تزوج ثلاثة من اصدقائي بمساعدتي. والقصص الثلاث، او الحوادث، تعود الى ايام الجامعة، عندما قدمت كلاً من الاصدقاء الثلاثة الى عروس المستقبل. واعترف الآن بأن زيجة واحدة نجحت نجاحاً باهراً، اما الصديقان الآخران فأنا لا أتلقى منهما حاجة هذه الايام، هدية او رسالة، الا وأتركها تمرّ على اجهزة كشف المتفجرات في مبنى "الحياة" و"الوسط" في لندن. تذكرت ما جنيت بحق الصديقين قبل ثلاثين سنة، وصديق في مثل عمري، يطلب مني واصدقاء آخرين ان نشدّ أزره في حفلة خاصة، قرر ان يستغل وجوده فيها ليطلب القرب من مطلقة حسناء في حوالى الاربعين. الاصدقاء ذهبوا معه، أما أنا فجبنت، وفضّلت الانتظار في منطقة محايدة مجردة من السلاح. إلا أنني اخترت ان أقرأ ما وجدت في درج جارور المكتب من قصاصات عن الموضوع لقتل الوقت بانتظار عودة "العريس". القتل هو كلمتي المختارة لو سألني طبيب نفسي ان أرد بكلمة على كل كلمة يقولها ليسبر أغوار عقلي الباطن. الشاب يقول للأب انه لا يستطيع العيش من دون ابنته. ويرد الأب: انا مستعد ان أدفع نفقات الجنازة. او تقول الشابة للشاب: هل تحبني الى درجة ان تموت من اجلي؟ ويردّ: لا. ان حبي لك لا يموت. وهناك طبيب تلقى مكالمة هاتفية فصرخ بزوجته ان تحضر له حقيبته الطبية لأن هناك واحداً يقول له انه لا يستطيع العيش من دونه. وتقول الزوجة: لا تخف. هذه المكالمة لبنتك. وبدرجة أخفّ من القتل، قالت الخطيبة للخطيب ان أباها سُرَّ كثيراً عندما عرف انه شاعر. ويسألها الخطيب: هل يحب أبوك الشعر؟ وتردّ البنت: لا، ولكن والدي طرد خطيبي الاخير من البيت واكتشف انه ملاكم هاوٍ. اكتفي بما سبق فالحب جميل، ويستحق عناء ان يجد شاب نفسه في وضع حرج يتصبّب عرقاً، وهو يطلب يد البنت من أبيها. الجواب التقليدي في هذه الحالة: خذ اليد التي تظل في جيبي. وطلب شاب يد البنت من أبيها فقال له هذا: أترك اسمك وعنوانك، واذا لم يأت عرض أفضل فسنتصل بك. وسألت البنت الشاب: ماذا قال والدي عندما طلبت يدي منه؟ وردّ الشاب: لم يقل شيئاً وانما قبّل يديّ وبكى. اما الشاب الذي سأل البنت ماذا كان ردّ والديها فسمع الجواب: ابي لم يقل شيئاً، وامي تنتظر ان يقول لتعارضه. لكن الحب يظل جميلاً لأن العشاق مجانين كيف يمسكون المجانين؟ بالماكياج. هو وضع يديه على عينيها وقال انه سيقبّلها اذا لم تْعرف من هو. وردّت: المهاتما غاندي. هي تقول انه وسيم وشجاع. ويهمس صديقه في اذنه: لا تتزوج واحدة تكذب بهذا الشكل. البنت نفسها تقول انها تريد زوجاً في وسامة ابولو وحكمة سيدنا سليمان وشجاعة عنتر. وهو يردّ: أنت محظوظة لأنك قابلتني. والطرفة الاخيرة تفضح غرور صاحبها فالغرور جزء من لعبة يعتقد أحد طرفيها انه او انها شيء نادر جداً. وهي تقول انها معجبة باثنين. ويسألها: من الشخص الآخر. او تقول: كل الجميلات مغرورات إلا انا. العبارة الاخيرة لا تنتظر جواباً، غير انني اعجبت دائماً بالردود التي تشبه وخز الإبر. قالت واحدة: انا مغرورة، أتأمل جمالي في المرآة ساعات. وعلّقت ثانية: هذا ليس غروراً، بل وهم. وقيل عن واحدة انها ورثت جمالها من ابيها. وعلّقت ثانية: فعلاً، لأنه جراح تجميل. وعندما قالت واحدة انها قالت لا لسبعة رجال في الصيف، سألتها ثانية: ماذا حاولوا ان يبيعوا لك. وقيل ان سيدة مسكينة كانت تسعل في المسرح باستمرار ولفتت نظر المتفرجين. وردّت ثانية: ليست مسكينة. كانت ترتدي فستاناً جديداً. وقالت واحدة انها لا تعرف عن وداد إلا كل خير. وقالت الثانية: اذن دعينا نتكلم عن وداد. كنت أرتب الطرف وانتظر عودة الاصدقاء. وعاد "العريس" سعيداً وقال ان السيدة اعتبرت نفسها سعيدة لأنها ستتزوجه. وقلت: أسعد منها المرأة التي تتزوج رجلاً تريده امرأة اخرى