يعيش عضو القيادة القومية في حزب البعث النائب اللبناني السابق الطبيب عبدالمجيد الرافعي ابن مدينة طرابلساللبنانية خارج وطنه منذ 16 عاماً ونيف. ما زال هو هو على أفكاره ومبادئ حزبه التي تربى عليها في مطلع شبابه. 33 عاماً مضت على وجوده في أعلى الهرم السياسي في الحزب - جناح بغداد - وهو واحد من أصل عشرة في القيادة القومية، ستة عرب وأربعة عراقيين. تعرف الى الرئيس صدام حسين العام 1963 في مؤتمر حزبي عقد في سورية ونزلا في غرفة واحدة في أحد فنادق دمشق وربطت الرجلين منذ ذلك الحين علاقة صداقة ما زالت الى اليوم. وشوهد الرافعي قبل ايام يجلس الى يسار صدام حسين وهو يستعرض ملايين العراقيين المتطوعين أمام نصب الشهداء في بغداد بعد انهائهم دورات تدريبية على استعمال السلاح. التقته "الوسط" في "عيادته السياسية" في مبنى القيادة القومية وسط بغداد. وعلى طاولته مجموعة كبيرة من الصحف والمطبوعات اللبنانية. والى يمينه صورة تجمعه مع صدام حسين في القصر الجمهوري. وعلى الجدران خريطة لبنان ولوحة تعود الى الخمسينات تصور ساحة طرابلسالمدينة التي عشقها وانطلق منها. بعد مرور أكثر من 16 عاماً على وجودك خارج وطنك، كيف ترى الوضع السياسي في لبنان من بغداد؟ - أتابع الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان بكل جوارحي وأدقق في تفاصيلها سواء من خلال وسائل الإعلام المختلفة أو بواسطة اتصالاتي بفئات المجتمع اللبناني الذين يزورون العراق أو الذين التقيهم في الخارج خصوصاً في باريس والمغتربات في الأميركيتين وأستراليا فضلاً عن اتصالاتي بالجمعيات والاتحادات الطالبية والاجتماعية. ان الوضع السياسي في لبنان هو في أدنى مستوى منذ استقلال لبنان حيث المؤامرات لا تزال تستهدفه وارادته ليست حرة. ودور القوى الوطنية والتقدمية يكاد يكون معدوماً والوضع الاقتصادي والاجتماعي في الدرك الأسفل. وأرى ان الوحدة الوطنية والوفاق الوطني لم يتكرسا حتى الآن وكأن المؤامرة لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية مستمرة، اضافة الى سيطرة المال وعدم تنازل أي فئة أو فريق للوطن كما ينبغي. الحديث السياسي الأول في لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي هو المطالبة بإعادة انتشار القوات السورية، اذ تطالب جهات بانسحابها، ماذا تقول في هذا الموضوع؟ - ان القضايا المصيرية والمهمة يجب أن تبحث من خلال نظرة وطنية تهتم بسيادة لبنان واستقلال ارادته والحفاظ على الطرح الديموقراطي والتوجه نحو توحيد البلد. والمطلوب أيضاً الانطلاق من اننا بلد واحد وشعب واحد ولا فضل لفريق على آخر بما يقدمه للبنان ككل. هل توافق على طروحات البطريرك الماروني نصرالله صفير الذي يتحدث عن سيادة منقوصة في لبنان؟ - أحترم كل الآراء الوطنية التي يهمها مصلحة لبنان. والمطلوب عدم تخوين أصحابها أو العكس. ماذا تقول بعد مرور 8 أعوام على حل ترخيص حزبك الذي حصل عليه عام 1971؟ - حلّ حزبنا كان أكبر جريمة في حق الحريات والديموقراطيات، ومن المؤكد ان الدولة اللبنانية لم تأخذ هذا القرار من رأسها، أنا أمثّل تياراً سياسياً حياً لكنهم أخذوا الإسم وأعطوه لجهة ثانية. وقبل الحل حصلت ملاحقات عدة ضد رفاقنا فتم اغتيال الرفيق الشاعر موسى شعيب وتحسين الأطرش وجرى اعتقال أكثر من 500 شخص من حزبنا واغتيال العشرات. هل يقوم الحزب بمهامه بطريقة سرية، علماً ان كوادركم تتحرك بسهولة أكثر في العامين الأخيرين؟ - إذا كنا نمارس عملنا سراً فهل ينبغي أن نعلن عنه. ثمة مسؤولون في الدولة اللبنانية زاروا العراق في الفترة الأخيرة والتقيتهم، هل حملتهم رسالة الى رئيس الجمهورية اميل لحود بخصوص عودتك؟ - عرضت أمامهم وجهة نظري فقط. وأعتبر احتلال منزلي في محلة الرملة البيضاء بيروت احتلالاً سياسياً. ولا ننسى الممارسات والاعتقالات التي مورست في حق رفاقنا من القادة والقواعد. وعندما يتم اخلاء منزلي وأسمع من الدولة اللبنانية عبارة "عليك الأمان" سأعود الى بلدي بصفة مواطن لبناني. وأنا لا أطلب الرجاء من أحد، وأقوم بواجبي الوطني والقومي، وهاجس العودة الى وطني يعيش معي منذ الأسبوع الأول لمغادرتي بيروت. تحسن العلاقات الاقتصادية بين بغدادودمشق فضلاً عن عودة الحرارة السياسية بين العاصمتين ألا ينعكس ايجاباً على موضوع عودتك الى لبنان؟ - أرحب بكل تقارب خصوصاً بين الأقطار العربية التي تتعرض للمؤامرات الكبرى وخصوصاً العراق وسورية، وأنا مرتاح جداً لهذه العلاقة، لكني لا أطلب من العراقيين أو السوريين التدخل في موضوعي، انما المطلوب ان تكون المبادرة من حكومة بلدي. من خلال موقعك في أعلى الهرم في قيادة حزب البعث ما هو الدور الذي تلعبه لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين لبنانوالعراق؟ - الله أعلم ماذا أقوم في هذا الشأن وواجبي الوطني والقومي يفرض عليّ أن أقرب بين أي قطرين عربيين. ورداً على السؤال فأنا لا أقصر في هذا الخصوص، ولتُسأل الدولة اللبنانية في هذه النقطة وهي مقصّرة بالطبع، خصوصاً ان لبنان في وضع اقتصادي لا يحسد عليه. ولا ننسى ان العراق كان يشكل سوقاً كبيرة للمنتوجات اللبنانية، فضلاً عن الترانزيت. ويستفيد الأخوة في سورية كثيراً من العلاقات الاقتصادية مع العراق وشرحت لوزير النفط السابق سليمان طرابلسي هذا الأمر أثناء زيارته الى بغداد. أخيراً ما هي رسالتك الى أبناء مدينتك في طرابلس؟ - أقول لهم كونوا كما عهدتكم في خدمة لبنان والحفاظ على عروبته وسيادته ومناضلين في سبيل القضايا الحياتية والمعيشية مثلما كانت مسيرتنا طوال عشرات الأعوام