يتكون شعر الرأس عند الانسان في الشهر الثالث من عمره، وهو عبارة عن بنيان جمالي لا يؤدي وظيفة هامة في الجسم على الرغم من ان تأثيره الاجتماعي والنفسي في منتهى الاهمية. تحتوي فروة الرأس على 100 الف حويصلة شعرية تمر بثلاث مراحل من حياتها. المرحلة الاولى هي مرحلة النمو "أناجن" وتستغرق 1000 يوم تقريباً، والمرحلة الثانية هي مرحلة السقوط او العدم، "كاتاجن"، والمرحلة الثالثة هي مرحلة الراحة والسبات "تيلوجن" وتدوم 100 يوم. تنمو الشعيرات بسرعة سنتميتر واحد في الشهر ويعتمد طولها على العوامل الوراثية وسرعة النمو. يؤثر بعض الحالات المرضية والاضطرابات الوراثية على جودة الشعر وكثافته، ويتسبب بسقوطه وفقدانه. كما ان هناك عوامل اخرى لا بد من كشفها لتحديد طبيعة الصلع ونوعيته واختيار الوسائل المناسبة لعلاجه. لذلك لا بد من تقويم المريض المصاب باحد تلك الاعراض بواسطة طبيب مختص يقوم بالفحوصات الجسدية والمخبرية اللازمة. أسباب الصلع وانواعه ان تساقط شعر الرأس لا يعني بالضرورة بداية الاصابة بالصلع. فقد تعود الاسباب الى تعرض فروة الرأس والطبقة الجلدية التي تغطيه الى اخماج فطرية او طفيلية يمكن علاجها بأنواع فعالة من الشامبو والمستحضرات الطبية الاخرى التي تقضي على الصفائح المتراكمة لقشرة الرأس وتعيد لجلدته صحتها وعافيتها فيتوقف تساقط الشعر ويعاود نموه بنضارة وحيوية. ويؤدي سوء العناية بالشعر الى سقوطه ايضاً نتيجة الاستخدام الخاطئ لمستحضرات صباغة الشعر المشبعة بالمواد الكيماوية او نتيجة المبالغة بتجفيف الشعر بعد الاستحمام واستخدام اجهزة السيشوار الشديدة الحرارة لتحقيق ذلك. وتساهم الضغوط النفسية وما يرافقها من قلق وكآبة، وسوء التغذية اجمالاً او حرمان الجسم من المواد البروتينية الاساسية والفيتامينات والمعادن الضرورية، بسقوط الشعر. وتلعب بعض الامراض الجلدية كالصدفية والاكزيما وامراض اخرى مثل فقر الدم والتهاب الغدة الدرقية والسرطان والايدز والسكري دوراً مساعداً في تداعي الشعر. وهنالك حالات مثل الولادة والتعرض للعمليات الجراحية او الحوادث وتناول حبوب منع الحمل تسبب سقوط الشعر بغزارة ولكن بصورة موقتة يعود الشعر بعدها الى النمو بصورة طبيعية خلال 3 اشهر ما لم يعاني المريض من اعراض اخرى. ولا بد من الاشارة كذلك الى احدى الحالات العصبية المعروفة باسم "هوس نتف الشعر" التي تدفع بصاحبها الى قلع شعر رأسه او حاجبيه او رموش عينيه او لحيته وشاربيه. وهي حالة ادمانية لا إرادية يقوم بها الانسان بصورة آلية للهروب من مشاكله النفسية او تحت تأثير الضغوط المهنية والاجتماعية التي تسبب له القلق والحيرة. ويعود الشعر الى النمو في معظم الاحيان بعد ان يتلقى الانسان الذي يعاني من هذه الحالة علاجاً مناسباً لحالة القلق التي تراوده او بعد زوال اسبابها. اهم انواع الصلع واكثرها انتشاراً بين الرجال هو "الصلع الوراثي" الناتج عن ارتفاع نسبة الهورمونات التناسلية الذكرية "تيستوستيرون" والهورمونات المنشطة للذكورة "اندروجين". يصاب به الرجال في سن المراهقة او بعدها، بينما تصاب به النساء بنسبة ضئيلة بعد سن اليأس. يبدأ الصلع الوراثي في تساقط الشعر في اتجاهين متوازيين من الجهة الامامية للرأس وبانخفاض كثافة الشعر الموجود فوق قرص الرأس. تستمر هذه الحالة عبر السنين الى ان يغطي الصلع معظم الجمجمة. ولا يمكن عكس هذه الحالة او علاجها الا نسبياً بواسطة الجراحة التجميلية. ثاني الانواع هو "الصلع البقعي" الذي لا تعرف اسبابه الحقيقية حتى الآن، والذي يعتقد انه يظهر فجأة اثر الاصابة بأمراض ذاتية المناعة مثل فقر الدم والسكري والتهاب الغدة الدرقية والبرص، او اثر التعرض للصدمات النفسية وبعض الامراض الوراثية مثل مرض داونز. يؤدي هذا النوع من الصلع الى ظهور بقع خالية من الشعر في اماكن مختلفة من فروة الرأس تعود الى طبيعتها عند ثلث المصابين بينما تعاود ظهورها عند الثلث الاخر. واحياناً تتطور هذه الحالة فتتسع البقع الخالية من الشعر وتتصل ببعضها البعض مسببة الصلع الشامل عند بعض المرضى. اما النوع الثالث فيعرف "بالصلع الجذبي" الذي يظهر نتيجة اساءة العناية بالشعر وجذبه بقوة اثناء تسريح الشعر وتمشيطه بأنواع غير مناسبة من الفراشي والامشاط، واثناء استخدام لفافات الشعر او تجفيفه بعنف بواسطة المناشف. يعتبر الصلع الجذبي حالة موقتة تعود الى طبيعتها عندما يتوقف الانسان عن ممارسة الاساليب الخشنة للعناية بشعره. النوع الرابع هو "الصلع الشامل" الذي يعتبر من اسوأ حالات الصلع البقعي واشدها تدهوراً نظراً لانه يؤدي الى سقوط شعر الرأس بالكامل. اما اكثر الناس اصابة به فهم مرضى السرطان الذي يتعرضون للعلاج الكيميائي والعلاج الاشعاعي، وضحايا التسمم بالزرنيخ او الرصاص او الزئبق. الصلع والمشاكل النفسية يعاني المصابون بالصلع من مضايقات واحراجات اجتماعية شتى تصدر عن الاهل والاقارب والاصدقاء سواء كان ذلك داخل المنزل او خارجه في اللقاءات والاجتماعات والحفلات ومحيط العمل، بصورة مباشرة او غير مباشرة، مقصودة او عفوية، الا انها في غالبيتها تنم عن سخرية واستهزاء واستخفاف بمشاعر ضحايا الصلع الذين لا ذنب لهم في ما حصل لهم وليس هنالك ما يبرر مثل تلك التصرفات والتعليقات الجائرة نحوهم. من المؤسف ايضا ان وسائل الاعلام لم تتناول موضوع الصلع بطريقة ايجابية وارشادية مناسبة تساعد على توعية الرأي العام الى اهمية التعامل مع المصابين بالصلع بأسلوب طبيعي يسوده التفهم والتفاهم، بل راحت تجري استفتاءات تبين رأي النساء بصلع الرجال ولم تتوان عن نشر تلك الاراء التي عبر بعض النساء فيها عن عدم ثقتهن بمدراء البنوك او المدرسين اذا كانوا صلعاً وعن عدم رغبتهن في التعامل معهم او الاقتران بهم وكأنهم آفة اجتماعية لا بد من تفاديها. من جهة اخرى يسعى بعض وسائل الاعلام الى عرض اخبار الصلع بصورة درامية مثيرة ولافتة للانظار ترسمه وكأنه مرض خطير يدفع بصاحبه لارتكاب الجرائم او الانتحار. وقد بين بعض الاحداث ان هنالك فئة محدودة جداً تعاني كثيراً من التغيير الذي يضفيه الصلع على مظهرها الخارجي وما يسببه لها من احراج وشعور بالنقص يدفعها الى السعي بكل الوسائل للحصول على شعر بديل يغطي جلد الرأس. في بريطانيا اضطر شاب في الخامسة والعشرين من عمره الى السرقة لتغطية نفقات فروة الشعر التي زرعها في احدى العيادات الاميركية بفلوس استدانتها والدته، وذلك بعد ان عجز عن دفع بقية الاقساط المستحقة. وقام شاب آخر بالانتحار لان عملية زرع الشعر التي قام بها فشلت فجأة بعد نجاحها مما دفعه للانعزال والامتناع عن مواجهة المجتمع بمظهره السابق. اما قمة الاساءة الاعلامية فقد ظهرت عندما تناولت المجلات والصحف ووسائل الاعلام السمعية والمرئية موضوع تعرض المصابين بالصلع للاصابة بأمراض القلب بنسبة تفوق غيرهم، على الرغم من عدم وجود أدلة كافية تؤكد ذلك. وبالطبع فإن مثل هذه الانباء تسبب القلق والخوف لكل من يعاني من الصلع ولاقاربهم وكل من يرغب في التعامل معهم. ان ضحايا الصلع يشعرون بأنهم فقدوا جاذبيتهم فتتأثر ثقتهم بأنفسهم وتنخفض رغبتهم الجنسية على رغم ارتفاع نسبة هورمون التستوستيرون الذكري لديهم، لاعتقادهم بأن زوجاتهم لن يتفاعل معهم كالسابق، اي قبل فقدان الشعر. وهنا لا بد للزوجات من السعي لرفع معنويات رجالهن وبث روح الثقة فيهم والاستمرار قدر المستطاع بتسيير شؤون حياتهم وكأن شيئاً لم يكن. واذا حاول الرجل ان يلفت نظر الزوجة الى مشكلة الصلع فما عليها سوى طمأنته الى ان هذا التغيير لا يستحق القلق والكآبة ولا يستدعي اتخاذ اية اجراءات طارئة لانه امر وراثي او جسدي لا يمكن حله بصورة كاملة او نهائية على الرغم من كل الوسائل والادعاءات التي تروجها المؤسسات والمراكز المعنية بعلاج الصلع. مشكلة الصلع وما يرافقها من مضاعفات نفسية واجتماعية لا تقتصر على الرجال فحسب، بل تتعداها ايضاً الى النساء والاطفال احياناً. ان 78 في المئة من النساء المصابات بالصلع يشعرن بأنهن فقدن انوثتهن، بينما تراود 34 في المئة منهن فكرة الانتحار. هذا بالاضافة الى تأثير الصلع على صحة الحياة الزوجية وتسببه بفشلها احياناً ما لم يحسن الزوجان التصرف مع هذه المشكلة. الصلع والغذاء ان نوعية الغذاء الذي يتناوله الانسان مهمة جداً لصحة الشعر وحيويته وسلامة نموه. فالحلويات والمعجنات والخبز الابيض من الاغذية التي تحتوي على حراريات خاوية لا صحة فيها ولا ينتج عنها سوى الشعر الضعيف غير الحيوي. كما ان كثرة استهلاك القهوة والشاي والكاكاو والكولا والكحول وقلة الحركة والنشاط الجسدي تسلب الجسم فيتاميناته ومعادنه وتؤثر على متانة الشعر وصحته، وتؤدي في احوال كثيرة لتداعيه وسقوطه. ونظراً لحاجة الشعر الى كميات وافرة من البروتين للمحافظة على نضارته وبريقه فإن تناول اللحم الضائن والدواجن والاسماك والاجبان والبيض والفستق واللوز والبذور والاعشاب البحرية ضروري لاعطاء الشعر القوة والصلابة واللمعان الطبيعي الذي يحتاجه. ويوصي الاخصائيون بتناول دقيق القمح والزيوت النباتية لدعم مادة الكيراتين التي تعتبر العنصر الاساسي في تكوين الشعر. كما توفر الفاكهة كميات من الفيتامينات والمعادن والالياف الضرورية لصحة الشعر. الا ان كمية الفيتامينات والمعادن المستخلصة منها ومن انواع الطعام الاخرى لا تكفي حاجة الانسان هذه الايام لانها تتأثر بالتلوث البيئي الناتج عن استخدام المواد الكيماوية والمخصبات ومبيدات الحشرات في وسائل الزراعة الحديثة، كما تساهم عملية طبخ الطعام وطهيه في ضياع جزء كبير من هذه المواد الغذائية الهامة. لهذا ينصح اخصائيو التغذية بضرورة تناول فيتامينات B المركبة مثل البيوتين والاينوسيتول والكولين بالاضافة الى فيتامينات A وC، وE ومعادن الزنك والمغنيسيوم والمنغنيس والنحاس والسيلينيوم ومادة السيليكا لتعويض الجسم عن ما يفقده منها ولتقوية مناعته ضد عمليات التأكسد الهدامة التي تضر كافة اعضاء الجسم بما فيها الشعر والاظافر والجلد. تجدر الاشارة الى ان البدانة او السمنة تزيد من مشكلة الصلع لانها ترفع نسبة الشحوم في الجسم وتضعف صلابة الشعر وتقضي على حيوية وثبات خويصلاته فيتداعى ويسقط قبل اوانه. الصلع وامراض القلب أظهرت دراسة طبية اجراها الدكتور صموئيل ليسكو ومجموعة من الباحثين في كلية الطب بجامعة بوسطن وشملت 1400 شخص تتراوح اعمارهم بين 21 و55 سنة، ان الرجال المصابين بالصلع التام او الصلع المتطور والمنتشر معرضون للاصابة بأمراض القلب بنسبة تفوق غيرهم ممن يتمتعون بفروة شعر كاملة. وان هذه النسبة تعتمد على مقدار الصلع الذي يعاني منه الانسان وقد تصل الى ثلاثة اضعاف نسبة غير المصابين بالصلع. عزى الباحثون ذلك الى احدى المركبات الكيميائية التي لها علاقة بهورمون التستوستيرون الذكري الذي يكثر وجوده عند المصابين بالصلع. وقد اشار الدكتور ليسكو الى ان الصلع ما زال يشكل نسبة خطر ضئيلة للاصابة بأمراض القلب مقارنة بالاخطار الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم او التدخين. من جهة اخرى اكد الدكتور تيرانس كيلي، وهو من مشاهير العلماء البريطانيين في جامعة كامبريدج وأول من قام بزراعة شعر بشري في أنابيب اختبار انه لا توجد ادلة كافية تؤكد العلاقة بين الصلع وارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون، كما ان لا علاقة بين ارتفاع مستوى هذا الهرمون والاصابة بأمراض القلب. الحلول والعلاج على الرغم من الحملات الدعائية الواسعة النطاق التي يقوم بها اصحاب عيادات الجراحة التجميلية واخصائيو زراعة الشعر وممارسو طب الاعشاب والعقاقير الطبية الطبيعية، فإنه لا يوجد علاج سحري يعيد الشعر المفقود لاصحابه. كما انه لا توجد ادلة وافية تؤكد النجاح التام لاي من تلك الوسائل في انهاء مشكلة الصلع. كل ما هنالك هو حلول موقتة ومكلفة لا ترضي سوى المستفيدين مادياً منها وبعض المصابين بالصلع ممن يتملكهم اليأس والقنوط. من هذه الحلول: 1 - الادوية والمستحضرات الطبية والنباتية: اول ما ينصح به الاطباء المعنيون بعلاج حالات تساقط الشعر او بداية الصلع، والمستحضرات المقوية للشعر والمنشطة لجلدة الرأس، خاصة اذا كانت اسباب الصلع تعود الى عوامل فيزيولوجية ونفسية. تباع هذه المستحضرات على شكل شامبو او مكيّفات تحتوي على البروتين وفيتامين البيوتين ومعدن الزنك وغيرها من المواد الضرورية لصحة الشعر وسلامة نموه. يلي ذلك استخدام بعض الادوية التي يعتقد انها تساعد في تنشيط نمو الشعر وتساهم في تجديده عن طريق اثارة جذور الشعيرات مثل دواء Regaine الحاوي لمادة "مينوكسيديل" التي كانت توصف اصلاً لعلاج حالات ارتفاع ضغط الدم والتي اثبتت صلاحيتها في علاج حالات الصلع الوراثي في مراحله الاولى عند الشباب. ولا بد من الاشارة هنا الى ان هذا الدواء لا ينجح في كافة الحالات، كما انه لا بد من تناوله مدى الحياة لضمان استمرار نجاحه مما يعرض الانسان لمضاعفات صحية خطرة كاضطراب نبضات القلب والاصابة بمرض السكري. من المركبات الواعدة الاخرى مستحضر هيلسنكي الذي اكتشفته الدكتورة إيلونا بيورولا، استاذة الطب في جامعة هيلسنكي اثناء قيامها بأبحاث عن امكانية علاج سرطان الجلد بمادة Polysorbate، احدى المواد التي تضاف الى الاطعمة المعلبة للحفاظ عليها. وقد اثبت هذا المستحضر نجاحه اثر دراسة دامت 6 سنوات وشملت عدداً من الرجال والنساء حيث تمكن من اعادة نمو الشعر وظهوره عند 80 في المئة منهم. وبما ان هذه المادة ليست بدواء فإنها لا تحتاج الى وصفة طبية. تجري حالياً تجارب لاستخدام دواء مضاد للهورمونات المنشطة للذكورة عند النساء على امل علاج حالات الصلع الوراثية، وهي الحالات المستعصية التي يصعب علاجها، وذلك عن طريق كبت انتاج هرمون التستوستيرون عند النساء. ومن المؤسف ان هذا الدواء يسبب اضطراباً في الدورة الشهرية، الا ان التجارب ما زالت مستمرة على امل الاستفادة منه في علاج الرجال مستقبلاً. اما الطب الصيني التقليدي فقد ساهم في توفير صباغ هام يساعد على تنشيط الخلايا الجلدية ويعيد لها عافيتها وطاقتها المفقودة من خلال تحريكه للدورة الدموية تحت جلد الرأس وطرد الغازات الضارة التي تعتريها ومن ثم اعادة الحياة للشعيرات وحويصلاتها كي تتابع نموها وتوالدها وتكاثرها. وقد أطلق الطبيب الصيني الشهير الدكتور زهاو زهانغ غوانغ مكتشف هذا الصباغ تسمية 101A و101B و101C على مستحضراته النباتية التي نالت شهرة دولية بعد نجاحها في علاج حالات الصلع التالية: الصلع البقعي والصلع الزهامي او الدهني والصلع الشامل. ويعتبر صباغ 101A أكثر هذه المستحضرات استخداماً ونجاحاً في علاج تلك الحالات، ولا يحتاج من يستخدمه الا لدهنه في مواقع الصلع مرة واحدة في اليوم لفترة تتراوح بين 3 و6 أشهر. وبالطبع فان النجاح ليس مضموناً في جميع الحالات. يبقى ان نتذكر بأن تناول فيتامينات B المركبة وبالأخص فيتامين البيوتين والكولينو الاينوسيتول بالاضافة الى فيتامين A ومعادن الزنك والنحاس والكبريت مهم جداً لنمو الشعر والمحافظة على حيويته ومتانته. 2 - الأشعة تحت الحمراء: من احدث الطرق المستخدمة حالياً في العديد من العيادات المتخصصة بعلاج حالات صلع الرأس في العالم طريقة تعرف باسم Biopuls التي اكتشفها العلماء الفرنسيون والتي تعتمد على استخدام موجات من الاشعة تحت الحمراء لتحسين صحة الأنسجة الجلدية وازالة التجاعيد مع اثارة حويصلات الشعر الخامدة التي تفتقد الحيوية، وقد نجح هذا الأسلوب العلاجي في وقف تساقط الشعر واعادة نموه في حالات الصلع المبكرة، مما دفع العلماء الى اعتباره اهم وأكبر اكتشاف لتنشيط نمو الشعر خلال السنوات العشر الماضية. وتجدر الاشارة الى ان جهاز Biopuls يعجز عن احياء حويصلات الشعر الميتة التي لا يمكن علاجها الا باعتماد اسلوب الجراحة التجميلية. 3 - الجراحة التجميلية للصلع: يشمل هذا الحل ثلاث طرق جراحية هي الاكثر اتباعاً في وقتنا الحاضر والتي يستحسن عدم اللجوء اليها الا في حالة فشل طرق العلاج الاخرى. قبل تحديد الطريقة او الطرق الجراحية المناسبة لحالة الصلع التي يعاني منها الانسان لا بد من القيام بفحص شامل للشعر للتأكد من محتوياته ونقاط الضعف او العوز فيه، وما اذا كانت شعرة الرأس تعيش فترة الثماني سنوات المحددة لها. بعد ذلك يقرر الطبيب المختص الأسلوب الجراحي الملائم بناء على الرسم النموذجي لحالة صلع الرأس. اول هذه الأساليب هو "زراعة الشعر او نقله" عن طريق استئصال دوائر صغيرة جداً من جلد إكليل فروة الرأس تحتوي على كمية من الشعر ومن ثم غرسها في مواقع متقاربة عوضاً عن دوائر مماثلة يتم استئصالها من جلد المنطقة الصلعاء، حيث تبدأ كتل الشعر المغروسة بالنمو في المنطقة المصابة بالصلع بطريقة طبيعية بعد ثلاثة اشهر تقريباً. تحتاج هذه العملية الى جلستين او 5 جلسات يتعرض الشخص خلالها لتخدير موضعي فقط. ويعتمد عدد الدوائر المزروعة على مساحة الصلع المراد تغطيتها، لذلك لا يمكن الاكتفاء بمثل هذا الاسلوب اذا كانت مساحة الصلع تغطي نصف مساحة الرأس لأن عدد الدوار المطلوب غرسها قد يصل الى 2000 بينما العدد الاقصى الذي يمكن استئصاله من أكليل الرأس لا يتعدى 500 دائرة لذلك يلجأ الجراحون الى وسائل اضافية اخرى مثل تحويل شرائح غنية بالشعر من مناطقها الأصلية الى مناطق الصلع دون الحاجة الى استئصالها، او تضييق مساحة الصلع عن طريق استئصال جزء من جلدة الرأس الصلعاء واعادة ربط أطراف فروة الرأس بعد شدّها باتجاه بعضها البعض. الأسلوب الثاني اذاً هو "تحويل شرائح من جلدة الرأس" الغنية بالشعر بعد سلخها جراحيا وابقائها متصلة بمنطقتها الاصلية من طرف واحد ومن ثم لصقها في موقع آخر يعاني من الصلع بعد استئصاله. تحتاج هذه العملية الى تخدير عام والى اكثر من 4 جلسات لاستكمالها، ويعتمد عدد الشرائح المحولة على مساحة المنطقة المصابة بالصلع المراد تغطيتها. الا ان هذه الطريقة لا تعطي مظهراً طبيعياً مقبولاً كالمظهر الذي يمكن الحصول عليه عن طريق الزرع. اما الأسلوب الثالث القائم على "تضييق مساحة الصلع" فهو أسلوب شائع وناجح يكفي لعلاج حالات الصلع الصغيرة ولا يتطلب سوى تخدير موضعي. يعتمد هذا الاسلوب على مرونة جلد المصاب بالصلع حيث يقوم الجراح باستئصال جزء من الجلد الأصلع الذي يغطي السطح الأعلى للرأس ثم يشد اطراف الجلد الذي لم يتساقط منه الشعر ويصلها ببعضها البعض بطريقة تساعد على تضييق مساحة الجلد الأصلع وبالتالي توسيع المساحة المغطاة بالشعر. وفي حالات الصلع الكبيرة يستخدم الاطباء اسلوب زرع حويصلات الشعر بالاضافة الى هذا الاسلوب. الشعر المستعار استخدام الشعر المستعار امر شائع منذ ايام الفراعنة. وقد برع الفينيقيون والرومان وقبائل الإنكا بصنع انواع مختلفة من فروات الشعر التي كانوا يتفاخرون ويتزينون بها. وفي عصرنا هذا تحسنت هذه الصناعة وازدادت جودتها لدرجة يصعب معها تمييز الشعر الطبيعي في الشعر المستعار. يعتبر هذا الاسلوب الحل الأخير والأسهل لمن تفشل معه كافة الحلول الأخرى. وبامكان المصاب بالصلع شراء فروة شعر مناسبة وتثبيتها عن طريق ربطها او خياطتها في اطراف المناطق الغنية بالشعر. ان التعامل مع مشكلة الصلع يتطلب حكمة وتعقلا وتقييما دقيقا لكافة الاحتمالات. كما ان اللجوء لعلاج هذه المشكلة امر غير ضروري اذا اقتنع الانسان بأن حالته وراثية وأنه ليس مضطراً الى تغيير مظهره لأرضاء الآخرين. وعلى المجتمع قبوله بشكله الطبيعي وبخصائصه ومزاياه وكفاءاته وليس بمظهره فقط. ومن الضروري جداً ان يتعامل الناس مع المصابين بالصلع بصورة عادية وطبيعية وان يتجنبوا كل ما من شأنه ان يجرح مشاعرهم وكبرياءهم.