اوصى القائد العام للقوات الاميركية في اوروبا، الجنرال في سلاح الجو جوزف رالستون، بوقف الدوريات الجوية فوق شمال العراق التي تقوم بها الطائرات الاميركية والبريطانية انطلاقاً من قاعدة لحلف شمال الاطلسي قرب انجيرليك في تركيا. وقال رالستون ان السرب الخاضع لقيادته يجب ان يبقى في حال "جاهزية" لاستئناف الطلعات اذا ما ارسل سلاح الجو العراقي طائرات ذات اجنحة ثابتة فوق المنطقة او مارس اجراءات قمعية ضد الاكراد. من جهته، اوصى الجنرال تومي فرانكس الذي يتولى القيادة المركزية القوات الاميركية في الشرق الاوسط بخفض كبير في عدد الطلعات الجوية الاميركية والبريطانية فوق النصف الجنوبي من العراق او حتى وقفها تماماً. وتهدف هذه الطلعات الى منع سلاح الجو العراقي من ارسال طائرات ثابتة الاجنحة الى منطقة "الحظر الجوي" الجنوبية والى منع حصول حشود عراقية عند الحدود مع الكويت والى حماية السكان الشيعة من قمع نظام بغداد. وتسمح الدوريات البريطانية الاميركية التي تغاضى عنها مجلس الامن الدولي لكنه لم يشرعها بقرار، بتحليق المروحيات العراقية فقط في منطقتي الحظر الجوي. وتقوم الدفاعات العراقية في معظم الاحيان باطلاق الصواريخ ونيران المضادات الارضية على الدوريات التي ترد بصواريخ جو-ارض يقول العراق انها اوقعت اكثر من 300 قتيل من المدنيين خلال السنوات الثلاث الماضية. وتستهدف صواريخ الطائرات الغربية رادارات توجيه الدفاعات العراقية. وقال مصدر في سلاح الجو الاميركي في البنتاغون ل "الوسط" ان العراقيين، في محاولة منهم للتصدي للطياريين الاميركيين والبريطانيين، اوقفوا استخدام راداراتهم ولجأوا في المقابل الى اطلاق صواريخ ارض جو غير موجهة كلياً لكن بشكل كثيف. وأضاف المصدر ان الجنرالين رالستون وفرانكس يعتقدان بأن العراقيين يأملون في اسقاط طائرة غربية او اثنتين وان يأسروا طياريهما، وانهما يحظيان في تقييمهما للوضع بتأييد وزير الخارجية كولن باول الذي كان رئيساً لأركان الجيوش الاميركية خلال حرب الخليج 1990 - 1991 بعد الغزو العراقي للكويت. وازاء معارضة غالبية اعضاء مجلس الامن الدولي استمرار العقوبات على العراق، يحاول باول كسب تأييد الحكومات الشرق اوسطية والاوروبية لسياسة عقوبات تهدف فقط الى منع بغداد من انتاج اسلحة التدمير الشامل من جرثومية او كيماوية او نووية. ومن المقرر ان يناقش مجلس الامن مسألة العقوبات على العراق في حزيران يونيو المقبل. وعلى رغم ان مبدأ "تهذيب" العقوبات لكسب الدعم الدولي يلقى تأييد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، فان دعوة رالستون وفرانكس الى خفض الطلعات الجوية ستلقى بالتأكيد معارضته ومعارضة مستشارة شؤون الامن القومي المتشددة كوندوليزا رايس. في هذه الاثناء، تؤيد غالبية ضئيلة في الكونغرس الاميركي زيادة المساعدات الى "المؤتمر الوطني العراقي" ومجموعات المعارضة العراقية الاخرى، ومعظمها في لندن، التي تأمل في الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. لكن باول صرح قبل اشهر فقط انه يعتبر المعارضة العراقية مجرد حركات "غير كفؤة".