تلقى المغرب بارتياح فوز باراك. وقال مصدر مغربي رسمي إن باراك ستوجه إليه دعوة لزيارة المغرب وان الرباط ستعود لتلعب دوراً نشطاً في مسلسل السلام. وكان بيان أصدرته وزارة الخارجية المغربية إثر فوز باراك أشار إلى "أن اختيار الشعب الاسرائيلي يعبر عن رغبته في استئناف الحوار في اطار مسلسل السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين". وزاد "ان نتائج الانتخابات تفتح آفاق أمل جدية في ما يخص المسارين السوري واللبناني من مسلسل السلام في الشرق الأوسط، وفي هذه الحالة فإن المغرب سيكون من السباقين لاستئناف دوره المعروف من أجل قضية السلام". ومهد المغاربة لهذه العودة قبل الانتخابات الاسرائيلية عندما قرر العاهل المغربي الملك الحسن الثاني أن يدلي بصوته في الانتخابات، إذ نظم في هدوء بعيداً عن الأضواء اجتماعاً لزعماء اليهود المغاربة من 12 دولة منها إسرائيل وكان الهدف المعلن تأسيس اتحاد عالمي لليهود المغاربة، أما الهدف الحقيقي فيتمثل في الانتخابات الاسرائيلية. وهكذا دخل المغاربة على خط الانتخابات الاسرائيلية في لحظة حاسمة، كانت خلالها استطلاعات الرأي تشير بوضوح إلى أن باراك كان يواجه صعوبات كبيرة. جاء زعماء اليهود المغاربة إلى مراكش وراحوا يتداولون مع اندري ازولاي مستشار العاهل المغربي الملك الحسن الثاني في فندق المامونية بشؤون الانتخابات الاسرائيلية، وكان القرار أن تنزل الجالية اليهودية المغربية بثقلها إلى جانب باراك. لم يقتصر الأمر على ردهات فندق المامونية بل انتقل الى القصر الملكي في مراكش حيث اجتمع العاهل المغربي مع ممثلي الأحزاب التي ينتمي اليها اليهود المغاربة ثم ألقى كلمة في اعضاء الاتحاد العالمي لليهود المغاربة قال فيها إن الجالية المغربية في اسرائيل ستسعى الى الاخوة، لأن الاخوة والسلم يجريان في عروق المغاربة. وكان نتناياهو قام بمحاولات عدة لزيارة المغرب ووسط الأميركيين لهذا الغرض، لكن العاهل المغربي أوصد الباب بوجهه محملاً إياه مسؤولية انتكاسة العملية السلمية في المنطقة. وطبقاً لمصدر مغربي واكب اعمال الاتحاد العالمي لليهود المغاربة فإن زعماء اليهود المغاربة الذين جاؤوا من اسرائيل وكندا وفرنسا وأميركا اللاتينية، قرروا انهاء الدور السياسي لنتانياهو. ولعل ذلك ما يفسر مشاركة ثلاثة من وزراء الحكومة الاسرائيلية في مؤتمر مراكش على رغم ان احدهم من اليهود الروس وليس المغاربة. يذكر ان المغرب كان اول دولة عربية تجري اتصالاً مع اسرائيل، عندما زار موشي دايان وزير الدفاع الاسرائيلي الرباط عن طريق طنجة ليلتقي مع حسن التهامي مبعوث الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وهو الاتصال الذي قاد في وقت لاحق الى محادثات مصرية - اسرائيلية مهدت الطريق لتوقيع اتفاقات كامب ديفيد.