كانت لفتة بارعة منكم أن تهتموا بأمور الجمهورية التشادية التي اختصصتموها في العدد الرقم 492 بمقابلة مع الرئيس إدريس ديبي وموضوع عن العلاقات التشادية-الليبية. والواقع أن هذه هي المرة الأولى التي تبدي فيها مجلة عربية دولية اهتماماًَ بهذا البلد الصغير الفقير، الغني بعروبته وموارده التي بدأت تتكشف الآن. أشار ديبي الى عتبه على العرب الذين اتهمهم بتجاهل تشاد وأصلها العربي. والحقيقة أن ديبي ومن سبقه من الرؤساء التشاديين هم الذين قصروا في الاتصال بالعرب وتعزيز العلاقات مع دولهم. فقد ظلت البلاد منغلقة زمناً طويلاً، خصوصا ًبعد سقوط حكم الرئيس فرانسوا تمبل باي الذي بدأت بعده مسيرة الانحدار التي توجت بمشكلة قطاع أوزو مع ليبيا. وقد يعتقد كثيرون أن ديبي هو الذي جاء لإنقاذ تشاد من وهدتها. ولكن الواضح أنه ينفذ مخطط الحكومتين السودانية والليبية اللتين تراهنان على تشاد باعتبارها بوابة أمنية لهما . ونحن لا نمانع في أن تتحسن العلاقات مع هاتين الجارتين المهمتين لتشاد، لكن الاسلوب الذي يعتمده الرئيس ديبي في مشاوراته معهما تجعل بلادنا رهينة لرغبات السياسيين . كما أن المسألة يزيدها تعقيداً دخول عامل النفط على الخط. لذلك كله نشعر بأن ديبي لن يكون صمام الأمان لتشاد، بل سيكون - مثل أسلافه - عاملاً آخر من عوامل الفرقة والشتات والاقتتال. محمد صالح آدم تشادي مقيم في باريس