لا يتوقف الباحث الاردني علي سعادة عند مناقشة حقيقة الهولوكوست اليهودية الذي انتج محرقة ذهب ضحيتها اعداد بشرية هائلة في نهاية النصف الثاني من القرن العشرين، بل يتخطى ذلك نحو "الهولوكوست الفلسطيني" في كتاب بالعنوان نفسه، صدر حديثاً في عمان موثقاً في غضونه الابادات الجماعية التي لحقت بالشعب الفلسطيني منذ زهاء ثمانين عاماً، وما تزال. يتحدث الكتاب 284 صفحة عن صناعة الهولوكوست اليهودي، مستعيداً بذلك عنوان كتاب مماثل للاكاديمي اليهودي نورمان فينكلشتين، لافتاً إلى أن تلك الصناعة نشأت مع نشوب حرب حزيران يونيو 1967، ونبعت "انطلاقا من المصلحة الاستراتيجية لاميركا، كتبرير اخلاقي للتحالف الاميركي الاسرائيلي، وقيام الكيان الصهيوني بدور النائب عن اميركا في الشرق الاوسط". ويستعرض الباحث في كتابه "الهولوكوست الفلسطيني - تاريخ العنف ضدّ الفلسطينيين... الابادة الجماعيّة" الذي يعد بمثابة مرافعة ضد جرائم الصهيونية، المذابح التي تعرض لها الفلسطينيون، مشيراً إلى عمليات الطرد الجماعي والفردي والابعاد التي ترقى، حسب ما يقول الكاتب، الى مستوى "الإبادة الجماعية". ويدعم سعادة اعتباراته تلك بشهادات لكتاب يهود، وتقارير حول القرى الفلسطينية التي دمرتها اسرائيل، بتوقيع الكاتب الاسرائيلي المتنور اسرائيل شاحاك. كما يخصص الباحث جدولاً تفصيلياً للمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية قبل العام 1948. ويفند الباحث، إلى ذلك، الادعاء اليهودي بالتفويض الإلهي، مذكّراً أنّه "من غير المقبول بالنسبة إلى أي انسان الادعاء بأن زرع دولة اسرائيل حالياً هو تطبيق لنبوءة توراتية"! ويضيف الباحث: "ان كل ما يقوم به الاسرائيليون لارساء دولتهم، والحفاظ عليها، قد صادق عليه سلفاً الأميركيون". كما يدعو في مقابل ذلك كله إلى "تقديم الذين ارتكبوا المذابح بحق الشعب الفلسطيني الى القضاء الدولي، بصفتهم مجرمي حرب".