لا يمكن مقارنة بورصة اللاعبين ببورصتي وول ستريت وداو جونز، فالأخيرتان تحركهما القرارات والبيانات السياسية والاقتصادية، بينما بورصة اللاعبين تتحكم بها اقدام اللاعبين صعوداً وهبوطاً! في السعودية التي تعتبر حديثة العهد في الاحتراف استطاع لاعبو كرة القدم قطع شوط كبير لانشاء هذه البورصة من خلال مهاراتهم الفردية. وفي مقدمة هؤلاء اللاعبين المهاجم الدولي مرزوق العتيبي الذي اشعل بانتقاله من نادي الشباب إلى اتحاد جدة بورصة محترفي كرة القدم بعدما وصلت قيمة الصفقة إلى 9 ملايين ريال، وهو مبلغ قياسي في صفقات الانتقال في الملاعب العربية. وكان لتألق مرزوق العتيبي في كأس القارات في المكسيك اكبر الاثر في ارتفاع اسهمه، فقد سجل 4 أهداف في مرمى مصر التي خسرت من السعودية 1-5، كما سجل هدفاً في شباك البرازيل التي اكتسحت المنتخب السعودي بثمانية اهداف لهدفين، واستحق مرزوق الحذاء الفضي الذي حصل عليه في تلك البطولة لتنهال عليه العروض المغرية، التي رفضها جميعاً، ليأتي عرض اتحاد جدة ويضع حداً لعناده، فيحط رحاله في صفوفه بصفقة هي الاكبر التي تشهدها الملاعب السعودية بلا منازع. الا انه بعد انتقال مرزوق انحدر مستواه بشكل ملحوظ لدرجة أن مدرب الاتحاد البرازيلي اوسكار اعتمد على المهاجم الحسن اليامي في الموسم الماضي والذي استطاع أن يخطف الاضواء اذ انه يعتبر الورقة الرابحة للاتحاد والملقب ب"العميد". وعلى الصعيد الدولي لم يكن مرزوق افضل حالاً اذ انه لم يقدم شيئاً يذكر في كأس آسيا الاخيرة في لبنان واستبعد اكثر من مرة من التشكيلة الاساسية. ومع خوض "الاخضر" فترة الاستعداد لتصفيات كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان منحه اليوغسلافي سلوبودان مدرب المنتخب السعودي الفرصة كاملة الا انه لم يستطع اثبات انه نجم الملايين التسعة وظهر عليه الاعياء الشديد في ذهاب منتخب بلاده مع البحرين ضمن تصفيات المونديال والذي انتهى بالتعادل الايجابي 1-1. ويحتل المهاجم عبيد الدوسري المركز الثاني في قائمة اغلى لاعبي السعودية، فقد انتقل من نادي الوحدة إلى اهلي جدة في مقابل 6 ملايين ريال. وعلى الدرب نفسه سار عبيد، فعلى رغم أن جماهير ناديه الجديد استبشرت خيراً بالتعاقد معه لتعزيز الكؤوس الموجودة في خزانة النادي وفك عقدة الخسارة في النهائيات التي تعرض لها الأهلي في اكثر من بطولة إلا أن عبيد لم يكن في مستوى التطلعات اذ زاد وزنه وفقد جزءاً كبيراً من لياقته البدنية كما انه لم يقدم شيئاً في كأس آسيا 2000 وسحبت منه النجومية في هذه البطولة وذهبت إلى زملائه طلال المشعل والى نجم الهلال وافضل لاعب آسيوي العام الماضي نواف التمياط والى الصاعد الواعد محمد الشلهوب، واكتفى عبيد وهو هداف الدوري قبل 3 مواسم بمشاهدة النجومية وهي تذهب إلى زملائه في المنتخب السعودي لدرجة اضطر معها مدرب المنتخب ناصر الجوهر انذاك لتعزيز صفوف الاحتياط بهذا اللاعب. وتعرض عبيد لانتقادات، خصوصاً في الصحافة المحلية، بعدما كانت تعقد عليه الآمال لقيادة خط هجوم المنتخب. ويبدو أن عبيد قد بدأ في استعادة شيء من مستواه بعد احرازه هدفاً غالياً في شباك المنتخب البحريني في لقاء الذهاب وخطف نقطة ثمينة لمنتخب بلاده من منافسه العنيد البحرين. حارس القرن يحتل محمد الدعيع حارس القرن في آسيا وحامي عرين المنتخب السعودي ونادي الهلال المركز الثالث بانتقاله من نادي الطائي إلى نادي الهلال في مقابل 5 ملايين ريال. والدعيع استطاع أن يتفوق على أقرانه في آسيا وينال جائزة الحارس الأفضل في القرن بعد انجازاته الكبيرة مع المنتخب السعودي، أبرزها التأهل لكأس العالم في 1994 و1998 في الولاياتالمتحدة وفرنسا على التوالي. وحافظ الدعيع على مستواه منذ انتقاله الى الهلال، بل وارتقى بأدائه نظراً الى فارق الامكانات بين ناديه السابق والهلال. فالأول يعاني من ازمات مالية متلاحقة تعرقل مسيرته الرياضية بينما الهلال صاحب التاريخ المشرف حاز معه على خمس بطولات أبرزها كأس الكؤوس الآسيوية وكأس النخبة العربية وكأس المؤسس، وكان يتطلع إلى أن يكون من دعائم "الاخضر" في تصفيات كأس العالم الحالية بيد أن الاصابة التي لحقت بركبته أبعدته عن المرمى واعطت الحارس البديل محمد خوجلي فرصة العمر لتمثيل المنتخب في هذا المحفل الدولي. ويأمل الجهاز الفني للمنتخب السعودي أن يستطيع الدعيع العودة لحماية مرمى "الاخضر" في تصفيات كأس العالم بعد تنفيذه برنامج العلاج الطبي. وتقل بقية الصفقات في الملاعب السعودية عن صفقات مرزوق وعبيد والدعيع في اسعارها وفي صداها الاعلامي. فحمزة ادريس مهاجم الدوري السعودي للموسم ما قبل الماضي 32 هدفاً كان قد انتقل من نادي أحد إلى اتحاد جدة في مقابل 3 ملايين ريال وبالمبلغ ذاته انتقل فهد الغشيان من الهلال إلى النصر، وعلي المطرود من الخليج إلى اتحاد جدة. وعلى رغم تألق حمزة ادريس الموسم قبل الماضي، إلا أنه "اختفى" في الموسم الماضي، والحسنة الوحيدة له في الموسم تسجيل هدفه في نهائي الدوري والذي حرم فيه الاتحاد منافسه النصر من اللقب الثمين. اما فهد الغشيان الذي انتقل من الهلال إلى منافسه التقليدي النصر محدثاً دوياً اعلامياً هائلاً، على اعتبار انه من النادر أن تحدث انتقالات بين الناديين لحساسية العلاقة بينهما، فقد خبا بريقه ما اصاب جماهير النصر بخيبة هي أقرب إلى الصدمة من اللاعب الذي يتميز بمهارات فردية قلما تتوافر لدى لاعب على المستوى الآسيوي الا انه لم يلعب اساسياً الا مرات قليلة. الكونكورد الاوروربي ويعتبر الغشيان، الملقب ب"الكونكورد"، اول محترف سعودي في الدوري الاوروبي، بعدما خاض تجربة قصيرة استمرت ثلاثة اشهر مع نادي "ازد كمار" الهولندي. اما بالنسبة الى المطرود فهو لم يقدم حتى الآن ما يشفع للملايين الثلاثة التي دفعت نظير انتقاله الى الاتحاد. وتعتزم ادارة النادي بناءً على ذلك وضعه على قائمة الانتقالات. فيما اكد ابراهيم السويد الذي انتقل من أبها إلى الاهلي في مقابل 2.5 مليون ريال انه صفقة رابحة وحجز له مقعداً ثابتاً في تشكيلة فريقه الاساسية. كما استطاع المدافع الدولي عبدالله سليمان 2 مليون ريال أن يدعم بقوة خط ظهر الهلال والذي انتقل اليه من النادي الاهلي. وسليمان لاعب مخضرم له باع طويل في المشاركات الدولية. اما النادي الاهلي فقد استفاد من سالم السويد في زيادة قوة خط هجومه بعدما اقتنصه من منافسه على زعامة المنطقة الغربية الاتحاد في مقابل مليوني ريال. فيما شرب النصر مقلباً عندما دفع مليوني ريال لضم لاعب الرياض السابق خالد السويلم والذي لم يظهر في مستوى يستحق هذا المبلغ. وكان لهبوط مستوى اصحاب الصفقات الباهظة اثره في ركود بورصة المحترفين السعوديين في صيف هذا العام فانتقل زيد المولد مدافع من القادسية إلى الشباب في مقابل مليون ومئتي ألف ريال، ورضا تكر مدافع من نادي أحد إلى الشباب ايضاً بقيمة 950 ألف ريال، ويحيى جوشان مدافع من الشعلة الى الاهلي في مقابل نصف مليون ريال، وعبدالعزيز ابو شقراء مدافع من هجر إلى الاتحاد بقيمة 350 ألف ريال، وتيسير الجاسم وسط من هجر إلى الاهلي في مقابل 350 ألف ريال، وعلي ضاوي مهاجم من نجران إلى الاهلي في مقابل 250 ألف ريال، وعبدالله الجنوبي مدافع من هجر إلى النصر في مقابل 400 ألف ريال