سجلت احدى الجامعات الاسرائيلية المسماة على اسم مؤسس اسرائيل، دافيد بن غوريون، في بئر السبع وصمة غير اكاديمية على تاريخها، عندما تحدت الغالبية الساحقة من العلماء ومنحت دكتوراة فخرية لرئيس الوزراء ارييل شارون، تقديراً منها ل"مساهمته الكبرى في بناء اسرائيل وتحقيق الامن لها". وقوبلت هذه الخطوة من جامعة بئر السبع للمرة الأولى في مثل هذه الحالات، بموجة من الاحتجاج والاستنكار. فقد جرت العادة على منح الدكتوراة الفخرية في الجامعات الاسرائيلية وسط اجماع او شبه اجماع من الاكاديميين الجامعيين، لكن القرار بخصوص شارون قوبل بمعارضة واسعة، لا بل تظاهر ضده حوالي 300 من محاضري الجامعة وطلابها اليهود والعرب، رافعين شعارات تقول: "المؤسسة الاكاديمية تبارك بطل صبرا وشاتيلا" و"نجح في امتحانات الحروب" و"دكتوراة في تدمير اسرائيل" وغيرها. وقال احد المحاضرين في الجامعة ممن شاركوا في التظاهرة ان قرار الجامعة "وصمة عار على جبيننا وسيلحق الضرر بالجامعة بين نظيراتها الجامعات في اوروبا والعالم". وقال محاضر آخر: "مؤلم ومخجل ان يحصل شارون على دكتوراة فخرية من معهد جامعي مرموق كهذا، في الوقت الذي يستدعى فيه الى المحاكمة في بلجيكا كمجرم حرب. وبغض النظر عن الموافقة على منح دكتوراة ام لا فان توقيت هذا القرار يدل على بؤس المؤسسة الجامعية ومشاعرها تجاه ما يدور حولها". يذكر ان شارون البالغ من العمر 74 عاما لم يحصل على لقب دكتوراة فخرية قبل هذه المرة على رغم انه تبوأ اهم المراكز الحكومية في اسرائيل خلال السنوات الثلاثين الأخيرة. وهناك شبه اجماع في المؤسسة الاسرائيلية الاكاديمية على دوره السلبي في حياة اسرائيل خصوصا من الناحية العسكرية وناحية الاخطار التي يشكلها على"الديموقراطية الاسرائيلية"، بيد ان الفترة الاخيرة شهدت تراجعاً في المجتمع الاسرائيلي عن معارضة اليمين وفكره، وقرار منح شارون الدكتوراة احد دلائله.