أكد عدد من أعضاء المجلس التنفيذي ل"اليونسكو" ان دستور المنظمة لا يخول مديرها العام أية صلاحيات للنظر في طلبات الترشيح لهذا المنصب الذي سيشغر بانتهاء ولاية فيديريكو مايور الثانية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وان ميثاق المنظمة يفترض التزام الحياد ازاء المرشحين. وأعربوا عن دهشتهم لما يردده المدير العام الحالي من أن هناك أكثر من مرشح عربي للمنصب المذكور، خصوصاً أن ذلك "يتعارض مع المعطيات التي يعرفها مايور وتعرفها إدارة المنظمة"، والتي تفيد أن الجامعة العربية اتخذت قراراً بترشيح الدكتور غازي القصيبي لمنصب المدير العام لليونسكو باجماع اعضائها وأبلغت المعنيين بالأمر بهذا القرار، كما أن زعماء الدول العربية بعثوا برسائل خطية في هذا الصدد تؤكد ترحيبهم بترشيح القصيبي ودعمه. وقالت مصادر "اليونسكو" إن المرشح اسماعيل سراج الدين، رشحته بوركينا فاسو، لكن التفاهم بين الدول الأعضاء في المنظمة قضى بأن يتم اختيار المدير العام وفقاً للتوزيع الحضاري على المناطق الاقليمية، وبما أن افريقيا تمثلت سابقاً من خلال السنغالي مختار مبو، فإن حظوظها في الفوز ضعيفة جداً، في حين ان العالم العربي يتمتع هذه المرة بفرصة جدية لتولي هذا المنصب. وأشارت إلى أن المرشحين لهذا المنصب أصبحوا تسعة هم الدكتور غازي القصيبي مرشح المجموعة العربية، والسيدة مانالو من الفيليبين والسيد بندرانيكا سفير سري لانكا في اليونسكو والسيد موسورا سفير اليابان والسيد كاراميترو وزير الثقافة الروماني والسيد مكا غنيسار من اندونيسيا والسيد كارينتون مرشح ترينيداد وتوباغو والسيد ايفان وزير خارجية استراليا السابق ، لكن اياً من هؤلاء المرشحين لا يتمتع بإجماع منطقته أو قارته أو مجموعته الاقليمية، الأمر الذي يعطي القصيبي أفضلية بوصفه مرشح الاجماع العربي . يُذكر ان المجلس التنفيذي بحث في جلسته الأخيرة اسماء المرشحين من دون حصول اجماع على أي منهم، ما عدا الاجماع الذي أظهرته المجموعة العربية على ترشيح القصيبي. مع الإشارة إلى أن الدول العربية الممثلة في المجلس هي المملكة العربية السعودية ولبنان والإمارات العربية المتحدة والجماهيرية الليبية واليمن ومصر. والتصويت على انتخاب المدير العام سري ويحق الاقتراع للدول الأعضاء في المجلس التنفيذي وعددها 58 دولة. ولاحظت مصادر "اليونسكو" أن القصيبي يتقدم على غيره من المرشحين، فهو إضافة إلى خبرته السياسية والديبلوماسية، مثقف معروف وقّع العديد من المؤلفات في ميادين مختلفة ولم يتخذ مواقف فئوية، الأمر الذي يتناسب مع طبيعة المنصب الذي يفترض شخصية مجربة وقادرة على التعامل مع 187 دولة عضو في "اليونسكو".