إذا كنت من عائلة يكثر فيها الصلعان فإن احتمال ان يزور الصلع فروة رأسك وارد. ان تساقط الشعر يعتبر مصيبة المصائب عند الكثيرين لانهم يعتبرونه علامة سيئة الى اقتراب الشيخوخة. ولكن هذا لا يعني ان الشعر لا يتساقط الا مع تقدم في العمر او في حالة المرض، اذ في الحالة الطبيعية يفقد الشخص السليم المعافى ما بين 30 و50 شعرة يومياً وهذا الامر عادي جداً ولا يجب ان يدعو للقلق اطلاقاً. اما عندما يتجاوز تساقط الشعر العدد المذكور آنفاً فعندها لا بد من اخذ الموضوع على محمل الجد. ان كل شخص يملك رصيداً من الشعر يقدر بحوالى 200 ألف شعرة. والشعرة تعيش وسطياً حوالى ثماني سنوات تقريباً، وفروة الرأس مبرمجة وراثياً لكي تنتج ما يعادل العشرين دفعة من الشعور التي تعيش كل منها ثماني سنوات. لسبب او لآخر قد لا تقوم الفروة بما هو مطلوب منها، اي لا تنتج الدفعات المطلوبة من الشعر، او يكون عمر الشعر قصيراً وهذا ما ينعكس على كثافة الشعر وسقوطه من شخص لآخر. وتحت كل شعرة تتواجد غدة دهنية تفرز الدهن الذي يتحكم بإفرازه هرمون الاندروجين المذكّر، وفي كثير من الاحيان قد تختل الغدد الدهنية بشكل مبالغ فيه تجاه الهرمون المذكّر فتقوم بإفراز كميات ضخمة من الدهن الامر الذي يتعب الشعرة ويجبرها على تقليص فترة حياتها فيكون مصيرها السقوط باكراً. ان سقوط الشعر غالباً ما يكون سببه وراثياً، ولكن يمكن للصلع ان ينتج عن اسباب اخرى، مثل التعرض لأزمات عاطفية ونفسية او اثر الاصابة بأمراض عامة مثل قلة التغذية والذئبة الحمامية وامراض الجلد الفطرية، والسرطانات ولكن الصلع الناتج عن هذه الاسباب الاخيرة زائل بزوالها على عكس الصلع الوراثي الذي لا رجعة فيه للشعر. هل يمكن معالجة الشعر؟ السنوات الماضية حفلت بظهور بعض العلاجات الموضعية والتقنيات الجراحية ولكل منها حسناته وسيئاته، الا ان السيئات اكثر من الحسنات بكثير، هذا عدا عن التكاليف المالية الباهظة التي لا تتناسب والنتائج التي تعطيها. ولكن الباحثين لم يقفوا عند حدود هذه العلاجات وتلك التقنيات، فهم يعملون على قدم وساق من اجل الوصول الى علاج ناجع ونافع يحلّ مشكلة الصلع عند الناس كل الناس. لقد لفت نظر البحاثة ان سقوط الشعر لا يعني ان بصلاتها تذهب معها، بل هي تبقى حية ترزق ولكنها صغيرة منكمشة وضعيفة لا حول لها ولا قوة. اضافة لذلك لاحظ العلماء ان الاوعية الدموية المغذية لبصلات الشعر عند الصلعان تكون قليلة. الباحثون الاميركيون من مستشفى ماساتشوستس اكتشفوا مادة بروتينية قادرة على "ايقاظ" بصلات الشعر النائمة، وأدى استعمال هذا البروتين عند الفئران الى نمو بصيلات الشعر والى زيادة حجم الاوعية الدموية المحيطة بها ويحاول الاطباء الآن معرفة النتائج على الانسان فإذا جاءت مشابهة لما هي عند الفئران، فان البشر سيمكنهم ان يقولوا قريباً وداعاً للصلع. والمهم ان لا يغيب عن البال ان اسباب تساقط الشعر كثيرة ومتنوعة وغالباً ما تختلط على الشخص العادي، ولهذا لا بد من خبرة الطبيب ليضع اصبعه على العلّة الحقيقية وبالتالي اجهاضها.