مع إطلالة موديل "3000 جي تي"، تبدأ مازيراتي أخيراً في الإنتعاش بعد أكثر من عقدَين من الموت البطيء. ولا يعود الفضل في عودة مازيراتي بقوة اليوم الى فيات "الأم" وحدها، بل أيضاً وخصوصاً الى منافستها التاريخية و"شقيقتها" في مجموعة فيات: فيراري. بدأت الماركة في 1912، من حماسة الأخوة الخمسة مازيراتي في رياضة السيارات، ثم تطوّرت فأنتجت سيارتها الأولى "تيبو 26" في بولونيا في 1926، أي قبل نزول أول سيارة حملت إسم فيراري ب21 عاماً. لكن رحلة مازيراتي لم تكن بتلك السهولة. فمحدودية إنتاج سياراتها أدت الى بيع الشركة الى مجموعة أومر أورسي الصناعية 1938 التي نقلت مقرّها الى مودينا، معقلها حتى اليوم. ولم يمضِ عقدان حتى عادت الشركة الى الصعوبات المالية فتنقّلت ملكيتها تباعاً بين سيتروان 1969 وأليساندرو دي توماسو 1975 قبل وصولها أخيراً الى مجموعة فيات إشترت قسماً منها في 1989 والبقية في 1995 التي دمجتها مع فيراري في 1997، مع إيلاء مهمّة إنعاشها الى فيراري الخبيرة في إنتاج السيارات الرياضية النخبوية وفي تسويقها. ميدانياً، تبدأ نهضة مازيراتي مع كوبيه "3000 جي تي" الذي أطلِقَ الخريف الماضي، والذي سيصل الى أسواق الشرق الأوسط في الأسابيع القليلة المقبلة. فالكوبيه الذي يتسع لأربعة ركاب، والمجهّز بأحدث الوسائل التقنية في مجالات الراحة والرفاهية والحماية، ليس إلا بداية رحلة توسيع نشاطات مازيراتي لتنمية إنتاجها من 700 سيارة في العام الماضي، الى 2400 في الحالي ثم 2800 في المقبل الذي تأمل فيات في إنتقال مازيراتي خلاله من الخسارة المزمنة الى الربح أخيراً. لتحقيق هذا النمو تعمل مازيراتي على مستويين: المنتوج والأسواق. في مجال المنتوج، بدأ موديل "3000 جي تي" أولاً مع العلبة اليدوية، ثم الأوتوماتيكية منذ الشهر الماضي، ثم سينضم موديل آخر سبايدر بسقف قابل للكشف فوق راكبيه سيتزامن إطلاقه مع عودة الماركة الى السوق الأميركية في 2001، أي مع تنفيذ الشق الثاني من خطة التوسّع، لرفع الإنتاج لاحقاً الى بضعة آلاف الوحدات سنوياً، مع إضافة موديل الصالون أربعة أبواب الذي سيُطلَق بعد السبايدر. تسعيرياً، تنوي فيات وضع مازيراتي في موقع تنافسي في قطاعه، فتبدأ أسعار "3000 جي تي" من نحو 150 مليون ليرة في إيطاليا، و143 ألف مارك في ألمانيا، و550 ألف فرنك في فرنسا، و62 ألف جنيه في بريطانيا ستحدد الأسعار في الشرق الأوسط عند وصول السيارة في الأسابيع القليلة المقبلة. وتحت البدن الذي صممه الإيطالي جيورجيتو جيوجيارو إيتالديزاين، تجد أساسياً ترتيب محرّك أمامي مع دفع خلفي. وتعكس تسمية الموديل سعة المحرّك البالغة 2.3 ليتر في ثماني أسطوانات V 90 درجة / 32 صماماً أربعة أعمدة كامات علوية لتصل القوة، بمؤازرة الشاحنين التوربينيين، الى 370 حصاناً/6250 د.د. وعزم الدوران الى 442 نيوتون-متر بين 2700 و5500 د.د. العلبة يدوية بست أمامية أمامية، أو أوتوماتيكية بأربع منها، مع تنسيق إلكتروني بين العلبة ونظام إدارة وظائف المحرّك. مختصر تلك الأرقام يعني بلوغ السيارة سرعة 100 كلم/ساعة في 1.5 ثانية 7.5 مع العلبة الأوتوماتيكية، في طريقها الى سرعة قصوى تناهز، حيث تسمح القوانين بذلك، 280 كلم/ساعة 270 مع الأوتوماتيكية. المكابح قرصية مهوّأة في العجلات الأربع، مع نظامَي منع الإنزلاقين الكبحي ABS والدفعي Traction control, ASR الذي يخفف بخ الوقود عن المحرّك و/أو يشغّل مكبح أي من العجلتين الخلفيتين إن تعرّضت لخطر الإنزلاق بسبب زخم المحرّك. طول كوبيه مازيراتي الجديد 51.4 متر وعرضه 822.1 وارتفاعه 305.1 وقاعدة العجلات 66.2. الوزن الصافي 1590 كلغ، وسعة خزّان الوقود 90 ليتراً