قال المدير العام لمنظمة اليونيسكو، فيديريكو مايور، لپ"الحياة"، ان جولة انتخاب امين عام جديد للمنظمة في العام المقبل، لم تتضح معالمها بعد، ويصعب التكهن بنتائجها، "بسبب الطبيعة المعروفة لمثل هذه الانتخابات". لكنه اكد انه "من المفيد ان تتسلم امرأة قيادة المنظمة"، خصوصاً وان امرأة اخرى، اليابانية اوساكا، تدير وكالة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، مضيفاً انه "من الضروري في من يتولى قيادة اليونيسكو ان يعترف بدور المرأة، وأن يحترم هذا الدور". تحدث مايور الى "الحياة" في مقر جمعية المراسلين الاجانب في لندن، فقال: ان الفيليبين قدمت ترشيح سيدة فيليبينية لمنصب رئاسة المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم يونيسكو، وانه يرى شخصياً، علماً انه لا يتدخل في مسار الانتخابات، "ان من المفيد ان تتسلم سيدة قيادة المنظمة". وأضاف انه لا يعني ان يدعم ترشيح الفيليبينية او سواها من المرشحين. ودعا مايور الى تجنب اخضاع عملية انتخاب رئيس لليونيسكو الى "اي شروط سياسية او مادية"، مشيراً بذلك الى تصريحات اليابانيين عن حجم الدعم المادي الذي تقدمه بلادهم الى اليونيسكو. وقال مايور في هذا الاطار ان "المنظمة لا تحتاج الى المال، فلديها اموال فائضة. وانما هي تحتاج الى اشخاص يتمتعون بكفاءات عالية، اذ انها تعتمد في عملها على العطاء الانساني، لا على المال"، مؤكداً ان اليابان لم ترشح احداً رسمياً لهذا المنصب. وأضاف ان اليابان تتولى حالياً ادارة منظتمين مهمتين تابعتين للأمم المتحدة، هما وكالة شؤون اللاجئين التي تتولى ادارتها السيدة اوساكا، ووكالة الاتصالات. ويذكر ان اليابان كانت اتجهت لترشيح سفيرها في باريس للمنصب وطرح وزير خارجية اليابان الموضوع على قادة دول عدة طالباً تأييدهم. كما أثار الموضوع مع رئيس الحكومة اللبناني سليم الحص، الذي اكد ان لبنان يؤيد ترشيح سفير السعودية لدى بريطانيا وأيرلندا الدكتور غازي القصيبي. والتزمت مصادر السفارة اليابانية في لندن الصمت حول المرشح الياباني، واكتفت بالقول "ان ترشيح سفير اليابان لدى فرنسا ليس نهائياً". وأشاد مايور "بالشخصية المميزة والثقافة الواسعة للدكتور القصيبي"، وأبدى اعجابه "بشخصيته ذات التأثير"، وقال انه وجد فيه "انساناً على قدر كبير من العلم والمعرفة". وأكد الأمين العام لليونيسكو انه لن يرشح نفسه من جديد فقد اكتفى بتوليه "هذا المنصب على مدى اثنتي عشرة سنة"، وانه سيعود الى عمله الأساسي في اسبانيا كعالم بيولوجي وسيعطي وقتاً اكبر لخدمة السلام الدولي، "من خلال العمل على بناء سياسة اتقاء الحروب والصراعات وتفادي انفجارها. وهي الاهداف التي تحاول اليونيسكو اليوم تحقيقها من خلال تثقيف الشعوب ونشر العلوم وتوسيع امكانات التعليم في جميع انحاء العالم، ايماناً منا بأن ما يحتاج اليه العالم هو قوات دولية لبناء السلام لا قوات لحفظ السلام". ورأى مايور ان "الثقافة والتعليم هما عماد الحل الحقيقي لمشاكل العالم". وقال ان الرئيس حسني مبارك يؤمن بأن التعليم هو احد عناصر الأمن القومي. ورفض فرض العولمة في مجالات التربية "لأن في ذلك قضاء على الثقافات والحضارات وحد من قدرة الشعوب على الابتكار". وقال "ان دور اليونيسكو لا يرتكز على بناء المدارس او دعم برامج الدول مادياً في الحقول التربوية، وانما على التعاون مع المسؤولين في العالم لتوسيع نطاق الاستثمار الوطني في التعليم". وأضاف ان اليونيسكو حققت نجاحات في هذا المضمار في دول مثل الصين والهند وماليزيا وأندونيسيا ومصر ونيجيريا، "في حين فشلت في باكستان والجزائر لأسباب سياسية". وأشار مايور الى العمل الدؤوب والمثمر الذي تقوم به اليونيسكو بمساعدة السيدة سهى عرفات في غزة. وقال ان السيدة عرفات تعمل وسط ظروف صعبة لمساعدة ابناء بلدها.