أود هنا أن أعلق على الرسالة التي نشرتها "الوسط" في العدد 380، وفيها يعلق قارئكم من كوبنهاغن السيد حسين محمد زين على ما سبق ان كتبتموه حول الملاكم نسيم حامد. والحقيقة انني لم افهم تماماً سبب تحامل القارئ المذكور على الملاكم. ولم افهم فحوى السؤال الذي طرحه عليه وفيه يسأله عن "أي شعب في اي بلد عربي بحاجة اليك ملاكماً؟" فما الذي يريد القارئ ان يقوله؟ صحيح ان الشعوب قد لا تكون بحاجة الى ملاكمين يطلعون من بين صفوف ابنائها. ولكن حين يحدث ان يطلع ملاكم، او اي رياضي آخر، او اي فنان ويفرض حضوره عالمياً، افلا يكون هذا مكسباً للشعب الذي انجبه؟ ترى هل عليّ هنا ان استعيد حكاية لاعب كرة القدم زيدان، العربي - الفرنسي، الذي كان تألقه، ضمن فريق فرنسا، في المباراة النهائية لكأس العام، سبباً لتحول شارع الشانزيليزيه الباريسي الى مكان لمناهضة العنصرية التي كانت وصلت الى اوج انتصاراتها في فرنسا قبل ذلك الحين؟ يكفي هنا ان اذكر القارئ المذكور، بأن محللين كثيرين في الصحافة الفرنسية يعتبرون لحظة تألق زين الدين زيدان، وتحقيقه الانتصار العالمي لفرنسا، لحظة البداية لانهيار "الجبهة الوطنية" ذلك الحزب العنصري الذي اقض مضاجع العرب في فرنسا طوال سنوات وسنوات. لقد كان العرب هناك بحاجة الى زيدان، حتى ولو لم يكن زيدان مدركاً ذلك. والأمر نفسه يمكن ان يقال عن نسيم حامد وعن غيره. انا في طبيعتي لا احب الملاكمة ولا رياضات العنف، ولم يسبق لي ان شاهدت اياً من مباريات حامد او غيره. لكني اعرف جيداً ان تألقه عالمياً فيه فائدة لسمعة العرب بشكل عام، ورد على اولئك الذين لا يحبون ان يروا في الاسلام وفي العرب غير صورة الهمجية والمجازر والعنف. والله من وراء القصد. سليم ابو النجا بون - ألمانيا