تتجه الأمور نحو انشقاق جديد داخل حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" المغربي الذي يتزعمه عبد الرحمن اليوسفي رئيس الحكومة. فقد هدد غاضبون كانوا انسحبوا من المؤتمر السادس للحزب الذي عقد في آذار مارس الماضي ب "خوض معركة" للاستيلاء على مقرات الحزب في المدن المغربية وعلى صحافة الحزب اذا لم يدع اليوسفي الى مؤتمر استثنائي لمعالجة الموقف. وكان هؤلاء الغاضبون الذين يتزعمهم القائد النقابي محمد نوبير الأموي قد انسحبوا من المؤتمر السادس احتجاجاً على ما وصفوه بأنه "تزوير" انتخابات المندوبين للمؤتمر. وتعتبر هذه الازمة الاصعب التي يواجهها الاتحاد الاشتراكي منذ الانشقاق الذي وقع في ايار مايو 1983، عندما خرج من الحزب الجناح الراديكالي الذي أسس بعد ذلك حزب الطليعة الاشتراكي الديموقراطي. لكن عبد الرحيم بوعبيد الامين العام للحزب استطاع آنذاك بشخصيته الكاريسماتية ووهجه السياسي ان يمتص آثار الانشقاق ويحافظ على قواعد الحزب. وهو أمر يفتقر اليه اليوسفي. وكان المنشقون قد عقدوا اجتماعاً جماهيرياً قبل ايام في الدار البيضاء لوح خلاله نوبير الاموي بفتح معركة حول مقرات الاتحاد الاشتراكي ومكاتبه الفرعية والمطبعة وصحيفتي الاتحاد الاشتراكي. وقال الاموي ان مؤتمر الحزب السادس "كان مزوراً وان أساليب التزوير فيه فاقت تلك التي تستعملها وزارة الداخلية لتزوير الانتخابات في المغرب" على حد قوله. وعلى رغم ان الاموي اشار الى وجود مساع لتطويق الازمة لكنه اكد ان ذلك لن يتم الا بعقد مؤتمر استثنائي، وهو أمر تستبعده تماماً اوساط اليوسفي.