يعتبر كمال ابو العلا شيخ المولّفين المصريين بحق اذ ان الرجل مارس مهنة "المونتاج" للافلام الروائية والتسجيلية منذ نصف قرن حين بدأ مونتاج أول افلامه: "ولدي" 1949. وعلى يديه تخرج العديد من ابرز وجوه ورموز المونتاج السينمائي في مصر، وقد عاصر وزامل زميليه "المونتيرين" الكبيرين اللذين تحولا الى الاخراج صلاح ابو سيف وكمال الشيخ. عقب تخرجه وحصوله على دبلوم معهد العلوم التجارية العام 1942، قرر الانخراط في الحقل السينمائي، شيئاً فشيئاً تحقق له ما أراد باخراجه فيلم "زهرة" 1947 بالمشاركة مع المخرج الراحل حسين فوزي. ثم اراد أن يستزيد من معرفة فنية وتقنية اساليب المونتاج في السينما والتلفزيون فارتحل هذه المرة الى الولاياتالمتحدة الاميركية، فذهب الى جامعة بوسطن الاميركية، وكان ذلك في العام 1960، ومالبث ان عاد إلى رحاب الوطن مواصلاً مسيرته الفنية. الافلام التي قام كمال أبو العلا بعمل المونتاج لها، تعد من العلامات في تاريخ السينما المصرية، ونلاحظ على الفور بصمة ابو العلا الواضحة على هذه الافلام، ولعل هذا الحب لفنية المونتاج هو الذي جعله راهباً في محرابه الى الابد، رافضاً التحول الى الاخراج السينمائي كما فعل العديد من زملائه، مكتفياً برؤية افلام المخرجين متحققة على يديه وكأنه هو الذي اخرجها، فالمونتاج هو الاخراج النهائي للفيلم كما هو معروف. شارك كمال في مونتاج افلام يوسف شاهين الاولى مثل "بابا امين" و"ابن النيل" و"نساء بلا رجال" و"صراع في الوادي" وصولاً الى فيلم "باب الحديد"، وتعاون مع صلاح ابو سيف في "لا وقت للحب" 1963 عن رواية يوسف ادريس "قصة حب" وتعاون مع شادي عبد السلام في فيلمه الروائي "المومياء"، ومن الأفلام التي قام بمونتاجها "حسن ونعيمة" ، و"السراب"، و"اذكريني". واخيراً اخرجت المخرجة ساندرا نشأت فيلماً تسجيلياً عنوانه "موفيولا" آلة المونتاج عن كمال أبو العلا، كما كرمه المهرجان القومي للافلام الروائية. ويبلغ ابو العلا الآن 76 عاماً، ولا يزال موفور الصحة والنشاط والرأب.