} باشر الاتحاد الاشتراكي المغربي مؤتمره العام السادس مساء أمس في ظل غياب "محدود" لبعض التيارات المعارضة للقيادة الحالية بزعامة رئيس الحكومة السيد عبدالرحمن اليوسفي. ويبدو في حكم المؤكد ان يُجدد المؤتمر الثقة بقيادته، استعداداً للانتخابات الاشتراعية العام المقبل. بدأت أمس في الدار البيضاء أعمال المؤتمر السادس للاتحاد الاشتراكي الذي يتزعّمه رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي، في ظل غياب لتيارات رافضة لمسار الحزب. لكن مصادر الحزب الحاكم قللت من أهمية ذلك الغياب قائلة انه "محدود". ووصف المصادر الحزبية المؤتمر بأنه "مؤتمر الإشتراكيين كافة"، في إشارة الى التوجه نحو تكريس وحدة الحزب. ويناقش المؤتمر قضايا سياسية وتنظيمية، إضافة الى اختيار قيادته الجديدة وإقرار بيانه العام. ورجّحت مصادر حزبية ان يعتمد المؤتمر صيغة الاقتراع السري لانتخاب قيادييه على المستويين المركزي والتنظيمي. وبدا ان اليوسفي سيحظى بتجديد الثقة في أول مؤتمر يعقده الحزب بعد رحيل زعيمه السابق عبدالرحيم بوعبيد، لكن في ظل غياب ما يُعرف بتيار "الوفاء للديموقراطية" بزعامة السيد الحبيب الفرقاني الذي سيلقي بظلاله على أعمال المؤتمر. وينطبق الأمر أيضاً على المعارض الفقيه محمد البصري الذي تردد انه كان يعوّل على ان يناقش مؤتمر الحزب ما يُعرف برسالته عن "مؤامرة أوفقير". وينسحب الأمر أيضاً، وإن بنسبة أقل، على الرافضين للتوجهات الجديدة للحزب في إطار تنظيم الشباب. وجرت مفاوضات طوال نهار امس لاقناع الكونفيديرالية الديموقراطية للعمل اكبر مركزية نقابية يتزعمها نوبير الاموي بحضور المؤتمر. لكن المفاوضات فشلت مساء. وتوقعت مصادر حزبية ان يعرف المؤتمر جدلاً ساخناً في شأن قضايا عدة منها تقويم إداء الحكومة والعلاقة بين المسؤولين في الحكم وتنظيمات الحزب، وآفاق التحالفات المقبلة تحضيراً للانتخابات الاشتراعية العام المقبل. وكتبت صحيفة "الاتحاد الإشتراكي" أمس ان "من البديهي ان يتحرك أعداء الحزب وخصومه على المستويات كافة في محاولة للنيل من صورته وقوته". وتكهنت بنجاح المؤتمر، لكنها دعت الى تجديد آليات العمل وتطوير الأداء والانفتاح على المجتمع. ورأت ان تحوّل الاتحاد الاشتراكي من حزب معارض الى حزب يدير الشأن العام يحتّم "معاودة النظر في المواقف والقرارات التي من شأنها ان تنظّم العلاقة بين الحزب والحكومة وبين الحزب والمجتمع المدني وبين الحزب والمنظمات الجماهيرية". الى ذلك، قال السيد عباس الفاسي، زعيم حزب الاستقلال والحليف الرئيسي للاتحاد الاشتراكي، ان مؤتمر الدار البيضاء "سيكون ناجحاً". وعبّر عن اعتقاده باستمرار تجربة التناوب، في إشارة الى دعم التيارات التي تساند هذا التوجه داخل الاتحاد الاشتراكي. لكن السيد أحمد عصمان، رئيس تجمّع الأحرار المشارك في الحكومة، دعا الفعاليات السياسية الى "الارتقاء الى متطلبات المرحلة عبر تأطير الرعايا وانجاح خطة الانتقال الديموقراطي في البلاد". وعبّر السيد بن سعيد آيت يدر، زعيم حزب العمل الديموقراطي، عن أمله في ان يساعد المؤتمر في "تعزيز ثقافة الشفافية الداخلية" ومواجهة التحديات التي تعرفها الساحة السياسية في المغرب.