ما يظهر على السطح من اتهامات وحروب وصراعات بين العاملين في الوسط الفني من مؤلفين وممثلين ومخرجين ومنتجين، قليل جداً، إذا ما قورن بما هو غير معلن، اي بالخفي الذي يتم احتواؤه قبل أن يطفو على السطح. وهذه الحروب قد تكون من اجل الاستئثار بدور في فيلم او مسرحية او مسلسل او من اجل التعاقد مع جهة انتاجية ما، توفر للنجم ما يطلبه من شروط مادية او معنوية. فكلما قام نجم او نجمة ببطولة عمل يبدأ الطرف الاخر المواجه له مباشرة على الفور في تنفيذ عمل ينافسه به، وهذه الصراعات يعرفها جيداً العاملون في الوسط الفني والقريبون من مصادر الصراع، وقد تتناقلها الصحف ووكالات الانباء أحياناً. ويتردد حالياً في كواليس الوسط الفني في القاهرة ان هناك صراعاً خفياً بين فاتن حمامة وسميرة احمد بسبب مسلسل "اوراق الخريف" الذي بدأت فاتن حمامة تصويره منذ أكثر من شهر مع جميل راتب وغادة عادل ونيللي كريم تأليف ماجدة خير الله واخراج عادل الاعصر، لصالح شركة صوت القاهرة على أن يعرض خلال شهر رمضان المقبل. والمعروف انه كان مقرراً ان تقوم سميرة احمد ببطولة العمل ولكن حين افلتت منها الفرصة وذهب الدور الى فاتن حمامة، سارعت الى التعاقد مع اسامة انور عكاشة للبدء في تصوير مسلسل من تأليفه، للعرض في رمضان ايضاً، يحمل عنواناً مبدئياً "شمعة في إيد أمينة" ثم تردد ان اسمه الحقيقي هو "حياتي بكره". والموقف نفسه حدث بين سميرة احمد وفاتن حمامة من قبل، حين كانت الاخيرة مرشحة للقيام ببطولة مسلسل "سيدة من الجنوب" لاسامة انور عكاشة، الذي تغير اسمه الى "إمرأة من زمن الحب" ولعبت بطولته سميرة احمد مع يوسف شعبان وهشام سليم وعبلة كامل واخرجه اسماعيل عبدالحافظ وعرض في رمضان قبل عامين. وعلمت "الوسط" من مصادر متنوعة ان سميرة احمد كانت تعاقدت على عمل يعكف حالياً مؤلف شاب، عرض له مسلسل في رمضان الماضي، على الانتهاء من كتابته، ولكنها ارجأت هذا العمل وقررت البدء بمسلسل عكاشة. ورغم تحفظ سميرة احمد وفاتن حمامة واصرارهما على عدم الادلاء بأية احاديث تتعلق بهذا الموضوع، الا ان القريبين من الاحداث يؤكدون ان ما يحدث بين الفنانتين ما هو الا حرب غير معلنة قد تمتد أعواماً. ونعرف ان اتهامات متبادلة اعلنت على الملأ وتناقلتها الصحف والمجلات قبل عامين، بين نبيلة عبيد وإلهام شاهين، بسبب مسلسل "أم كلثوم" واحقية كل منهما في تجسيد دور سيدة الغناء العربي. و المسلسل اسندت بطولته في نهاية الامر الى صابرين وعُرض في رمضان الماضي تأليف محفوظ عبدالرحمن، اخراج انعام محمد علي. ورغم ان حدة الصراع هدأت بعد بداية تصوير العمل مع صابرين في دور كوكب الشرق، الا ان الصراع سرعان ما تجدد العام الماضي بسبب مسلسل "سامحوني مكانش قصدي" تأليف يسري الجندي واخراج اسماعيل عبدالحافظ. وكانت نبيلة عبيد قامت ببطولة المسلسل للاذاعة مع فاروق الفيشاوي. وعند تحويل العمل الى مسلسل تلفزيوني، وترشيح الهام شاهين للقيام ببطولته امام ممدوح عبدالعليم، قام جدل جديد حول احقية ايهما بتجسيد شخصية البطلة جلنار. ويؤكد كثيرون اليوم ان المخرج محمد فاضل ما كان ليقوم بتنفيذ فيلم عن "كوكب الشرق" ويسند بطولته الى زوجته الحالية فردوس عبدالحميد الا بعد تأكده من ان زوجته السابقة المخرجة انعام محمد علي لن ترشح من قريب او بعيد فردوس عبدالحميد للدور مع انها رشحت معظم نجمات مصر: مديحة يسري ونبيلة عبيد وايمان الطوخي والهام شاهين وسوسن بدر وصابرين. ومن الخلافات التي طغت على السطح رغم المحاولات المستميتة لاحتوائها ما حدث بين المؤلف لينين الرملي ومحمد صبحي العام 1993. وكان صبحي والرملي كوّنا معاً بعد تخرجهما في المعهد العالي للفنون المسرحية العام 1976 فرقة "ستوديو 80"، وقدما اعمالاً عدة من تأليف الرملي وبطولة صبحي منها ما هو للمسرح ومنها ما وضع للتلفزيون ومن ابرزها "إنت حر"، و"المهزوز"، و"علي مظهر"، و"انتهى الدرس"، و"الهمجي"، و"وجهة نظر". وبعد الخلاف انقطع التعاون الفني بينهما - ليبدأ الرملي في التعاون مع عادل امام سينمائياً من خلال افلام "الارهابي" وثلاثية "بخيت وعديلة"،، في حين اتجه صبحي الى اعادة الاعمال المسرحية القديمة مثل "كارمن" و"لعبة الست" و"عائلة ونيس" و"سكة السلامة". ومن الحروب الطريفة ما حدث بين نادية الجندي ونبيلة عبيد منذ بداية الثمانينات. ففي الوقت الذي اختارت فيه نادية الجندي لقب "نجمة الجماهير" اختارت نبيلة عبيد لقب "نجمة مصر الاولى". والجميل ان هذه الحرب اسفرت عن عدد كبير من الافلام لكل منهما. ففي الوقت الذي لعبت فيه نادية بطولة "الباطنية" و"الخادمة" و"رغبة متوحشة" و"امرأة هزت عرش مصر" و"مهمة في تل أبيب" و"48 ساعة في اسرائيل"... لعبت نبيلة بطولة افلام "العذراء والشعر الابيض" و"ارجوك اعطني هذا الدواء" و"الوحل" و"ديك البرابر" و"هدى ومعالي الوزير" و"قضية سميحة بدران" و"الراقصة والسياسي" و"عتبة الستات" و"المرأة والساطور" وغيرها. ولا يخفي على احد ان نادية الجندي ظلت تصر خلال فترة طويلة من الوقت على ان تعرض افلامها في الوقت نفسه الذي تعرض فيه افلام عادل امام. ومع تدهور عملية الانتاج السينمائي في مصر الى عدد ضئيل جداً. كان الشيء المميز دائماً هو أفلام عادل امام ونادية الجندي وكان كلاهما يحرص على عرض العمل سواء في عيد الفطر أو عيد الاضحى. والمتتبع للحركة المسرحية يلحظ الحرب نفسها التي تعلن في احيان قليلة ويتم احتواؤها في احيان اخرى. وبعيداً عن عادل امام الذي يعمل منذ مسرحية "مدرسة المشاغبين" لحساب فرقة الفنانين المتحدين، نجد حروباً من قبل باقي المنتجين في سبيل استقطاب كبار النجوم وتقديم التسهيلات المادية والدعائية لهم. ونذكر اخيراً الخلافات التي كانت تشهدها كواليس خشبة مسرح الفن بين المنتج والمخرج جلال الشرقاوي واحمد بدير اثناء عرض مسرحية "دستور يا اسيادنا" يومها عندما وصلت الامور الى طريق مسدود، اتجه بدير الى المخرج عصام امام حيث قدما معاً مسرحية "كرنب زبادي" وشارك بدير البطولة فيها سعيد صالح ودلال عبدالعزيز. وقام الشرقاوي على الفور بتقديم مسرحية "قشطة وعسل" من بطولة فيفي عبده ومدحت صالح. والامثلة كثيرة في مجال المسرح. وبعيداً عن صراعات النجوم وخلافاتهم المعلنة وغير المعلنة، نتحدث عن خلافات حدثت بين اثنين كونا معاً ثنائياً رائعاً في مجال الدراما التليفزيونية واستطاعا ان يستقطبا باعمالهما الجمهور، وهما المؤلف اسامة انور عكاشة والمخرج اسماعيل عبد الحافظ، وكانا قدماً معاً الجزأين الاول والثاني من "الشهد والدموع" من بطولة عفاف شعيب ويوسف شعبان ومحمود الجندي ونوال ابو الفتوح وابراهيم يسري ونسرين ثم الاجزاء الخمسة من المسلسل الشهير "ليالي الحلمية" من بطولة يحيى الفخراني وصلاح السعدني وصفية العمري وهشام سليم وممدوح عبدالعليم والهام شاهين وصابرين والعديد من نجوم الشاشة الصغيرة. واكد الكثيرون ان خلافاً كبيراً وقع بين عكاشة وعبدالحافظ عقب الجزء الرابع من "ليالي الحلمية"، فقرر كل منهما ان يقدم اعماله بمفرده بعيدا عن الآخر، فقدم عبدالحافظ مسلسلات "ضد التيار" من تأليف محمد صفاء عامر و"خالتي صفية والدير" لبهاء طاهر و"جمهورية زفتى" ليسري الجندي و"العائلة" لوحيد حامد.. في حين قدم عكاشة مسلسلات "أرابيسك" و"زيزينيا" من اخراج جمال عبدالحميد. ثم كانت عودتهما معاً ليقدما الجزء الخامس من "ليالي الحلمية" ومسلسل "أهالينا"، وكان مسلسل "إمرأة من زمن الحب" هو اخر تعاون بينهما في رمضان قبل الماضي.