قال برهان الدين رباني إنه لايزال الرئيس الشرعي لأفغانستان على رغم أنه خارج السلطة منذ أيلول سبتمبر 1996. وأكد رباني الذي زار أبوظبي لبحث مستقبل الحكم في أفغانستان، أن تحالف الشمال الذي سيطر على الوضع في كابول وأزاح حركة طالبان، يرحب باقامة علاقات وطيدة مع الدول التي كانت تساند طالبان، خصوصاً باكستان، رافعاً شعار "عفا الله عما سلف". واوضح أن "الأفغان العرب" الذين اعتقلوا وأسروا خلال المعارك مع طالبان سيقدمون للمحاكمة ويسلمون للامم المتحدة. "الوسط" التقت رباني وأجرت معه الحوار الآتي: كيف تقوّم اجتماع بون وما رأيك في من يتهمك بالعمل على افشاله؟ - مشاركتنا في الاجتماع تبدد أي اتهام لنا بأننا نروم افشاله لكن ما أود التأكيد عليه هو أن القضايا الحاسمة يجب أن تبحث داخل أفغانستان وليس خارجها. نحن متأكدون من أن أي تقارب بين الفصائل الأفغانية سيؤدي الى احلال السلام في أفغانستان والمنطقة بشكل عام. لذا فان اجتماع بون يجد منا الترحيب، لكنه ليس اجتماع قمة، وانما هو اجتماع مندوبين فحسب. يتردد أنكم ترفضون تسليم السلطة وتحاولون التشبث بها وتأخير انعقاد "مجلس أهل الحل والعقد"... - هذا الكلام غير صحيح. أنا الرئيس الشرعي لأفغانستان ومهمتي في الوقت الحاضر تنحصر في تهيئة مناخ تشكيل الحكومة المقبلة والدعوة لانتخابات عامة. بالنسبة لمجلس أهل الحل والعقد فانه يجب أن يعقد قريبا في أفغانستان لانتخاب ممثلين يعينون الحكومة المقبلة ولن أتمسك بالسلطة إذا تم اختيار أحد غيري للرئاسة. ما هو دور ايران في كل ما يجري حالياً في أفغانستان؟ هل صحيح أن القوات الايرانية شاركت في القتال ضد "طالبان" في مزار الشريف؟ - ليس صحيحاً. هذه اشاعة تروجها "طالبان" عبر عناصرها الذين يوجدون في الخارج. ومع الأسف الفضائيات العربية تجري مقابلات مع هؤلاء يوزعون من خلالها الاشاعات. لايران دور بارز في مساعدة شعبنا الأفغاني، وقدمت لنا الدعم في مراحل الجهاد الأفغاني، ولم تتخل عنا في أزمتنا الشديدة مع "طالبان" ونحن نكن لها الود والاحترام. ألا ترى أن علاقتكم بايران قد تفسر بأنها ليست مجرد علاقة تعاون وإنما هي فرصة لايران لكي تعزز نفوذها في أفغانستان والمنطقة؟ - علاقتنا مع ايران متوازنة ولن تدخل في إطار ما ذكرت. ايران دولة مهمة في المنطقة والعالم وقد أكدت لنا أنها ستساعد في إعادة إعمار أفغانستان وفي اصلاح البنى التحتية لبلادنا التي دمرتها الحروب ولن تتدخل في شؤوننا. هل صحيح أن ايران تلعب بورقتكم للضغط على الولاياتالمتحدة لكي تسحب قواتها من أفغانستان على أساس أنكم ستتشبثون بالسلطة ولن تسلموها لحكومة انتقالية أو أي حكومة مقبلة الا إذا انسحبت القوات الأميركية؟ - حكومة أفغانستان الاسلامية مستقلة ولن تتحول الى ورقة بيد هذه الدولة أو تلك. وبالنسبة إلى إيران فانها دولة صديقة ولن تقوم بهذا الدور. طبعا نحن أيضا لا ننسى من وقف معنا ولن نسمح لأي جهة بالاعتداء على المصالح الايرانية في بلادنا. عفا الله عما سلف كيف ستكون العلاقة مع باكستان والدول الاخرى التي ساندت "طالبان"؟ - أقول لها عفا الله عما سلف ونحن نرجو أن نبدأ صفحة جديدة من العلاقات مع باكستان التي أجرت معنا اتصالات أخيراً، نأمل أن تؤدي الى علاقات متوازنة تخدم شعبينا. وقد أدركت هذه الدول أن السلام في أفغانستان يخدم أمنها، خصوصاً باكستان التي يتعين عليها ان تنفتح على باقي الفصائل الأفغانية ولا تحصر علاقاتها بطائفة واحدة أو عرقية واحدة. وماذا عن "الأفغان" العرب؟ - هذه اشاعات نرفضها جملة وتفصيلا. نحن لاننسى للعرب وقوفهم معنا خلال الغزو السوفياتي لافغانستان ولايمكن أن نتعامل مع من قاتل معهم الى جانب "طالبان" الا بما يأمر به الشرع الاسلامي والقوانين الدولية. هل أسرتم منهم أي مجموعة؟ - نعم، لدينا منهم اسرى. وعدد منهم سلم نفسه طواعية وهؤلاء سيقدمون الى محاكمة عادلة ويسلمون للامم المتحدة لتنظر في مصيرهم. هل قتلتم أي عدد منهم بعد أن سلموا أنفسهم؟ - لا. لم نقتل أي أسير على الاطلاق. لكننا سمعنا عن قتل أعداد منهم ودفنهم في مقابر جماعية تم العثور عليها. - نحن في الحكومة الاسلامية لم نرتكب هذه الجرائم. وأقول جرائم، لأن الاسلام لا يجيز قتل الأسير الذي يعتبر قتله جريمة. المجازر والانتقام هل تعتقد أن ميليشيا الأوزبك ارتكبت هذه الجرائم؟ - ليس لدي علم بأي شيء عن مجازر ارتكبت، لكنني أستطيع أن أؤكد أن بعض الحالات الفردية وقعت كرد فعل انتقامي وأنتم تعلمون أن "طالبان" وبعض العرب ارتكبوا جرائم وحشية في السابق ومن الطبيعي أن ينتقم بعضهم بطريقة غير اسلامية. لكنكم مسؤولون عن فرض الأمن والنظام. ماذا ستفعلون مع من يثبت عليهم أنهم ارتكبوا جرائم مع الأسرى؟ - سنقدمهم للمحاكمة ونعاقبهم ولا نسمح بارتكاب أي عمل مخالف للشريعة والقانون. القوات الأميركية والبريطانية هل ستبقى في أفغانستان؟ - قلنا للمسؤولين الأميركيين والبريطانيين ان شعبنا يرفض بقاء قوات عسكرية في أفغانستان وسيتعامل معها كقوات محتلة إذا بقيت بعد الانتهاء من حركة "طالبان" والمجموعات الارهابية التي تساندها. وأعتقد أنهم فهموا ذلك. ضمانات الانسحاب وهل تعتقد بأن أميركا وبريطانيا ستقبلان بعد أن بدأتا بالفعل اقامة قواعد عسكرية في بعض مناطق أفغانستان؟ - حصلنا على ضمانات من الدولتين بسحب قواتهما من أفغانستان. وهذا الأمر سيتحقق ان شاء الله. وإذا لم تفعلا؟ - لكل مقام مقال ولكل حادث حديث. أميركا قد تريد البقاء بذريعة أنها ستشكل قوات لحفظ السلام. - نؤيد بقاء قوات دولية لحفظ السلام ولكن يجب أن يتم ذلك بقرار من الاممالمتحدة. حتى إذا شاركت فيها الولاياتالمتحدة كقوة أساسية؟ - لا نمانع في ذلك إذا جرت الامور وفق اشراف الاممالمتحدة. سمعنا أن هناك خلافاً داخل تحالف الشمال وأن سقوط مدينة قندوز تأخر بسبب الخلاف حول أي فصيل سيدخلها. هل ستوافقون على اعطاء منصب وزير الدفاع للجنرال عبد الرشيد دوستم؟ - الخلاف أمر طبيعي إذا لم يتم تشكيل حكومة موسعة متوازنة تضم كل الأطراف والعرقيات بمن فيهم الأوزبك. أما بالنسبة إلى الجنرال دوستم فهو رجل شارك بفاعلية في الدفاع عن أفغانستان وسيكون له دور في الحكومة المقبلة ولا أدري ما هو منصبه المقبل لأن هذا الأمر متروك لاجتماع مجلس أهل الحل والعقد. وماذا عن الهزارة الشيعة؟ - طبعاً، هم مشاركون في الحكومة الاسلامية وسيشاركون فيها لاحقا لأنهم جزء من هذا الوطن.