراً مستقلاً يساهم في تأسيس تقاليد جديدة، تعفي وزارة الأعلام من مسؤوليّة نشر نصوصنا المشاغبة، ومواجهة الحساسيات المختلفة. أي اننا ساهمنا في "رفع العتب" عن المسؤول، لإدراكنا أنّه يتعرض لضغوط من مختلف الجهات. فاذا بهذا المنبر المستقل يتحمل تبعات ما ينشره ضمن قناعته، بفنية النص ودلاليته وجماله. ورأينا ان تكون "النص الجديد" منبراً لكتّاب ينتمون إلى افق التحولات والتطورات الجديدة التي تعم العالم، والتي تنطلق من منظومة الايمان بالتعددية، وحق الاختلاف، والتعايش بين الافرقاء ... وتؤمن أيضاً بحقوق الانسان، وحرية التعبير، وضرورة تطوير البنى والمناخات الثقافية والاجتماعية بالشكل الذي يليق بأمتنا وشعبنا. هذه فكرة "النص الجديد" في بداياتها.
أحرقت بعض أشعاري !
ديوانك الاول "رياح المواقع" صدر متأخراً 1986، بالقياس إلى مرحلة نضجك المبكرة. لماذا؟ وماذا يمثل هذا الديوان في مسارك الشعري؟
- ربما كانت هناك انشغالات ثقافية وفكرية حجبت الاهتمام الاساسي بالشعر، لحساب الثقافي والفكري. حيث كنت احرر المزيد، وربما كنت وحيداً، على رغم وجود الزملاء. وكان ذلك يستهلك جهداً كبيراً، إضافة إلى الاهتمامات الثقافية والفكرية التي حجبت الاهتمام بالشعر. وهناك قصائد كبيرة لم تكن صالحة للنشر. والحقيقة أنني جهّزت أول مجموعة العام 1975، لكنني لحساسيتي تجاه مستوى النص الابداعي، وتجاه الحركة الشعرية في العالم العربي والمملكة، احتفظت بنصوص قليلة ترجع إلى ما قبل العام 1975 واحرقت البقية.
هل كان الديوان الأوّل يمثل ذروة المستوى الشعري لعلي الدميني؟
- في تلك المرحلة كان هذا الموجود، وربما لم أكن قد بلغت اوج تجربتي الشعريّة. ولا أعرف الآن إن كنت قد بلغتها على كلّ حال. لديّ نصوص لم تنشر، هي أجود فنياً من تلك المشار إليها.
قصيدة "السفر وثلاث ليال في ضيافة النهر" أخذت صدى واسعاً وعولجت نقدياً بكثافة في منتصف الثمانينات، واختلفت حولها الآراء وتباينت التفسيرات. ماذا تقول انت عن تلك القصيدة ؟
- لا شك في ان "تيمة" ارتباط المرأة بالوطن، كانت طاغية في الستينات والسبيعنات. فكان مرموز الوطن يتحول إلى مرموز الخلق والعطاء والولادة. والنص بُني على شكل من أشكال مخاطبة المرأة الولودة التي تختزن في داخلها مفهوم الوطن، وتتحدث عن علاقة بطل النص بهذه المرأة البدوية. فهو يُضطر إلى مغادرة بلاده ليلاً. بطل النص يتحاور مع هذه المرأة التي ترمز إلى الوطن، ويضطر للسفر. والسفر يصبح دخولاً في النهر، أي نهر الواقع، نهر الحياة، نهر التجدد، نهر البحث عن صيغ اخرى لإغناء العلاقة بين بطل النص ورمز الانثى والوطن.
ديوانك الثاني "بياض الازمنة" حمل نبرة مختلفة...
- المجموعات الشعرية غالباً لا تنتظم ضمن رؤية او حالة واحدة. فالشاعر يكتب قصائد لها حالاتها المتفرقة، ثم يقوم بجمع المؤتلف منها، إلى حد ما... مع ان هناك دواوين لها رؤية او تنويعة على "تيمة" اساسية، او كأنما الديوان قصيدة واحدة. لكن معظم الدواوين يمثل حالات متعددة تجتمع في مرحلة معينة. ودواويني الشعرية قد يغلب عليها هذا الطابع، لأنها متباعدة زمنياً. ديوان "بياض الأزمنة" صدر بعد عام من "رياح المواقع"، ولم يكن حظه جيداً مع أنّه قُرئ كثيراً واحتُفي به. لكنه لم يكد يكمل عامه الاول حتى اشتعلت معركة الحداثة والتقليديين في المملكة. فأعاقت ما رأيناه من تطور في الذائقة في الشارع الثقافي في السعودية، ومن تطور في الوعي لدى الشعراء، خصوصاً الجيل الذي تلا جيلي، واعني محمد الثبيتي وعبدالله الصيخان ومحمد جبر الحربي. هؤلاء كانوا يقدمون تجربة متميزة وجميلة، لكن سرعان ما اثرت فيهم تلك المعركة.
و"بياض الازمنة" فيه نصان يؤرخان لتلك المعركة بشكل أو بآخر. احدهما نص "البروج"، وكانت الشحنة العاطفية التي انبثق منها هذا النص لا علاقة لها بالصراع. قلت فيها: "للغبار منازله، والبروج قبائلها، فإذا ما عشي بصري، لامستني اوائلها، ليلة في يدي حامل، وأنا لا اسائلها، هو لي إن أتى ولداً، وهي إن انجبت فتنة فلها". هذا يؤرخ لجزء من تلك المرحلة، وكأنما استثمرت هذا الطقس البدائي الموغل في قسوته في نص شعري، وقس على ذلك.
ثم تأتي مرحلة الانتفاضة الاولى: "يا قلب لو ان الفتى حجر لاسبلت الاصابع في دمي وأتيت مختضاً بمكنون الحجارة". وهناك اكثر من نص، يتفاعل مع الانتفاضة ولحظتها التاريخية. ثم جاءت الطامة الكبرى واحتلال العراق للكويت، وكتبت نصوصاً عدّة أهمّها "يمامة على جدارية الأزمة". ثم جاءت كارثة التغيرات في العالم والانهيارات التي حدثت، وألقت بظلالها علينا في العالم العربي على صعيد فكري وسياسي وثقافي.
تعبير لا يحتمله الشعر
كيف انتقلت إلى كتابة الرواية؟
- تأثرت في طفولتي كما ذكرت، بأحاديث الجدات، ومناخات السرد الحكائي والأسطوري في القرية. هذه المكونات مترسبة في داخل كل انسان لديه ذائقة سردية. واذكر انني ما قرأت رواية علقت بذهني، إلا وكنت سأكتب رواية لنجيب محفوظ مثلاً. ولكنني اتذكر ان "الزمن الموحش" لحيدر حيدر هزتني كثيراً، وكذلك "الأشجار واغتيال مرزوق" لعبدالرحمن منيف. وأحسست انني لا بد ان اكتب رواية، إذ كان لدي من الهواجس والهموم والافكار ما يمكن كتابته في نص روائي. انما بقيت مخزونة في اللاوعي، حتى اتت لحظة الولادة، ربما نتيجة للفترة التي تحدثت عنها : فترة الرياح والعواصف. تنبه المرء و كأنما هو في بيداء واسعة، وبدا كأنما يلم اطراف ما تبقى له بعد كل تلك المعارك. أصبحت ارى ان لدي تجربة حياتية، ثقافية وفكرية يمكن ان تستثمر في كتابة نص روائي له رؤية معينة. تلك الكتابة تتجاوز ردّ الفعل، وهي أكثر من حالة تمتّع بالنص، بل تعبير أعمق لا يحتمله الشعر، لا يحتمله إلا النص الروائي. هكذا ولدت رواية "الغيمة الرصاصية".
هل كان اقتحامك لهذا العالم استجابة للموجة الجديدة التي ابتدأها غازي القصيبي ب"شقة الحرية" و"العصفورية"... وتبعه تركي الحمد بثلاثيته؟ ام هو مخزون مكنون انفجر في لحظة بعد فترة مخاض طويل؟
- دعني اقول كلمة مهمة للتاريخ : لقد انجزت المسودة الاولى ل"الغيمة الرصاصية"، من دون ان اعرف ان تركي الحمد سيصدر رواياته. لكن هذا لا يحجب عن القصيبي والحمد الشجاعة والجمال اللذين انطوت عليهما اعمالهما.
حين نسمعك تتحدّث عن ظروف كتابة "الغيمة الرصاصية"، لا يمكننا أن نمنع نفسنا من طرح السؤال: هل الدميني هو بطل الرواية سهل الجبلي؟
- ليس بالضرورة. لكن هناك اجزاء تمثل علي الدميني في حالات معيّنة، أو تمثّل بعض الاصدقاء والزملاء. لكن الاغلب هو متخيل سردي ضمن رؤية فنية. والرواية في الواقع صعبة وبسيطة في آن، و لا بد ان تقرأها مرتين، لأن التقطيع الزمني يجعلها تبدو للوهلة الأولى مجموعة من العناصر المشتتة. لكن ما أن تستوعب المستويات الزمنية حتّى تضع العناصر في مواقعها وأطرها، فتصبح الصورة اكثر وضوحاً.
ما القيمة الرئيسية في الرواية؟
- هناك شخصيات تنتمي الى أزمنة أسطورية، كما تعرف. هذه الشخصيات تعبر عن فكر الإنسان لحظة مواجهة واقعة، ضمن مرحلة تاريخية معينة، مواجهة اسطورية في مرحلة أخرى - دينية مثلاً - في مرحلة واقعية، معاصرة. كل هذه الأزمنة، من ناحية محمولاتها الفكرية والفلسفية، تشتبك وتتصارع في ما بينها، ويشعر الكاتب بضرورة التدخّل، بشكل مواز لتلك الأشكال الفكرية والفلسفية، لكنه يجد أن نصه ليس إلا نص "عزة" : أي سيرة عزة التي كتبها بطله سهل الجبلي، كتجربة موازية للأحلام والأخلاق التاريخية والقديمة والمعاصرة للإنسان، لصياغة برنامج عمل أو رؤية أو حل اشكالات الواقع. هذه هي القيمة الرئيسية، ودعك من الأحداث والأشخاص والجوانب الأخرى.
لماذا هذه الرمزية الموغلة وغير المعتادة في الأعمال الروائية والتوجه نحو آفاق مختلفة وبعيدة في بعض الأحيان عن الواقع، والتوصّل إلى نهايات مشرعة ومفتوحة؟
- لعلني الآن استعيد جزءاً مما حدث في تلك الحقبة العجيبة. حقبة استعادت خلالها القوى التقليدية في الساحة الثقافية سطوتها، وحالت دون أي امكان للتطوير أو التعبير. صار الكاتب يقمع حينما يود أن يدافع عن نفسه. هذه الحقبة السوداء تركت أثرها علينا، تماماً كما احتلال الأخ لأخيه من جهة أخرى، والاطاحة بقيم جوهرية نشأنا عليها في جيلي. أين مفهوم الوحدة والأخوة، والمصير المشترك والعدو الواحد، حين يقوم العراق باحتلال الكويت؟ ضاعت القيم في ذهني وفي أذهان كثيرين، وجاءت المتغيرات التي عصفت بالعالم، لتدفعنا إلى طرح السؤال: أين الخلل؟ أين الصحيح؟ وأين الخطأ؟ وما البديل؟ الرواية تعكس هذا الجوّ، ولكن بشكل سردي أكثر وضوحاً وعنفاً وحدّة. إن الصراعات المحيطة انعكست في مجملها على الرواية، وولّدت نصاً متفجّراً لم ينتبه إليه إلا قلة من النقاد. فأنا أعتقد أن تلك الرواية لم تأخذ حقّها من الاهتمام!
الشعر يختزل العالم
خرج الشعراء السعوديون من قوقعتهم المحلية، إلا أنهم لا يزالون في الظل، وما تزال بعض البلدان العربيّة المغرب مثلاً - إذا استثنينا النخبة - تجهل حقيقة الشعر في السعودية. لماذا؟ وكيف السبيل للخروج من تلك العزلة؟
- الأسباب متشابكة، فيها اجزاء معقدة أحياناً. نحن نعتبر من مناطق الاطراف بالنسبة إلى حركة الثقافة العربية، ولسنا في لبِّها كما هو الحال بالنسبة إلى القاهرة أو بغداد وبيروت، او حتى الرباط. نحن مناطق مستهلِكة نتيجة لطبيعة الجغرافيا والظروف الاقتصادية والتاريخية، لذا فإن حركة التجديد في الشعر العربي لم نكن من روادها. وقد احتجنا إلى فترة لا بأس بها كي نكوّن صوتنا، ونستقل بابداعاتنا، ونأتي بإضافتنا.
أضف إلى ذلك أننا مجتمع محافظ، والمجتمع المحافظ يؤثر عادة على حرية الابداع، فالابداع حرية كاملة، لا يحددها الا ضمير الكاتب ووعيه. ونحن نحترم مجتمعنا في محافظته، ولكن ذلك يحد كثيراً من تطورات البذرات والنبتات المختلفة والمغايرة. وهناك جانب آخر، هو النظرة المسبقة التي يوجّهها إلينا الآخر بصفتنا مجتمعاً "محافظاً" او "متخلفاً" ! هذه النظرة الاختزاليّة والسطحيّة والظالمة لدى بعض المثقفين العرب - ولا أقول كلّهم لحسن الحظ - تجعل كثيرين يغفلون حركة التطوّر التي يعيشها الأدب والثقافة في المملكة، على مختلف المستويات. فلا بدّ أن يبذل إخواننا وزملاؤنا شيئاً من الجهد لاكتشاف المميّز لدينا، والاقبال عليه وترويجه. خلال العقد الأخير بدأ الكاتب السعودي يشارك اخوانه العرب في الابداع والابتكار والريادة، ويجد موقعه الحقيقي ويملأه بجدارة.
شاركت في مهرجانات شعرية في العالم العربي وباريس. هل كان لاطلالتك على الجمهور أي أثر؟
- اعتقد بأنه كان صدى طيباً، لكنه ليس ذلك الصدى الذي يكون له وقع خاص في النفوس. استقبلت استقبالاً عادياً، يوازي استقبال أي شاعر عربي في مستوى التجربة. ولكن النقطة الايجابيّة، أن الجمهور العربي تخلص من الدهشة حيال شاعر او ناقد او كاتب من السعودية. صرنا جزءاً من المشهد، نشعر بالألفة والقبول.
كيف ترى حال الشعر الجديد، وقصيدة النثر في السعودية ؟
- الشعر يمر بمشكلة علاقة الشاعر بالجمهور، ويبدو أن الأزمة وصلت إلى اللحظة التاريخية الحاسمة. يخرج الشعر من دوره التاريخي، ويلبس دوراً متواضعاً يوازي حجمه في الواقع المعاصر. عدد الشعراء يزداد، لكن مساحة الشعر تضيق. قديماً كانت القبيلة كلها تقول الشعر، لأن ثقافتها تغرف من هذا المخزون وتقوم عليه. الآن أصبح الشعر جزءاً بسيطاً من الاجزاء المتعددة والطرائق الكثيرة التي يعبر بها الانسان عن مشاعره وعواطفه وآرائه وأحلامه. لذا يجب أن يتواضع الشعر ويأخذ حجمه الطبيعي. لكنّ هذا الشكل التعبيري الفنّي سيبقي مرتبطاً بوجدان الجماعة، بصفته يختزل النظرة الصوفية للعالم... تلك النظرة التي لا يملكها الا الشاعر، والنظرة الاسطورية، أحياناً، نظرة الشعرية والمقابلة، نظرة الكثافة، كثافة اللغة... اختزال العالم في ومضة، صفة لا يملكها إلا الشعر، ولكن الشعر يخرج من المساحة الضيقة والمحدودة ليحتلّ مكانه في مختلف أشكال التعبير. بالنسبة إلى قصيدة النثر في السعودية، لدينا شعراء متميزون مثل محمد عبيد الحربي ومحمد الدميني وابراهيم الحسي، وفوزية أبو خالد وغسان الخنيزي وسواهم ممن يتميّزون من ناحية الادوات اللغوية والرهافة والشاعرية وزاوية النظر والجملة الشعرية... وهؤلاء متفوّقون على الكثير من اقرانهم في بقية البلدان العربية.
وماذا عن حال الرواية ؟
- لا شك في أن حيّز الرواية يتسع يوماً بعد آخر. الرواية تحتاج إلى مناخ متسامح، وهذا لم نبلغه بعد بما فيه الكفاية، ولا أعرف كيف سيكون التطوّر على المدى القريب. لكن هناك الكثير من الاختراقات التي نقدّر لأصحابها الدور الذي يلعبونه. ومهما كان لنا من الآراء حول المستوى الفني لتقليدية الخطاب الروائي عند تركي الحمد مثلاً، لا يسعنا الا القول ان الاضافات الجماليّة تجعله واحداً من المؤسّسين لمساحة تعبيرية شجاعة وجديدة على مستوى الرواية في السعودية. سيؤرّخ النقاد والقراء لتركي الحمد، بصفته أباً جديداً لمرحلة جديدة في مسار الرواية السعوديّة. واشير كذلك الى غازي القصيبي، وإلى عبده خال الذي يعد اكثر زملائنا سيطرة على تقنيات التعبير، لأنه قاص أساساً، ويمكن ان نعتبره نجيب محفوظ السعودية في هذه الفترة. ولن ننسى رجاء عالم التي تمتلك خطاباً روائياً مختلفاً ومغامراً ومتميزاً، على مستوى الوطن العربي. لكن وضع الرواية بشكل عام سيبقى على حاله طالما أن المجتمع لم يشهد حالة من الانفتاح والتسامح. لكنّ على المبدع، في كلّ عصر وزمن ان يحاول تكييف أدواته وتطويرها، لتجاوز العوائق والمصاعب، مهما كانت الظروف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.