لا ريب ان الكلام عن الديموقراطية يطول والحديث عنها عميق وجدير والقلب فيها حائر. فأود ان استفسر من ذلك السياسي: ماذا قدمت فعلاً ملموساً للحد من خطر غياب الديموقراطية سوى الاقوال والكلام. وايضاً اود ان اسأل ذلك الكاتب او الصحافي الذي يهاجم الانظمة والناس عامة، ماذا فعلت حقاً للحد من اخطار الاندثار والانهيار سوى الكلام المعسول. واذا اردت يا سيدي أن تكون ديموقراطياً، فعليك اولاً ان تسمع وتقبل الرأي الآخر بكل رحابة صدر ورجاحة عقل وسعة تحمل. وينبغي على الشخص الذي يدّعي وينادي باسم الديموقراطية، ان يكون على قدر عال من الدراية والاستيعاب اللازمين. لكن يا اسفاه فليس كل ما يلمع ذهباً، وليس كل من يحمل شهادة جامعية متمكناً وبالامور خبيراً، فأكثرهم ومع الاسف الشديد، لا يملكون الحكمة والحنكة وفن الكلام. وبقي ان اقول ان كنتم تعلمون فذلك ويل وان كنتم لا تعلمون فتلك ويلات. مصطفى بكري عين العرب - سورية