من رآهما في الماضي، لا سيما خلال احدى دورات مهرجان "كان" قبل سنوات، كان في وسعه ان يتحدث عن سعادة زوجية لا تشوبها شائبة. ففي ذلك الحين كانت السعادة حقيقية، وعرف عن الاثنين شيء من الاخلاص الزوجي والتمسك بالحياة العائلية. من هنا كان ينظر اليهما على انهما "الثنائي المثالي" في عالم السينما الذي اعتاد ان يكون استمرار زواج نجمين من نجومه همه الأساسي. لكن زواج توم كروز ونيكول كيدمان استمر لمدة 10 سنوات، لم تتوقف خلالها الاشاعات عن توقع طلاقهما. لكنهما كانا دائماً يعرفان كيف يكذبان الاشاعات من خلال ظهورهما معاً في الصور مبتسمين. وابتسامة فتى هوليوود الذهبي كانت تبدو صادقة دوماً، وكذلك تأكيدات تلك الاسترالية الحسناء التي ظل يغنيها كما قال عارفوها ان زوجها المحبوب وصل الى قمة لم تعرف هي كيف تصل اليها. وذلك على رغم ان كثيرين كانوا يقولون ان نيكول، كممثلة أفضل من توم. وجاء الخبر، رسمياً، على لسان مديرة أعمالهما معاً بان كنفسلي، وفي كلمات مقتضبة للغاية: "ان توم كروز 38 سنة ونيكول كيدمان 33 سنة قررا الانفصال بعد 10 سنوات من الزواج لعجزهما عن الاستمرار في حياة مشتركة بسبب ضغوط عملهما". وأضافت كنفسلي: "انهما قررا الانفصال بشكل ودي بسبب صعوبات ناجمة عن انهما يريدان المضي قدماً في حياتهما المهنية التي تفصلهما باستمرار وذلك أفضل حل لكل منهما". ويبدو هذا الكلام صحيحاً ومنطقياً، اذ خلال السنوات الماضية ندر لتوم ان وجد في مكان واحد مع نيكول، فحين تكون هي في استراليا، يكون هو في لندن، وحين تسافر هي الى باريس يصبح هو في استراليا وهكذا. كل منهما تحفل مفكرة عمله بالمواعيد وبحجوزات الفنادق والطائرات، وبصورة منفصلة تماماً عما تحفل به مفكرة الآخر. غير ان المطلعين على الأمور يقولون ان الحقيقة تكمن في مكان آخر تماماً. في فيلم "عيون مغلقة على اتساعها" الذي أخرجه ستانلي كوبريك قبل رحيله، وكان واحداً من أفلام قليلة جمعت كروز بكيدمان في عمل واحد، تكمن مشكلة الثنائي الذي يشكلانه في الفيلم، في الغيرة: هو يغار عليها، وبسبب تلك الغيرة يخترع لنفسه خيالات وحكايات توصله الى حافة الدمار قبل ان يصحو. وما يحدث حالياً قد يكون تكراراً لما حدث في الفيلم ولكن بشكل معكوس. نيكول هي التي غارت كما يبدو. والحكاية تعود الى أكثر من عام: حدث ذلك حين عرض على توم كروز ان يقوم بالدور الرئيسي في فيلم "سماء بلون الفانيليا" من اخراج كاميرون كراو الذي سبق له ان عمل مع توم في فيلم "جيري ماغواير". يومها قيل لتوم ان شريكته في بطولة الفيلم ستكون كاميرون دياز، تساءل: فلمن سيكون دور المرأة الاخرى؟ ذلك ان ثمة امرأة اخرى في الفيلم، يقع توم في غرامها. فقيل له: من تريد، أجاب على الفور: بينلوبي كروز. وكان توم شاهد الفاتنة الاسبانية في أكثر من فيلم أبرزها "كل شيء عن أمي" لبيدرو المودافار، وأعجب بها وبفنها على الأقل في ذلك الحين. وبالفعل تعاقد المنتجون مع بينلوبي، وعرفت هي ان توم هو الذي اختارها. وعرفت نيكول ايضاً بالامر، هي التي كانت حينها في باريس تقوم ببطولة فيلم "مولان روج". غضبت وصرخت واجتمعت بتوم غير مرة. كان احساس المرأة الخفي يتحرك في داخلها. وكانت السنوات الثلاث الأخيرة شهدت توتراً في العلاقة بينها وبين توم. وحاول توم الوصول الى تسوية فتولى بنفسه انتاج فيلم من اخراج الاسباني اليخاندرو آمينابار بعنوان "الآخرون"، تقوم نيكول ببطولته. وخيل اليه ان الأمر انتهى. لكن نيكول ظلت مفتوحة الأعين على اتساعها، وراحت تراقب سكنات وحركات بينيلوبي التي كانت، كما يبدو، أول امرأة تشعرها بالغيرة على توم. وحتى تنجلي الامور يظل الغموض محيطاً بالخطوات التالية لا سيما بمصير ولدي توم ونيكول بالتبني ايزابيلا 8 سنوات وكونور 6 سنوات: مع من سيعيشان ومن سيربيهما من بين النجمين الشهيرين اللذين أعاد انفصالهما "المفاجئ" الى الأخبار الصحافية حيوية شخصية كانت فقدتها من فترة، ولم يعوضها حتى زواج مادونا من غاي ريتشي والصخب الذي ثار من حوله.