فضحت الروائية والكاتبة ليلى الأحيدب، سرية قوائم أعدها مسبقاً أعضاء في الجمعية العمومية، استعداداً لانتخابات نادي الرياض الأدبي، التي تقام مساء اليوم في مركز الملك فهد الثقافي، في حضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور ناصر الحجيلان واللجنة الإشرافية. وكشفت الأحيدب عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن اسمها ورد في إحدى القوائم الانتخابية، في إشارة صريحة منها لوجود مثل هذا الخرق القانوني للائحة الأندية الأدبية، التي تمنع مثل هذه القوائم والتحالفات بين أعضاء الجمعية العمومية، وتعتبرها مخالفة قد تؤدي في حال ثبوتها إلى استبعاد المرشح. وقالت الأحيدب: «هاتفني بعض الأصدقاء بخصوص ورود اسمي في بعض القوائم الانتخابية المنتشرة، وعليه فإنني أؤكد أنني لم أنضم إلى أي قائمة أو تكتل في انتخابات نادي الرياض الأدبي». وبهذا تكون الأحيدب أول من يعلن صراحة بوجود هذا الخرق القانوني، الذي ظل محل التداول «سراً» بين أوساط المثقفين منذ أن انطلقت الانتخابات في دورتها الجديدة بعد سنين من الاكتفاء بالتعيين من وزارة الثقافة والإعلام. وأضافت صاحبة «عيون الثعالب» انها «تقدمت بترشيح نفسي لمجلس الإدارة لقناعتي بأن لدي ما أقدمه للثقافة والإبداع، آملة أن تتضافر جهودنا جميعاً في سبيل إنجاح هذه التجربة، وأؤكد مرة أخرى عدم انضمامي لأية قائمة انتخابية مع تمنياتي للجميع بالتوفيق والسداد». وبحديث الأحيدب تتكشف كل الأوراق التي ظلت تحوم حول التكتلات، التي كانت موجودة في غالبية انتخابات الأندية الأدبية، إذ تداولت الأوساط الثقافية وجود ثلاث قوائم ستخوض المعركة الانتخابية في نادي الرياض الأدبي. فالقائمة الأولى، وهي من يتنبأ الأكثرية، ولاعتبارات كثيرة بأنها ستكتسح بقية القوائم، هي قائمة «الأكاديميين» وتضم مجموعة من الأكاديميين لإضافة لبعض الأسماء الإعلامية من الجنسين. أما القائمة الثانية، فهي قائمة «الوسطيين» ويقصد بالانتساب إلى الوسط هو توضيح بأن الواردة أسماؤهم في هذه القائمة، هم من المعتدلين غير المحسوبين على تيار فكري أو أدبي معين، تحسباً لما قد ترميهم به القائمة الثالثة بالانحلال الفكري والأخلاق، بحكم أن هذه القائمة يصنف أغلب أعضائها بأنهم حداثيون، إضافة إلى بعض الأكاديميين الذين برزت أسماؤهم أخيراً في إدارة العديد من الأنشطة والفعاليات التي تقام في بعض المؤسسات الثقافية. أما القائمة الثالثة، وهي قائمة «المحافظين» وتضم خليطاً من المثقفين الذي يصنفون بأنهم ذوو توجه تقليدي، وهي ترغب «في حماية المجتمع من أي أفكار تغريبية قد تؤثر في ثقافته». وهذه القائمة تلاقي دعماً وتأييداً من الوجهاء على رغم أن بعض الأسماء الواردة فيها غير معروفة في المشهد الثقافي. وتعد انتخابات أدبي الرياض، وبحسب تعبير عدد من المتابعين، الفيصل في العملية الانتخابية الجديدة بحكم ما تمثله العاصمة من ثقل ثقافي وأدبي، لذلك فإن تصريح الأحيدب بوجود قوائم وتكتلات انتخابية، خالف الحرص الذي تم اتباعه في بقية الأندية الأدبية الأخرى من اعتماد السرية في التعامل مع هذه القوائم والتكتلات، التي كانت يجرى الاعداد لها في دوائر ضيقة يصعب اختراقها، حتى لا يتم استخدامها كمستمسك قانوني يتم الاعتماد عليه في ما بعد عند تقديم الطعون. وعلى رغم مما شكله عزوف العديد من المثقفين عن المشاركة في التسجيل بعضوية الجمعية العمومية من مؤشر سلبي، بحيث لم يصل العدد إلى أكثر من 200 عضو، إلا أن ذلك عزز من تحرك البعض منذ مدة لخلق هذه التكتلات بحكم أن لائحة الأندية الأدبية تعطي لكل عضو الحق في عشرة أصوات في حال لم يتجاوز عدد أعضاء الجمعية العمومية المئتين، وهذا منطقياً سهل عملية خلق هذه القوائم لترجيح كفة أحد المرشحين لمجلس إدارة النادي البالغ عددهم 36. وذكر المشرف العام على الأندية الأدبية عبدالله الكناني، أن الوزارة لا تفتش وراء هذه القوائم والتكتلات «ما لم تقدم لنا كطعون مدعومة بالأدلة الثابتة والموثقة». كما شدد الكناني على ضرورة «الابتعاد عن كل التكتلات القبلية والفكرية، وإعطاء الصوت لمن يستحقه، خدمة للمشهد الثقافي الذي يرحب بالجميع، ويعطي مساحة جيدة لكل الأطراف والأفكار من دون الوصول لمرحلة الخلاف، ما يفسد الهدف الأسمى من هذه الأندية الأدبية، وهو خدمة الثقافة بكل مجالاتها».