قرأت بإعجاب التحقيق واللقاء مع الدكتورة وفاء فقيه العدد 435، والتي قامت بأول عملية لزراعة الرحم، فهي نموذج مشرّف للمرأة العربية التي تثبت ان الدراسة والعلم طريق مفتوح امام الجنسين والتفوق للأذكى، فها هي الدكتورة وفاء تقود فريقاً من الاطباء الرجال لاجراء هذه الجراحة الدقيقة التي منحت الامل لسيدة في ان تنجب مرة اخرى. ومن لطائف الاقدار ان تبرع النساء بأرحامهن في سن اليأس لا يسبب لهن اية مخاطر، ومن نِعم المولى الكثيرة على البشر انه يمكن الاستفادة بهذا الرحم الذي وصل الى اليأس لدى امرأة، لكي تدبّ فيه الحياة في امرأة اخرى شابة ليمنحها الامل في تواصل الحياة، وهذه العملية الجديدة التي نجحت في تطبيقها الطبيبة السعودية، هي قمة الاجتهاد في تطبيق العلم بما يتماشى مع متطلبات الدين الاسلامي الحنيف، فالمرأة التي يزرع لها رحم تتبرع به امرأة اخرى تكون اذا ما حملت هي الام الحقيقية التي حملت جنينها في بطنها ورعته وتوثقت محبتها منه، لا كما نقرأ عن عمليات استئجار الارحام في الغرب الذي تؤجر امرأة فيه جسدها لحمل جنين امرأة اخرى مما يسبب مشاكل كبيرة في المستقبل للطفل الوليد، خصوصاً اذا ما تعلّقت الام التي أجّرت رحمها بالجنين بعد ولادته، وتحول الامر الى نزاع بين امرأتين على طفل وليد لا حول له ولا قوة. مبروك للدكتورة وفاء وفريق الاطباء الذي عمل معها على تحقيق هذا الفتح الطبي ونرجو ان نسمع قريباً اخباراً مطمئنة عن المريضة التي أُجريت لها الجراحة. أم محمود أبها - السعودية