} جددت بريطانيا التزامها "حماية الأكراد في شمال العراق والشيعة في جنوبه"، مؤكدة تمسكها بالطلعات الجوية فوق المنطقتين، بعد معلومات عن توجه أميركي الى معاودة النظر في هذه الطلعات، لخفضها من أجل تقليص الأخطار التي يتعرض لها الطيارون الأميركيون. بغداد، لندن - "الحياة"، أ ف ب - أكدت بريطانيا التزامها تنفيذ الحظر الجوي فوق شمال العراق وجنوبه، ومواصلة الطلعات الجوية لمراقبة المنطقتين، مع تقليل الأخطار التي يتعرض لها الطيارون البريطانيون والأميركيون. واعلن في ابوظبي امس ان خفر السواحل الاماراتي اعترض سفينتين عراقيتين تنقلان نفطاً مهرباً. وجددت الخارجية البريطانية التزام بريطانيا "من الناحية الانسانية ووفقاً للقانون الدولي العمل لحماية الأكراد في الشمال والشيعة في الجنوب، والحؤول دون تعرضهم للقمع من النظام العراقي". جاء هذا الموقف تعقيباً على التقرير الذي نشرته الاربعاء صحيفة "واشنطن بوست"، وأفاد ان اثنين من كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين اقترحا خفض الطلعات الجوية فوق شمال العراق وجنوبه، بسبب الأخطار الكبيرة التي تتعرض لها الطائرات الأميركية والبريطانية من جانب الدفاعات الجوية العراقية. واعتبرت الخارجية البريطانية تقرير الصحيفة "تكهنات"، مشيرة الى انها لا تزال تجري مع واشنطن مراجعة شاملة للسياسات تجاه العراق، بالتشاور مع دول بينها روسيا وفرنسا بالاضافة الى دول عربية. وأوضحت لندن ان هذه المراجعة تشمل إحكام الرقابة للحؤول دون تطوير بغداد أسلحة دمار شامل، في غياب المفتشين الدوليين، وكذلك تحقيق القيود على الواردات المدنية العراقية التي تشمل الغذاء والدواء، لضمان وقف معاناة الشعب العراقي، وعدم تحميله مسؤولية تصرفات النظام في بغداد. وتشير بريطانيا الى ان المراجعة تشمل ايضاً الجوانب العسكرية، وهذا يعني ضمناً العمل لتقليل الأخطار التي يتعرض لها الطيارون الأميركيون والبريطانيون. وتوقعت مصادر بريطانية مطلعة ان تستمر عملية التقوية بضعة أسابيع، ومع انشغال بريطانيا بحملة الانتخابات العامة المقررة في السابع من الشهر المقبل، فإن الأمر لن يُحسم إلا بعد الانتخابات. وتابعت المصادر ان لندنوواشنطن حريصتان على ألا يعطي أي تغيير في السياسات القائمة تجاه العراق أي ورقة سياسية رابحة أو نصراً اعلامياً للرئيس صدام حسين، لذلك تشددان على ضرورة عدم مكافأة نظامه. بالتالي قد يفسر التخلي عن الطلعات الجوية بوصفه تساهلاً من بريطانيا وأميركا وتراجعاً عن مواقفهما، مما يؤدي الى مزيد من التحدي العراقي. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت الاربعاء عن مسؤول في البنتاغون ان الجنرال تومي فرانكس رئيس القيادة المركزية الأميركية والجنرال جوزف رالستون القائد الأعلى للقوات الحليفة في أوروبا، قلقان من تكثف اطلاق النار العراقي على الطائرات، ونصحا بادخال "تغييرات كبرى على الطريقة التي ننظم فيها طلعاتنا" فوق الشمال والجنوب. وأوصى الجنرال فرانكس المكلف شؤون المنطقة الجنوبية بخفض الطلعات الى حدها الأدنى، فيما نصح الجنرال رالستون المسؤول عن القوات الأميركية المتمركزة في تركيا، والتي تراقب المنطقة الشمالية، بوقف الطلعات مع ابقاء الطائرات الأميركية والبريطانية متأهبة في قاعدة انجرليك التركية للرد في حال دخول طائرات عراقية المنطقة المحظورة. "الخوف" في بغداد، اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء طارق عزيز أمس ان توجه أميركا الى معاودة النظر في ترتيبات الطلعات الجوية الأميركية - البريطانية فوق منطقتي الحظر الجوي، هو "نتيجة طبيعية للخوف من الدفاعات الجوية العراقية". وقال امام صحافيين ان "السبب الذي يجعلهم يفكرون في ذلك هو الخوف من الدفاعات الجوية، وليس حسن النية". وأضاف طارق عزيز الذي يتحدث بعد افتتاح مؤتمر عربي للتضامن مع بلاده ان "التصميم العراقي على التصدي للطائرات المعتدية هو الذي اجبر الأميركيين على أن يعيدوا النظر في ترتيباتهم. هذا درس يجب ان يتعلموه. هؤلاء لا يأتون بالحسنى ولا يقبلون قواعد القانون الدولي، وإذا لم تواجههم بصمود وبمقاومة حقيقية لن يغيروا مواقفهم".