فتح النجاح النسبي الذي حققه مسلسل"الباطنية"الذي عرض في رمضان الماضي من بطولة صلاح السعدني وغادة عبد الرازق ولوسي وإخراج محمد النقلي عن قصة إسماعيل ولي الدين وسيناريو وحوار مصطفى محرم الذي كان قدمه قبلاً في فيلم سينمائي شهير لنادية الجندي، شهية كثير من المؤلفين ليكرروا الأمر ذاته من خلال عدد من المسلسلات التي يُحضّر لها على قدم وساق لتعرض في شهر رمضان المقبل. ويمكن وصف هذه الظاهرة بالقديمة الجديدة، إذ انتشرت قبل نحو عشرة أعوام، ما دعا مسؤولي الإنتاج في القطاعات الحكومية إلى الحد منها بقرار يمنع عملية التحويل هذه بدعوى أنها لا تقدم أي جديد وتتكئ على نجاحات سينمائية سابقة، ورأى هؤلاء انها ستقع في فخ التطويل جراء تحويل أحداث الفيلم ذاته الذي لا يتجاوز زمنه الساعتين إلى 22 ساعة لتكمل 30 حلقة زمن كل منها 45 دقيقة. يضع المؤلف الشاب أحمد أبو زيد نجل المؤلف محمود أبو زيد اللمسات النهائية على آخر حلقات مسلسل"العار"الذي كان قدمه والده في فيلم سينمائي حمل الإسم ذاته عام 1982 ولعب بطولته نور الشريف ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي ونورا وعبد البديع العربي وأمينة رزق وإلهام شاهين وأخرجه علي عبد الخالق. ومن المقرر أن يقوم ببطولة المسلسل الذي ستتولى إخراجه شيرين عادل، مصطفى شعبان وأحمد رزق وشريف سلامة وعلا غانم وحسن حسني وعفاف شعيب. ويؤكد أبو زيد الإبن أنه يواجه صعوبة كبيرة في العمل، خصوصاً أن أحداث الفيلم لا تزال حاضرة بقوة في أذهان الجمهور، وأنه حافظ على شخصيات الفيلم ذاتها وإن كان سيحرص على تقديمها في شكل عصري من خلال تساؤل مهم يتمحور حول ماذا سيفعل الأبناء بالإرث الحرام والثروة الكبيرة التي آلت اليهم من صفقة المخدرات؟ أما فيلم"الفرح"الذي عرض قبل عامين، فحوّله مؤلفه أحمد عبد الله إلى مسلسل تلفزيوني عنوانه"الحارة"يتولى إخراجه مخرج الفيلم نفسه سامح عبد العزيز، ويشارك في بطولته كريمة مختار وصلاح عبد الله ونيللي كريم وسوسن بدر وحمدي أحمد وباسم سمرة وحنان مطاوع. وفي الوقت الذي نفى المؤلف محمد حلمي هلال ما ردده بعضهم من أن مسلسله الجديد"اختفاء سعيد مهران"لهشام سليم وإخراج سعيد حامد مأخوذ من فيلم"اللص والكلاب"أكد أن التشابه الوحيد بين الفيلم والمسلسل يكمن فى تعرض البطل للظلم باعتبار أن بطل المسلسل"همام سيد أبو الفضل"الذي يعشق شخصية شكري سرحان في الفيلم وينتحل اسمه يعود بعد غياب 03 سنة ليأخذ حق أبيه الذي قتل حرقاً للاستيلاء على أرضه. وانتهى المؤلف لينين الرملي أخيراً من كتابة مسلسل"إمبراطورية ميم"عن قصة الراحل إحسان عبد القدوس وتعاقدت على بطولته رغدة، علماً أن القصة ذاتها قدمت في فيلم بالإسم ذاته لفاتن حمامة. ويؤكد الرملي أن أحداث مسلسله تختلف شكلاً ومضموناً عن الفيلم، وأشار إلى أن الأحداث تضم 12 شخصية رئيسة على عكس الفيلم، كما يتعرض لكثير من المشاكل الاقتصادية والسياسية والعاطفية. وتنتظر الفنانة صابرين تجسيد شخصية"الشيماء"شقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الرضاعة والتي قدمتها سابقاً سميرة أحمد في فيلم حمل العنوان ذاته. وهو ما يتكرر مع خالد الصاوي الذي سيلعب بطولة مسلسل"أبناء وقتلة"الذي قدم من قبل في فيلم لمحمود عبد العزيز ونبيلة عبيد عن قصة لإسماعيل ولي الدين وإخراج عاطف الطيب. ويتردد أنه سيتم تحويل فيلم"اللمبي"لمحمد سعد إلى مسلسل يجسد بطولته سعد أيضاً الى جانب سيرين عبد النور، ويكتبه حالياً سامح سر الختم. واستمد عدد من المسلسلات التي تصوّر حالياً أسماءها من عناوين بعض الأفلام الشهيرة بعد تحريفات بسيطة فيها ومنها"العتبة الحمرا"لمي كساب وإخراج محمد الرشيدي وهو مأخوذ عن"العتبة الخضرا"لإسماعيل ياسين وأحمد مظهر وصباح و?"اللص والكتاب"لسامح حسين عن فيلم"اللص والكلاب"لشكري سرحان وشادية. ويرى كثيرون أن تحويل الإفلام الناجحة إلى مسلسلات يعد نوعاً من الإفلاس في الأفكار والمواضيع وعدم اعتناء من جهات الإنتاج بالبحث عن مواضيع جديدة. وهذا ما يؤكده المؤلف أسامة أنور عكاشة الذي يشير إلى أن المسألة في النهاية تتوقف على جودة المنتج وتقديمه في طريقة درامية مشوقة. ويشاركه الرأي المؤلف بشير الديك الذي يعتبر ما يحدث إفلاساً فكرياً، ويشترط في من يتصدى لعملية التحويل أن يكون متمكناَ من أدواته الفنية ويتناول أفكاراً جديدة لم تطرح في سياق الفيلم مع ضرورة اختيار فنانين كبار من أصحاب الثقل الفني. أما المؤلف أحمد الجندي، فيرى أن السبب في هذه الظاهرة يعود إلى الكسل والاستسهال من جانب المؤلفين والمنتجين إلى جانب النجوم الذين يوافقون على تجسيد أدوار قدمت من قبل وارتبطت في ذهن المشاهد ووجدانه بصورتها السينمائية. ويعزو الناقد رفيق الصبان فشل المسلسلات المأخوذة من أفلام إلى المعرفة المسبقة من الجمهور بأحداثها وأفكارها. فيما ترى الناقدة ماجدة موريس أن هذه الظاهرة تستغل نجاح العمل الأصلي وذلك لضمان التسويق وتشير إلى أن من الأفضل تقديم أفكار جديدة فى التلفزيون بدلاً من الاعتماد على الماضي. وكانت بعض الأفلام الناجحة قدمت في مسلسلات منها"في بيتنا رجل"و?"نحن لا نزرع الشوك"و?"رد قلبي"و?"اللص والكلاب"و?"شيء من الخوف"و?"بين القصرين"و?"قصر الشوق"و?"عمارة يعقوبيان"و?"على باب الوزير"و?"الصبر في الملاحات"وسواها.