قرأت باهتمام العرض الشيق الذي قدمته مجلة "الوسط" العدد 433 لكتاب "المافيا الحمراء" للمؤلف اليهودي روبرت فريدمان، والذي قدم قراءة جديدة لخبايا عنف المافيا. الذي كنت اظنه قد اختفى بعد ان قضت عليه الحكومة الاميركية رسمياً، ولم يعد يوجد الا في شكل وثائق فلمية على هيئة سلسلة فيلم "العرّاب". ان المافيا اليهودية الروسية تبعث الخوف في نفوس من يقرأون عنها والكتاب يقدم صورة مروّعة عنها - فهي لا ترتدع عن فعل اي شيء ولا تقيم وزناً لأحد - والمؤلف نفسه باعترافه تلقى تهديداً بالقتل من اقوى قادة المافيا الروسية، ورصد مبلغ مئة الف دولار مكافأة لمن يقتل فريدمان. وكتاب "المافيا الحمراء" يوضح مؤشرات مستقبلية خطيرة لمدى نفوذ هذه المافيا التي تغلغلت لا في روسيا فقط وانما في انحاء العالم المختلفة بما في ذلك الولاياتالمتحدة الاميركية. وكيف استولت المافيا على بلايين الدولارات من قروض المساعدات والمخيف ان يمتد هذا التغلغل الى ميدان السلاح النووي الروسي ومخزون الاسلحة الجرثومية كذلك، خصوصاً ان عمليات غسيل الاموال تتم من خلال مصرف معين في نيويورك، والرقم المذهل الذي يقدمه مكتب التحقيقات الفيديرالي للاموال التي يتم غسلها هو 1.5 تريليون دولار اي ما يعادل خمسة في المئة من مجمل الانتاج الوطني في العالم اجمع. ان هذه الحقائق المذهلة التي استعرضها كتاب "المافيا الحمراء" تفتح الباب امام سيناريوهات مختلفة في المستقبل ان لم يكن السيطرة على هذا الخطر الجديد الذي يستشري في العالم ويهدد اركان الكرة الارضية، ومن العجب ان تكون هناك قوة قادرة على تهديد القوة الاسرائيلية، ولعل اكثر جملة تلخص هذا المعنى ما نقله المؤلف فريدمان عن جنرال في الشرطة الاسرائيلية من ان المافيا اليهودية الروسية تشكل خطراً استراتيجياً على وجود اسرائيل لأن باستطاعتها ان تسيطر على الحكم في البلاد. فهل تتحقق نبوءة فريدمان في كتابه "المافيا الحمراء" - وما شكل المنطقة المحيطة باسرائيل اذا ما حدث ذلك بالفعل - سؤال يخشى العقل مجرد التفكير فيه. سعيد بن مهدي سلا - المغرب