رداً على ما كتبه القارئ عماد خالد الحطبة في العدد 459 تحت عنوان "السادات ومحاسبوه" حول "عبقرية السادات أو خيانته"، أود ان أوضح النقاط التالية: - ان العبقرية ليست في القراءة البعيدة للحدث لأن هذا اتهام لنا بالتخلف، وليس فضلاً للسادات. فالزمن حجة علينا، وليس حجة للرجل. - ان عبقرية السادات تكمن، لمن لا يعرفها، في قراءته للخريطة الاقليمية والدولية، وهي تتحرك، فقد كان على علم بنقاط قوة أعدائه ونقاط ضعف أصدقائه، ولمن لا يعرف هذا عليه أن يقرأ مذكرات خصومه قبل محاسبيه!! - غادر السادات محطة الشعارات الناصرية، بينما كان الأشقاء العرب يتحصنون بها، لأن أهل مصر كانوا من يدفع الثمن غالياً، ليتشدق العرب بالبطولات. - إذا لم يكن التضامن العربي طارئاً، أو جزءاً من قدرة السادات العبقرية على المناورة السياسية، فلماذا لا يعود التضامن الأصيل إذن؟ وماذا فعلت جبهة الصمود والتصدي غير: الصمود السلبي والتصدي لأية ايجابيات تجاه الحل النهائي للأزمة الخاصة بالصراع العربي - الاسرائيلي؟ - ماذا يبحث العرب الآن في صراعهم مع اسرائيل، غير ما قدمه لهم السادات في كامب ديفيد؟ وإذا افترضنا أن هناك من اقترب من العقلية التفاوضية للاسرائيليين، فلم يكن سوى السادات. - يعرف الفلسطينيون ان اسرائيل تستخدم الزمن كحاجز تفاوضي، وانها تعيد رسم الوقائع كلما مرت سنة أو أكثر. وليست هذه عبقرية قراءة المابعدية، بل توضيح لمفهوم الزمن عند الاسرائيليين، وكما فهمه السادات مبكراً. - ان السادات لم يكن يتحرك في فراغ سياسي، بل كان معه رجال مصريون وطنيون، وكانت له معارضة قوية أيضاً، وهذا يدل على إرادة الرجل السياسية والوطنية، ولذا يجب قراءة الوقائع في مجملها، من دون اجتزاء، أو اهتراء عاطفي لا يفيد!! د. أحمد شوقي عبدالفتاح الأمين العام لجمعية مصر للإبداع والتنمية - مصر