شنّت قوات المجلس الوطني الانتقالي، أمس، حملة تفتيش واسعة في أحياء في طرابلس بحثاً عن أفراد «خلايا نائمة» تابعة للعقيد المخلوع معمر القذافي. وجاءت حملة الدهم غداة مواجهات عنيفة جرت خصوصاً في حي بوسليم والهضبة الخضراء اول من امس الجمعة إثر قيام مناصرين للقذافي برفع الأعلام الخضراء التي ترمز إلى النظام السابق. وأوقعت مواجهات الجمعة في طرابلس ثلاثة قتلى و30 جريحاً في أخطر اضطراب أمني تشهده العاصمة الليبية منذ طرد القذافي منها في آب (أغسطس) الماضي. وشوهد مقاتلون من المجلس الانتقالي يدهمون منازل في حي بوسليم ويعتقلون أشخاصاً يُشتبه في ولائهم للنظام السابق، لكن لم تُعرف حصيلة عمليات التوقيف. وتعهد رئيس المجلس العسكري في طرابلس عبدالحكيم بلحاج، أول من أمس، باتخاذ اجراءات صارمة ضد ما سماها «الخلايا النائمة» للقذافي، معلناً إطلاق حملة «تطهير» للقضاء على المسلحين من أنصار النظام السابق الذي كان قد فتح مخازن السلاح ووزعها على الموالين له قبل سقوطه في أواخر الصيف الماضي. وجاء هذا التطور في طرابلس في ظل استمرار المعارك العنيفة بين مقاتلي المجلس الانتقالي وفلول قوات القذافي المتحصنة في حي الدولار والحي الرقم 2 في سرت، مسقط رأس العقيد الفار. وكشفت مصادر الحكم الجديد أن مقاتلي المجلس الانتقالي يسعون إلى التقدّم ببطء في الحيين بهدف ضمان اعتقال «اشخاص مهمين» من النظام السابق يُعتقد أنهم يتحصنون فيهما، مشيرين إلى أن شراسة المدافعين في التصدي لهجمات الثوار تؤكد أنهم يحمون شخصيات «مهمة» قد يكون بينها العقيد القذافي نفسه أو ابنه المعتصم. كما يُعتقد أن وزير دفاع النظام السابق أبو بكر يونس جابر محاصر هناك بدوره. ونُقل أمس عن ناطق باسم الثوار في سرت أن المعتصم القذافي ورئيس الاستخبارات العسكرية في النظام السابق عبدالله السنوسي وابو بكر يونس جابر محاصرون من سرت، وأن المقاتلين يرغبون في الوصول إليهم أحياء لتقديمهم إلى المحاكمة بناء على «الجرائم» التي يُزعم أنهم ارتكبوها في حق الشعب الليبي. وأفاد مراسل لوكالة «فرانس برس» أن مناوشات وقعت صباح أمس في سرت تبادل فيها الجانبان إطلاق القذائف الصاروخية، بينما سمع دوي قصف ونيران متفرقة. وكانت قوات النظام الجديد في ليبيا قد بدأت هجوماً شرساً على حي الدولار والحي الرقم 2 في سرت الجمعة بعد يوم من اضطرار مقاتلي المجلس للتقهقر تحت وابل من رصاص القناصة. وتحظى سرت بأهمية خاصة بالنسبة للمجلس الانتقالي اذ صرح انه سيعلن تحرير ليبيا وبدء الانتقال الى حكومة منتخبة بعد ان تسقط المدينة.